أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— لأول مرة منذ عام تقريباً، أصدر تنظيم “داعش” ما يزعم إنه “رسالة صوتية جديدة من زعيمهم أبو بكر البغدادى”، وفى الرسالة، قال من يُزعم أنه البغدادى، إن مجموعات داعش تخسر وأن ذلك إمتحان من الله، مضيفاً أنهم بحاجة الى توحيد صفوفهم، وأشار الى أتباعه يمتحنون بمشاعر “الجوع والخوف”، مؤكداً على أنها ستكون “بشرى سعيدة” لؤلئك الذين “يثابرون بصبر”.
ونشرت وكالة الفرقان الجناح الإعلامى لداعش، الرسالة الصوتية، والتى لا يمكن لـCNN التأكد بشكل من أن الصوت فى الفيديو يعود لأبوبكر البغدادى، زعيم التنظيم.
وأعلن المتحدث باسم القيادة المركزية فى الجيش الأمريكى، ويليام أوربان، أن قيادته “على علم بالتسجيل المزعوم”، مضيفاً: “لن أعلق على تقييمنا للتسجيل، فنحن لا نعرف أين يوجد أبوبكر البغدادى فى هذا الوقت، ولكنه لا يزال شخصاً نهتم بإزالته من ساحة المعركة”.
ولفت المتحدث بإسم القيادة المركزية فى الجيش الأمريكى، الى أنه “لا يعتقد أن أى مصدر رسمى فى بلاده، قد إدعى أن (البغدادي) مات”. مجيباً على إن كان ذلك يعنى أن مسئولين أمريكيين يعتقدون أن زعيم داعش مازال على قيد الحياة، قال أوربان “نعم”.
وإن كانت هذه الرسالة الصوتية حقاً من البغدادى، فذلك يعنى بأنها أول رسالة له منذ سقوط مدينة الرقة السورية فى أكتوبر 2017، إذ تستمر الأراضى السورية التى تقع تحت سيطرة داعش بالتضاؤل.
وأشار الصوت فى التسجيل الى الخسائر الهائلة فى صفوف داعش، قائلاً: “بالنسبة للمجاهدين المؤمنين، لا يعتمد حجم الإنتصار أو الهزيمة على مدينة أو بلدة تتعرض للسرقة أو تخضع لولئك الذين يمتلكون التفوق الجوى، أو الصواريخ العابرة للقارات أو القنابل الذكية، وليس بعدد أتباعهم”، مضيفاً أن المقياس يعتمد على “مقدار الإيمان الذى يمتلكه العبد”.
وناقش المتحدث، فى التسجيل الذى تبلغ مدته 55 دقيقة، الأحداث العالمية الأخيرة، مثل التوترات الأمريكية التركية، إذ أشار الى أن العقوبات الأمريكية التى فرضت على تركيا فى 1 أغسطس/ آب 2018 تهدف الى “إطلاق سراح القس”، فى إشارة الى القس الأمريكى المعتقل فى تركيا أندرو برونسون، وتابع قائلاً إن روسيا وإيران يسعيان الى التمرد على العقوبات وتجنب (الوقوع) فى وضع مشابه لكوريا الشمالية، إذ إتهم أمريكا بإستخدام “سياسة العصابة”، مشيراً الى أن ذلك يعد “علامة ضعف”، وتناول التسجيل أيضاً مدينة إدلب السورية، إذ قال الإرهابى إن “الجيش الروسى والسورى على وشك إقتحامها بمساعدة الخونة”، فى إشارة الى بعض المتمردين السوريين كما دعا أيضاً المسلمين السنة للإطاحة بالحكومة الأردنية، التى تعد حليفاً للولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وكان البغدادى ظهر علنا مرة واحد، فى يوليو/ تموز 2014، فى مسجد النورى بالموصل، الذى إستعادته قوات الأمن العراقية فى يونيو/ حزيران 2017.
وأطلق تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) العديد من الرسائل الصوتية زاعما أنها للبغدادى، إذ كان أحدثها رسالة فى سبتمبر/ أيلول 2017، التى بدى وكأنها تشير الى الأخبار التى حدثت بعد أن أعلنت روسيا عن مقتل البغدادى.
وفى فبراير/ شباط 2018، قال عدد من المسئولين الأمريكيين إن البغدادى أصيب بغارة جوية فى مايو 2017، إذ إضطروا الى التخلى عن السيطرة على الجماعة الإرهابية لمدة تصل الى خمسة أشهر بسبب جروحه، وأضاف المسئولون أن تقييم وكالات الإستخبارات الأمريكية إستند الى تقارير من معتقلى داعش واللآجئين فى شمال سوريا والتى ظهرت بعد أشهر من الغارة الجوية.
ويعتقد أن الغارة الجوية حدثت بموعد قريب للتاريخ الذى أعطاه الجيش الروسى فى يونيو/ حزيران 2017، عندما إدعوا أنهم “قتلوا أو أصابوا” زعيم داعش، إذ قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها كانت تحقق فى تقارير مقتل البغدادى بغارة جوية، فى 28 مايو/ أيار 2018، على حدود مدينة الرقة، واحدة من معاقل داعش القوية، التى إستطاعت القوات المدعومة من قبل أمريكا إستعادتها فى أكتوبر الماضى.
وحذر محللون فى ذلك الوقت أنه من المفترض أن يُشككك فى التقارير التى تنص على مقتل البغدادى، بسبب الأعداد الكبيرة من التقارير الكاذبة، التى تم تداولها مسبقاً.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.