خبير الموارد البشرية تامر الحارونى يكتب نصائح مهمة للموظفين حديثى الخبرة فى زمن “الكورونا
متابعة محمد محسن
“ياله من شئ مؤسف أن تأتينا فرصة عظيمة مثل الكساد … ثم نضيعها” !
هذه الجملة يقال أنها لكاتب إنجليزى، وفى الحقيقة ومنذ اللحظة الأولى لبداية الأزمة، وأنا كعادتي أفكر وأبحث عن النصائح التى من الممكن أن تكون مفيدة لزملائي وأخوتى من الموظفين -خصوصا حديثى الخبرة منهم- فى هذا التوقيت الصعب
للأسف بحثت كثيرا و وجدت إن أغلب المقالات والأحاديث موجهة – وكالعادة – للمديرين والشركات فقط، وأن أغلب هذة النصائح ترشدهم كيف يتعاملون مع فريقهم فى العمل، ولكنى لم أجد – وياللمفاجأة- أية إرشادات أو نصائح موجهة إلي هذا الكائن – المهم والمؤثر فى حياة ونجاح كل الشركات – والذى نطلق عليه لقب “الموظف” !
لذلك و فورا دعونا نتأمل معا هذة النصائح العشرة المهمة والسريعة، والتى سوف تساعدنا كثيرا فى تخطى هذة المرحلة الحرجة وتؤهلنا لكى نكون مستعدين لمرحلة ما بعد الأزمة ومرورها بسلام بإذن الله …
أولا: حافظ على صحتك النفسية والجسدية:
لا تتعجب أن تكون هذة أول نصيحة، فلقد تعلمنا جميعا فى هذة الأزمة الدرس بالطريقة الصعبة، ورأينا كيف أن “الصحة” هى فعلا أهم “تاج” يمكن لأى إنسان أن يمتلكه فى أى وقت. لذا يجب أن تحافظ دائما على صحتك النفسية والعقلية والجسدية فى أحسن حال، لكى تستطيع أن تكمل رحلة كفاحك فى هذة الحياة بشكل سليم.
ثانيا: كن إيجابيا وتفاءل :
لا أطلب منك بكل تأكيد أن ندفن رؤوسنا فى الرمال ونتجاهل الواقع ولكنى أطالبك بألا تجعل متابعتك للأخبار السيئة هى محور حياتك اليومية . لذا أرجو متك ألا تتمادى فى التجاهل وأيضا ألا تبالغ فى الخوف والهلع. إحرص فقط على متابعة الأخبار المفيدة والإيجابية والتى سوف تساعدك على عبور الأزمة بشكل صحيح وسريع.
ثالثا: رتب عقلك من الداخل :
ما أحوجنا الأن إلى أن نرتب أفكارنا، ونعيد لملمة شتات أنفسنا، ونستعيد هدوؤنا، لكى نرتب الأولويات ونضع الأفكار والخطة المناسبة لكى نحقق أعلى إستفادة من الظروف الحالية، ولكى نصبح جاهزين لما يسمي بـــــــــ “الوضع الطبيعي الجديد” بعد الأزمة! وثق بي، عندما تستطيع أن ترتب عقلك وأفكارك، سوف تكون مستعدا وبشكل رائع لكل هو قادم.
رابعا: تحلى بالمرونة لمواجهة الواقع الجديد :
مثلما ذكرت، نحن مقبلون علي مرحلة جديدة أسمها “الطبيعى الجديد”. وهذا يعني أن كل ما كان طبيعيا وعاديا قبل كورونا لن يكون كذلك مرة أخرى! لذا يجب عليك أن تتحلى بالمرونة وتراجع معتقداتك وأفكارك وقيمك ومهاراتك جميعها، لكى تستطيع أن تتواكب وتتكيف مع هذه المتغيرات الجديدة، سواءا علي مستوى الإقتصاد أوالسياسة أو العمل أوأسلوب الحياة ككل وبشكل عام.
خامسا: إسأل .. إستشير :
قديما قالوا: “لا خاب من إستشار”. وهذه مقولة خالدة ونصيحة ذهبية، بشرط أن تستشير دائما الشخص الصحيح! أبحث فيمن حولك عن شخص ذو خبرة وموثوق فيه، وإسأله وإستشيره فيما تفكر وفيما تود أن تفعل. قد يكون هذا الشخص صديق، أو معلم، أو Career Coach، لكي يستطيع أن يقدم لك النصيحة بالشكل المطلوب، ويرشدك إلي الطريق الصحيح فى هذا الوقت الصعب.
سادسا: تعلم وطور مهاراتك الحالية:
طبقا للدراسات الإقتصادية فى العالم، فنسبة 35% من المهارات التى تعتبر أساسية اليوم، سوف تتغير فى خلال الــــخمس سنوات القادمة! وبناءا عليه، فالطريق الوحيد والمضمون لكى نظل فى سباق الموظفين الجيدين والمطلوبين فى “سوق العمل الجديد” ، هو أن نلتزم بخطة دائمة للتطوير الشخصي، وننظر لهذة الفترة علي إنها فرصة عظيمة لبناء مهاراتنا وتطويرها، ونبحث عن المهارات الجديدة -والتى أصبحت ضرورية فى عالم اليوم- لكى نتعلمها ونتقنها.
سابعا: أبني شبكة علاقات قوية :
سوف تظل هذة النصيحة سارية المفعول ومهمة فى كل الأوقات، وخاصة وقت الأزمات! ما أحوج الناس جميعا الأن إلي التعاطف وإلى شخص يستمع إليهم وإلى مخاوفهم وقلقهم. لذا فهذا أفضل وقت للإستثمار فى بناء شبكة علاقات قوية ومتينة. فإحرص أن تكون قريبا الأن -أكثر من أى وقت مضى- من أصدقائك وزملائك ومديرينك وكل من تعرفه، وأحرص علي بناء جسور دائمة للثقة والمودة بينكم.
ثامنا: أبنى الثقة بينك وبين مديرك:
“الشفافية” و “النزاهة” هما أكثر كلمتين سوف نستمع إليهم كثيرا الفترات القادمة! ففى مثل هذة الأوقات الصعبة – أكتر من أى وقت أخر – تحتاج إدارات الشركات والمديرين إلي أن يتواصلوا مع موظفيهم بمنتهى الشفافية والمصداقية. وأيضا يجب على الموظفين فى هذا التوقيت أن يتحلوا بأعلى مستويات النزاهة والأمانة، من حيث الإنتاجية فى العمل، و الإلتزام بالتعليمات، وذلك تأكيدا ودعما للثقة بينهم وبين رؤسائهم.
تاسعا: تواصل وشارك أفكارك بإيجابية:
العالم بأجمعه الأن -وخصوصا أصحاب رأس المال والشركات- متعطشين للأفكار الجديدة والمبدعة ، والتى قد تستطيع مساعدة وتطوير أعمالهم بشكل كبير ومؤثر. لذلك، فهذا هو التوقيت الذهبي لكى تسوق لنفسك، وتبرز مواهبك، و تطرح وبقوة أفكارك ومبادراتك الخاصة بالتطوير والتحسين -والتى لطالما حلمت أن يستمع أحدا إليها- وأن تشاركها بإيجابية مع كل زملاؤك ومديرينك!
عاشرا: إدارة ميزانيتك الشخصية وأولويات الإنفاق:
أخيرا، سيظل موضوع إدارة أولويات الإنفاق والمصاريف الشخصية، من أهم الأمور التى يجب على أى انسان أن يأخذها فى إعتباره أثناء وضعه لخطته الشخصية لمواجهة الأزمة. مما لا شك فيه، إن توفير أكبر قدر من السيولة، هو من أهم العناصر التى تساعد على الشعور بالأمان والهدوء فى مثل هذة الأوقات الصعبة. لذا يجب عليك من وقت لأخر، أن تقوم بمراجعة كل بنود إنفاقك، وترتيها حسب الأولوية والأهمية، وأن تفكر دائما فى طرق جديدة لكي تخفض بها مصروفاتك الغير ضرورية.
وفى الأخير،،، أتمنى وأدعو الله أن نعبر جميعا هذة الأزمة الصعبة بأفضل وأنجح طريقة، وأن يحفظنا جميعا، ويحفظ بلدنا من كل سوء … اللهم آمين