خاطرة العزف المرّ / شيرين رضا
يقولون أن الموسيقى هي لغة الصامتون
الذين فقدو القدرة على التحدث ..
هي كمنجة تروي عطش الكلمة الجافة
وقصة تسرد بلا قاص
الموسيقى هي تلك الفتاة التي ترقص على حافة سور
تفرد ذراعيها لأعلى تريد أن تطير
أسمع صوت ناي حزين ينزف وجعا وألما لا يقوى على إيقافه .. يتحدث وحده
يشاركه من بعيد عود يردد كلماته الصامتة
يتحدثان على اوتارهما ليصعد بهما صوت الحنين إلى مبتغاهما
يقفان في منتصف الطريق هناك راكب أخر
يعزف عشقا ينظران له هيا هناك متسع من المكان
تنغمس كلماتهما داخل لحنً يستمعوا له آثناء سيرهم
في طريقِ حمل لهم ذكرى ذات يوم.
يعبرون من أمام محطة جديدة .. الطريق خالي
تتسلل اذانهم لصوت شجنا قادم من بعيد
يشعرون بريحِ قوية هناك عاصفة قادمة
يصطفون على جانبي الطريق تاركين ارواحهم تطفو لأعلى
يعزف كلا منهم لحنا غفى بين اجنحة الليل
تمر من أمامهم جنازة .. يحملون نعيا فارغا
يحمل كلا منهم صورة له يبكي ..
يعزف بصمت على موته الذي لم يشهد عليه احد
اتى لحنا جديدا حملوه وصعدُ معا حاملين معهم أماكن فارغة لمزيد من الموتى
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.