العاصمة

حكموا العقول ليستيقظ الضمير

0
كتب … عوض عرفه الصاوى
ما الضمير ..؟! وكيف يمكن إعلاء قيمة وأهمية الضمير الحى فى حياتنا ..؟!
وهل يمكن أن نعيد تربية الضمير فى أطفالنا وشبابنا ..؟
الضمير هو قدرة الشخص على التمييز بين الصح والخطأ، أو بين الحق والباطل. الضمير
هو الذى يجعل الإنسان يشعر بالندم والقلق والأرق، عندما تتعارض الأشياء التى يقوم
بها مع قيمه الأخلاقيه والدينيه. وبالطبع تختلف قليلاً هذه القيم من مجتمع إلى آخر،
نتيجه لاختلاف البيئه أو الأخلاق عند ذلك المجتمع …
ويشير القرآن الكريم إلى الضمير بتعبير غايه فى الإعجاز والدقه ..
انظر إلى قوله تعالى:
(ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) سورة: ق، آيه رقم 16.
والوسوسه هى صوت الضمير الحى الذيدى يناجي القلب والعقل، وكأن هذا الضمير أقرب إلى الإنسان من ذلك العرق الذى يوجد داخل عنق الإنسان …
أما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيقول :
“البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك فى النفس وتردد فى الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك”
والضمير شئ يتردد فى الصدور والعقول، فإذا خبأ هذا الضمير ظهرت الأنا وغرق القلب فى التكبر والغرور وعلت الشهوات دون النظر فى العقاب. وإذا علا صوت الأنا على الضمير تلاشى العطف والحب للصغير، وذهب الاحساس الصادق بالتعاطف مع الكبير والعاجز والمريض.
والضمير الحى هو ذلك الاحساس الذى يحرك فى الإنسان التواضع والاخلاص والعداله والعطف على الفقراء والمساكين …
والضمير الحى هو ضمير ينبض ويتردد داخل الإنسان، وهو يختلف عن الضمير العادى الذى يمكن أن يصاب بالمرض والبعد عن مساعدة الآخرين والضمير الحى هو الذى يجعلك لا تنام وأنت ظالم أو مقصر فى حقوق الآخرين ..!
وبالطبع فإن كثيرا من الأمور التى نقرأها أو نشاهدها أو نسمعها من التقصير الذى يحدث فى المجتمع أو الفساد الإدارى أو المالى، جميعها تعود إلى ضعف الضمير أو غياب الضمير الحى …
إن المجتمع بتقدمه وقوانينه هو مرآة للفرد المتحضر الذي يحكمه النظام والسلوك الصحيح، ومن أجل استعادة الضمير الحى عند كل إنسان، لا بد من تربية الضمير عند الأطفال والشباب، وتطبيق القوانين واللوائح لاستئصال الفساد فى المجتمع.
والضمير عندما يموت، فإن العالم تحكمه الغرائز وشريعة الغاب، يأكل فيه القوى الضعيف، ويستغل الإنسان أخاه الإنسان، ويصبح الحرام حلالاً.. فهل يرضى الإنسان أن يصبح حيواناً فى غابة الشر والحقد وموت الضمير ..؟!

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading