العاصمة

حكايات وأساطيرالبهنسا

0
إيمان العادلى
بين الخرافات والحقائق التاريخية
المدينة التي استعصت علي المسلمين فتحها
علي الجمام قاضي قضاة ولاية البهنسا
حكايات واساطير وزوار من كل مكان رجال ونساء وأطفال يقطعون حوالي 16 كيلومتر من مدينة بني مزار ليصلوا
إلي قرية الشهداء “البهنسا ” ،التي لها مع التاريخ
حكاية ،ومع الرواة روايه ،أنها أرض البقيع الثانية كما يطلقون عليها ،تضم في ثناياها العديد من الإثار من مختلف العصور،
كما تضم العديد من الاضرحة والمقامات لصحابة
رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ،وتضم شجرة مريم ومقام السبع بنات وجامع سيدي الحسن بن صالح .
بين شجرة مريم ومقام قاضي قضاة ولاية البهنسا يقف عمي ذكريا بائع البخور البالغ من العمر 65 عام ، أنه يعي تمام الوعي بقصة كل مقام وأثر داخل قرية البهنسا
،اشار أن تحت هذه الشجرة جلست السيدة مريم وسيدنا عيسي (عليهما السلام) ، وشربت من هذا البئر، وأضاف أن في هذا الضريح يرقد سيدي علي الجمام قاضي
قضاه ولاية البهنسا وعلي مقربة منه يوجد ضريح جعفر بن عقيل بن أبي طالب ، كما روي لنا قصة سيدي عبدالله التكروري أنه أتي إلي مدينة البهنسا مع صحابة رسول
الله لفتح المدينة وقد استشهد ودفن فيها ،ويقول أنه له بركات ومن بركاتة يظهر كل يوم جمعة ظل لها علي حائط الضريح ،وأختتم كلامة معي قائلاً كثرت الاقاويل
والاساطير عن البهنسا ، ولكن ما نؤمن به أن هذه المنطقة مباركه نظراً لما حدث بها أثناء فتحها فقد استشهد
ودفن علي أرضها العديد من صحابة رسول الله (صلي الله علية وسلم ).
محمد أحمد أحد سكان مدينة بني مزار، بداء حديثة معي عن سبب زيارته إلي البهنسا قائلاً ، أصل كل يوم جمعة لأزور مقام سيدي أبو سمرة وحضور ذكر وحضرة سيدي
علي الجمام، روي لنا قصة ، أنه منذ زمن ليس ببعيد كان هناك رجلاً يريد أجراء عملية جراحية خطيرة ،عجز الاطباء عن علاجها ،
فاقترح علية الناس أن يذهب إلي مقام سيد
أبو سمرة ليزور مقامة ويستريح في خلوتة ، وبالفعل ذهب وبعد يومان قام من نومه وتفاجاء بأنه قد أجريت له عملية جراحية،
وهذا بفضل الله وذكره لسيدي أبو سمرة وجلوسه في خلوتة المباركة .
نفيسه خلف لله 60عام،اشارت أن سيدي فتح الباب أول من دخل البهنسا وانها تأتي كل يوم جمعه لتتبرك بهذا المكان، وأضافت لنا قصة عجيبة عن شجرة تقع بجانب
ضريح سيدي فتح الباب ، أن هذه الشجرة تشفي كل من يعاني من الصداع المذمن عن طريق أخذ بضع شعرات ولفهم حول مسمار خشابي ويقوم بغرزهم في هذه الشجرة .
تقف ابتسام عفيفي البالغة 25 عام، في انتظار دورها لتتدحرج علي الرمال ،تزوجت منذ 5 سنوات ولم تنجب حتي ألان وذهبت إلي العديد من الاطباء ولم تجد بريق أمل
فأرادت أن تأتي الي هنا وتتبرك بهذه الرمال متمنيه أن يرزقها الله بطفل .
تقوم أم محمد منذ اكثر من3سنوات بدحرجت النساء ،اشارت أن كل من يأتي هنا يحمل مرض أو عناء شديد يشفي منه بعد التدحرج ،أضافت أن العديد من الحالات التي
أتت إلي هنا شفيت بأمر الله كما قصت لنا حكاية أضرحة السبع بنات التي توجد بمقربه من هذا المكان ، أنهم سبع بنات ارتدوا لبس الفرسان وحاربوا مع المسلمين في
الفتح البهنسي واستشهدوا في هذه المعركة ودفنوا فيها ،ان هذه القصة قصها لها أبيها في صغرها وهي تقصها لأبنائها وأحفادها .
جذب انتباهنا الأستاذ عمرو محسب الذي يقف أمام مسجد الحسن بن صالح ، أشار إلي أن عمر هذه التحفة المعمارية أقدم من المسجد الأزهر حيث يتجاوز عمرة 1500
عام ، يقول أذا دخلت إلي فوهة المسجد تشعر أن عجلة الزمان تدور إلي الوراء وتشعر بروعة وجمال العمارة الاسلامية وتفتخر بأجدادنا المسلمين الذي تركوا لنا تراث
اسلامي منقطع النظير .
الاستاذ سلامة زهران مدير منطقة اثار البهنسا ، اشار أن البهنسا مكان كثر حولة الجدل والاقاويل وكثرة الاساطير ولكن ما يحق أن يذكر انه يضم أثار من مختلف العصور
، فنراي أحدي أعمدة مداخل البهنسا التي تم انشاءها في العصر الروماني كما نري مأذنة مسجد ابو سمرة التي ما ذالت شاهدة علي عظمة وعراقة العمارة الاسلامية
بالإضافة الي جامع الحسن بن صالح ، والعديد من الاثار الأخرى، اما بما يخص الأضرحة العديد من الكتب التاريخية ذكرت الفتح البهنسي ،و بعض فاتحيها الذي شاركوا
في المعركة ولكن يوجد أشخاص لم تعرف قصتهم الحقيقية ،اضاف أنه يوجد كتب تاريخية تقول ان عبدالله التكروري كان يمني وأتي بعد الفتح الاسلامي ولم يشارك في
الحرب ، أشار الي أن بعض من هذه الاضرحة حديثة البناء ،واكد أنه يذكر في الكتب التاريخية أن السبع بنات كانوا من أبناء ولاية البهنسا، وفي اثناء عودتهم من معسكر
المسلمين لحقوا بهم الرومان فقتلوهم وتناثرت الدماء في هذه المنطقة ،واشار أن الرومان لم يقتلوهم في مكان واحد حيث حاولوا الهروب وقاوموا الرومان بكل قوة،
واشار الي حقيقة ظل التكروري قائلا لا صحة لها علي الاطلاق وهذه خرفات فلم يظهر ظل علي حائط الضريح .
محمود خيري الباحث الاثري بمركز البحوث والدراسات الاثارية بجامعة المنيا ، قال أن الحفائر التي تقوم بها البعثات الاثرية كشفت ومازالت تكشف كل يوم عن أسرار
جديدة تخص البهنسا ،وأضاف أن مدينة البهنسا هي المدينة التي أستعصت علي المسلمين فتحها حيث أستشهد في غضون حركة الفتح ما يقارب من 5000 صحابي
منهم 80 صحابي ممن حضروا مع النبي( صلي الله علية وسلم ) غزوة بدر ، وأشار أن مدينة الشهداء دار حولها الكثير من الإشاعات علي سبيل المثال ما يستغله الدجالون
عن الأرض المباركة منطقة السبع بنات(منطقة الدحروجة) وما بها من علاج لعقم النساء التي لا لم ينجبوا فيقولون أن علاجهن في تدحرجهن في الرمال لمسافة ما وفي
الحقيقة أن هذا الامر يدعو للدهشة والسخرية فكيف يكون هذا هو علاج لمرض العقم ، وأضاف أن هذه الارض المباركة كلما تطأ قدمي عليها أتذكر قول الدكتور عبد الحليم
محمود حينما كان يخلع حذائه فيسأله الناس فيجيبهم وكيف لا أخلع حذائي وقد وطأت قدمي مكان وطأت علية أقدام صحابة النبي صلي الله عليه وسلم .
د. رمضان شعبان مفتش اثار أسلامي بمصر الوسطي، بداء حديثة معي بأن الحسن بن صالح يعود نسبة الي (النبي صلي الله علية وسلم ) ، وأن المسجد في طرازه
العام وعناصره المعمارية والزخرفية يتشابه كثيراً مع مسجدي الصالح طلائع بالقاهرة المعزية ومسجد اللمطي بمدينة المنيا كما يحتوي المسجد علي العديد من العناصر
المعمارية والزخرفية التي تميز المسجد عن غيره ، منها الأعمدة الحجرية المجلوبة من عمائر قديمة وأيضا المشكوات الزجاجية كما يحتوي المسجد علي دكة مبلغ من
الغشب والشرافات التي تتوج واجهاتة ومأذنته الفريدة .
كثير من الاساطير والحقائق التاريخية قيلت عن البهنسا علي مر العصور ،والمثير للدهشة كيف لم تستغل الحكومة هذه الارض التي تعتبر متحفاً مفتوحا نظرا لما تحويه
من اثار في مختلف العصور؟!!

اترك رد

آخر الأخبار