العاصمة

حقيقة التليتابيز

0
إيمان العادلى
العرض الذي تربينا عليه ونحن أطفال و نشاهده
رغم الظاهر أنه عرض بريء وممتع وتعليمي للأطفال إلا أن وراءه قصة سوداوية ومظلمة جداً
العرض كان في الأصل عبارة عن فكرة مأخوذة من مصحّة لذوي الإعاقة في بلغاريا سنة 1995م
أسمها الأصلي غير معروف لكن الناس كانوا يسمونها “لا لا لاند “
المصحّة كانت مليئة بالأطفال ذوي الحالات العقلية والتي دائماً كانوا مسؤليها وعمالها وحتى
أطبائها يعاملوا الأطفال معاملة سيئة وغير أخلاقية كأن يضعوا الأطفال في غرف مظلمة
باردة طوال اليوم وأوقات يقوموا بالأعتداء عليهم بالضرب وأوقات كثيرة يتركوهم من دون طعام
يُقال أن مجموعة التليتابيز نفسها كانوا في الأصل مجموعة أطفال ماتوا في نفس اليوم تحت ظروف
المصحّة القاسية
من هؤلاء الأطفال بنت اسمها (لالا) كان عندها
إعاقة في وجهها تجعلها دائماً مبتسمة كانت طفلة طبيعية بمجرد إعاقة في الشكل لكن تم سجنها في
زنزانات المصحّة الباردة لمدة خمس سنوات كانت كافية لجعلها تفقد عقلها بالكامل وكانت غير قادرة
على الكلام( بكماء) أضافة لأنها كانت دائماً ترقص في غرفتها لوحدها مع أنه لا توجد أى موسيقى
وبسبب حبسها الدائم بعيد عن ضوء الشمس أصبح جلدها شاحب بلون أصفر وصارت مريضة كثيرآ
حتى عندما قام الأطباء بربطها فى السرير وقاموا بكسر أرجلها ظلت مبتسمة هذة البنت كانت أصلاً
شخصية (لالا) في العرض
ثاني طفل كان صبي عمره سبع سنوات أسمه (تاويتي) وعلى غرار (لالا) كان يعانى نفس مشكلة
الابتسامة الدائمة إضافة لأنو كان أصمّ( فاقد السمع) تاويتي حبس لمدة طويلة بالمصحّة حاول
كثيرآ الهرب لكن فى المرة التي قرر أن يهرب فيها كانت توجد عاصفة ثلجية وتعرض للموت من البرد
لولا أن لحقه عمال المصحّة وبسبب شدة الصقيع اصبح لون شفتيه أزرق قاتم رغم أن الأطباء قاموا
بخلع جميع أسنانه بمقبض حديدي عقابآ له ولتعذيبه ألا أنه كان مبتسم دائماً نفس (لالا) وهذا
الطفل( تاويتي) هو أصل شخصية(تينكي وينكي)
ثالث طفل كان (دونكا) ولد بعيب مثل أصدقائه الذين سبقوه لكن عيبه الثاني هو عدم قدرته على
الكلام (أبكم) وأنه دائماً كان مريض كان يقوم بأسترجاع أى طعام يأكله وبسبب هي الحالة كان
جسده ضعيف ودائماً يعانى من الجوع تقريباً (دونكا) هو أصل شخصية (ديبسي)
آخر طفلة فيهم كانت(بولينا) التي ولدت بنفس عيب الابتسامة التي لا تنتهي أهلها ألقوا بها في
المصحّة من عمر ثلاث سنوات لكن مأسآتها بدأت عندما حدث حريق بالمصحّة والنار حرقت جسدها
لكنها ظلت على قيد الحياة رغم جسدها الذي تحول بالكامل للون الأحمر وتقريباً (بولينا) كانت
أصل شخصية(بو)
إذن لماذا سموا بالتليتابيز؟
وسط ظلام المصحّة والبؤس ووسط الآلام
واليأس الشيء الوحيد الذي كان ينسيهم الألم والظلم كان التليفزيون كان الأربعة يجلسون أمام
التليفزيون الصغير الذى حجمه أصغر من حجم الأطفال مبتسمين غير مكترثين لأي شيء في
الحياة . إلى أن أتى اليوم الذي قررت إدارة المصحّة أن يسحبوا كل التليفزيونات( بدعوى أن
الكهرباء تكلف الكثير) فقرر الأطفال الأربعة أن يسرقوا أربع أجهزة -جهاز لكل واحد فيهم-
كل واحد فيهم نظر للثاني بخوف ويأس غير مدركين أين يخبؤون الأجهزة إلى أن وصلت
الفكرة ل (دونكا) وأشار بأصعابه الصغيرة إلى فمه المبتسم (أي أن يبلعوا الأجهزة) كانت هذه
الطريقة الوحيدة للأطفال الصغار من أجل تخبئة الأجهزة صحيح أن هذه الأجهزة كانت صغيرة
كفاية لحجم معدتهم لكنها كبيرة لمجرد أنها تنفع للأكل
في اليوم التالي صدم العمال بالمشهد المأساوي المرعب
أربعة أطفال حاولوا أن يبلعوا أجهزة تليفزيون صغيرة كانوا غرقانين في دمائهم وبطونهم
مفتوحة
طبعاً الحكومة البلغارية حاولت أن تخفي كل ما
حدث كي لا يعلم أحد ما يحدث في مصحاتها لكن في النهاية أنكشفت القصة
طبعاً منظمات حقوق الإنسان عملت العرض التليفزيوني تخليداً لذكرى الأطفال الأبرياء
فالحنين إلى الطفولة فترة عاطفية ولها رمزيّة قويّة في الذاكرة نحن نفكر في الطفولة بأعتبارها
الحقبة الذهبيّة -عندما كان الوقت ملكاً لنا- الفترة المشمسة من الحياة قبل المسؤوليات والتوقعات
اللي بنينا عليها حياتنا كبالغين هذا الحنين له نزعة كبيرة من البساطة و الأصالة، من ذكريات الطفولة
التي لا تنسى حتى يومنا هذا برنامج الأطفال “التليتابيز “

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading