العاصمة

حفظ اللسان سبب للفوز برضوان الله تعالى

0
بقلم / محمـــــد الدكـــــرورى
إن العبد ليتكلم بالكلمه من سخط الله ولا يلقى لها بالا فيهوى بها فى النار سبعين
خريفا فيجب علينا ان نفكر فى الكلمه قبل ان تخرج من افواهنا حفظ اللسان سبب
لعلو المنزلة ورفعة المكانة في الدنيا والآخرة، سئل صلى الله عليه وسلم: أي
المسلمين أفضل؟ فقال: من سلم المسلمون من لسانه و يده “.
وحفظ اللسان سبب للفوز برضوان الله تعالى، ففي الحديث: “إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن
أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه”.
وحفظ اللسان سبب لدخول الجنة، ففي الحديث: «إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها،
أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام وصلى والناس نيام ».
فالعاقل هو من يقدر لكلماته مواقعها كما يقدر لخطوات رجله مواضعها، العاقلِ هو من يحفظ لسانه إلا عما فيه
خير ظاهر ومصلحة راجحة، يقول تعالى: “لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس”.
فاتقوا الله – عِبَادَ اللهِ -، واحفظوا ألسنتكم، واقصروا كلامكم على الحسن من القول والجميل من الكلام،
وصونوا أوقاتكم واعمروها بذكر الله الحميد المجيد، وكل قول سديد، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ فاللهم وأشغل ألستنا بما يرضيك
من ذكرك وشكرك وكل قول حميد ونصح رشيد.
وفي المجاز: فلان يتكلَّم بلسان الله؛ يعني: بحجَّة الله وقرآنه وسُنَّة رسوله، وفلان حُلو اللسان؛ يعني: طيِّب
الكلام، لا يتكلَّم إلا بما هو أمْر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو شكر لله وثناء على الناس. وقد ورد في القرآن.
في دعاء نبيِّ الله إبراهيم عليه السلام: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾
يعني ثناءً حسنًا، وخلدًا، ومكانة بين الأمم التي ستأتي مِن بعدي، فأجاب اللهُ دعوته فلا يصلِّي أحدٌ على
النبيِّ محمد عليه السلام آخر الأنبياء، إلا ويُصلِّي ويُسلِّم على نبيِّ الله إبراهيم. في التشهد حين يؤدِّي
الصَّلوات لله رب العالمين.
وينبغي على العاقل أن يحفظ لسانه، ويتخيَّر ألفاظه حتى لا يقع في المهالك؛ لأنه كما يَستُر الثوبُ
الجسدَ، كذلك اللسان يستر عقلَ الإنسان، وكثيرًا ما تسبَّبت فلتاتُ اللسان في الهلاك للإنسان، يقول
ابنُ جبير: يَنبغي أن يَحفظ الإنسانُ لسانه كما يَحفظ الجفنُ إنسانَه؛ فَرُبَّ كلمة تُقال تحدث عثراتٍ لا تُقال.
كم كسَت فلتاتُ الألسنة الحِداد مِن ورائها ملابس الحداد ومعنى الألسنة الحِداد. الكلام الشديد، والتطاول
على الناس، والتكلُّم في أعراضهم. وقد ورد هذا في القرآن الكريم في قول الله تعالى: ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾
يعني: آذوكم بكلام شديد، والسلق: هو الأذى بسلاطة اللسان.
وحفظ اللسان مِن الصمت عن النطق بقبيح الكلام الذي يجلب غضب الله عز وجل فرض عين على كل مسلم ومسلمة؛
لأنه مِن الإيمان، كما جاء في السُّنَّة النبوية فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
(مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) رواه البخاري، ومسلم.
وقديمًا قالت الحكماء. في الصمت السلامة، وفى التكلُّم الندامة. وإذا كان الكلام مِن فضَّة فالسكوت مِن ذهب.
وعلى العاقل أنْ يربأ بنفسه عن مواقف الاعتذار؛ فلا يُطلق العنان للسانه يتكلَّم أيَّ كلام حتى لا يَجُرَّ على نفسه الوبال،
ويضع نفسه في مواقفَ حرجة. وفي الأمثال السائرة: لسانك حصانك، إنْ صُنته صانك، وإن أطلقتَه أهانك.
وجاء في السُّنَّة النبوية. عن أم حبيبة رضي الله عنها، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (كلُّ كلام ابن آدم عليه،
لا له، إلا أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو ذكر الله تعالى). رواه الترمذي.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (إذا أصبح ابنُ آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفِّر اللسان فتقول: اتَّقِ الله فينا فإنما نحن بك؛ فإنِ استقمتَ استقمنا، وإنِ اعوججتَ اعوججنا) رواه الترمذي، ومعنى تكفر اللسان؛ أي: تخضع وتذلُّ له بالقول نصحًا وتحذيرًا، فنجاة الإنسان في حفظ لسانه عن التكلُّم بما يُغضب الله والناس. وكثرة الكلام القبيح البذيء تميتُ القلبَ، وتجعل الصدأ يعلوه، والقسوة والنفاق يحلَّان فيه؛ فيبعد عن ربه، وينسى دينه وتعاليم نبيه، ويملُّ سماعَ الطيِّب مِن القول، ويحبُّ البذاءة والتطاول على الناس، وقد نهي الدِّينُ الإسلاميُّ مُعتنقيه، وشدَّد عليهم بأساليب شتَّى عن البُعد عن السفاهة وقُبح الكلام، وأمَرَهم بألا يقعوا في المهالك، ويخسروا الدنيا والآخرة إذا لم يبتعدوا عن الصفات الرديئة، التي تُورث العدواة والكراهية والحقد وتفشي الفساد في المجتمع. والله تبارك وتعالى يريد لبعاده أن يتصفوا ويتحلَّوا بمكارم الأخلاق، وصِدق اللسان… فاللهم زينا بمكارم الاخلاق

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading