العاصمة

حج بيت الله الحرام  متابعة اسلام محمد 

0

وما زلت في كتابات في رحاب آيات الحج في قول الله تعالى الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ

فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ

وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ وفي هذه الايام يتنافس فيها المتنافسون ويتسابق فيها المتسابقين في فعل

الخيرات وما أجمل أن يتذود الإنسان في هذه الأيام بفعل الخيرات ولا سيما أن الأجر مضاعف فكل خير

يفعلة الإنسان فإن الله به عليم قال في محكم التنزيل { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ } قال القرطبي في

تفسيرة شرط وجوابه ، والمعنى : أن الله يجازيكم على أعمالكم ; لأن المجازاة إنما تقع من العالم بالشيء

، وقيل : هو تحريض وحث على حسن الكلام مكان الفحش ، وعلى البر والتقوى في الأخلاق مكان

الفسوق والجدال . وقيل : جعل فعل الخير عبارة عن ضبط أنفسهم حتى لا يوجد ما نهوا عنه وقال السعدي

في تفسيرة أتى بـ ” من ” لتنصيص على العموم، فكل خير وقربة وعبادة, داخل في ذلك، أي: فإن الله به

عليم, وهذا يتضمن غاية الحث على أفعال الخير, وخصوصا في تلك البقاع الشريفة والحرمات المنيفة, فإنه

ينبغي تدارك ما أمكن تداركه فيها, من صلاة, وصيام, وصدقة, وطواف, وإحسان قولي وفعلي. ثم أمر تعالى

بالتزود لهذا السفر المبارك, فإن التزود فيه الاستغناء عن المخلوقين, والكف عن أموالهم, سؤالا

واستشرافا، وفي الإكثار منه نفع وإعانة للمسافرين, وزيادة قربة لرب العالمين، وهذا الزاد الذي المراد منه إقامة البنية بلغة ومتاع. وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه, في دنياه, وأخراه, فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار, وهو الموصل لأكمل لذة, وأجل نعيم دائم أبدا، ومن ترك هذا الزاد, فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر, وممنوع من الوصول إلى دار المتقين. فهذا مدح للتقوى. ثم أمر بها أولي الألباب فقال: { وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } أي: يا أهل العقول الرزينة, اتقوا ربكم الذي تقواه أعظم ما تأمر به العقول, وتركها دليل على الجهل, وفساد الرأي

وفي الختام ان فعل الخير من أهمّ الغايات التي خلق الله تعالى الإنسان لأجلها؛ لأنّ دخول الجنة مبنيٌّ على فعل الخير، ومن يفعل الخير فلا بدّ أن يلقى جزاءه العادل من الله تعالى، ويدخل جنات النعيم، فالخير هو الطريق إلى كلّ مكرمة، والفوز برضا الله تعالى، خصوصًا إنْ كان فعل الخير مقرونًا بالتديّن وأداء الفرائض التي أمر الله بها، وعند الحديث عن فعل الخير فالمقصود به فعل كلّ أمرٍ مُستحسن يُقرّه الشرع ويأمر به الله تعالى، ولهذا فإنّ هذا المفهوم واسعٌ جدًا، ويشمل الكثير من الأفعال التي يمكن للإنسان القيام بها، لهذا فإنّ من أراد فعل الخير فلن يعجز عنه، لأنّه كثيرٌ ومتعدد.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار