العاصمة

اليهود والإعتقاد ما بين الإنحياذ والحيادية والدلالات الرمزية للنص

0

 

 

متابعة /محمد السمالوسي

 

رؤية نقدية عن رواية “الإعتقاد”

تقديم الأستاذة حنان حسن

 

” لقد عُدنا إلى هذه الأرض لنفرض دولتنا بكل ما إمتلكنا من وسائل القوة متجاهلين الميراث التاريخى لسكان أخرين كانت لهم حياة مستقرة عليها حينما أيقنّا أن صرخة “موسى” النبى حينما قال : دعوا شعبى يدخل تلك الأرض التى أعطاها الرب له لم تكن موجهة إلى أناس أخرين غيرنا . ”

 

هكذا تحدث “أهود دوفيسكي” إلى أسرته عندما وضع قدميه لأول مرة على تلك الأرض ، وهكذا أيضا يفاجئنا الروائى “أحمد أمين” فى روايته الجديدة “الإعتقاد” بإتباعه لإسلوب خاص يعرض من خلاله حيثيات ذلك الصراع الذى دام لعقود طويلة من الزمن على الرغم أنه فى روايات سابقة له لم يسلك ذلك النهج فى تعامله مع تلك القضية تحديدا.

 

إن التواجد الإضطراري الذي فرضه الأمر الواقع يتمثل في الرواية من خلال ذلك المنزل الذى بناه “أهود” منذ قدومه إلى أرض فلسطين والذي يرمز إلى الدول الجديدة التى يعيش فيها الأن شخوص الرواية مجتمعين، إبنته “ليليان” وحفيدتها “أورينا ” هي وزوجها الفلسطيني “يزيد” و إبنيهما الرضيع ” قاسيم “.

 

تتحدث الرواية عن “ليليان” العجوز التى بلغت من العمر أرذله والتي مازالت مصرة على أن تبقى غرفة والدها بالمنزل كما كانت عليه أيام حياته ، رغم أنها وأولادها قد بدلوا الأثاث القديم مرات ومرات هذه الغرفة ظلت كما هي، كل ما فعلته من بعد وفاته أنها علقت على إحدى جدران الغرفة صورة كبيرة له يظهر فيها الرجل الراحل بشاربه الكبير وهو يرتدي سترته السوداء التى كان يعتز بها.

 

من خلال ما تقدم ذكره يتضح للقارئ أن شخصية “ليليان” هى إمتداد لأفكار وقناعات والدها و التى وصفته باليهودي المتجمد تلك القناعات التي عفا عنها الزمن والتي تتصادم الأن مع أفكار وقناعات جيل جديد لديه الإستعداد لتقبل الأخر والتعايش معه تمثله فى الرواية الحفيدة “أورينا” التي تزوجت من شاب عربي يدعى “يزيد”، ذلك الإرتباط الذى كان نتاجه طفل أطلق عليه والداه أسم “قاسيم” إن القارئ الجيد للرواية سيستشف أن العلاقة التى ربطت بين الزوجين هى عنوان لمرحلة التطبيع مابعد الحرب والذي كان نتاجة تقسيم مناطق النفوذ بين الجبهتين.

 

الرواية التى صدرت فى العام 2019 والتي إحتلت تلك القصة جزء كبير من أحداثها تتحدث عن وقوع أمور سيظنها جميع شخوصها مرتبطة بهلاك العالم و فناء الحياة عليه تلك الأحداث التى أجبرت الثلاثة على المواجهة من خلال حوار طويل فيما بينهم أظهر ذلك الصراع المشتعل بداخل “يزيد” مابين قبول ما فعله و رفضه له وبين موقف “ليليان” المعادية للعلاقة منذ بدايتها والمتبنية للموقف ذاته الذى تبنته والدة “يزيد ” و أوضح رؤية “أورينا ” التى سعت بكل ما تملكه لإنجاح تلك التجربة.

اترك رد

اشتراك

آخر الأخبار