العاصمة

الله العدل

0
إيمان العادلى
لماذا الله خلق أناس أغنياء واناس فقراء ولماذا جعل أناس مرضى وأناس أصحاء ولماذا يوجد
أناس تعاني من ضيق العيش وأناس أخرى تعيش فى رغد العيش ولماذا هناك من ولد
في بيئة صالحة فشب صالحآو ملتزم وماذنب من ولد في وسط فاسد فصار منحرفآ
وهل كل إنسان على هذه الدنيا أخذ حقه فيها وهى ال24 قيراط ووزعوا كما أراد الله سبحانه وتعالى
لكن كيف ونحن نرى أناس إجتمع لها المال والصحة والذرية والسعادة وأناس أخرى أجتمع عليها
الفقر والمرض والبؤس والحرمان والشقاء فى الدنيا
تساؤلات كثيرة تتردد في عقولنا وتجري على ألسنة الكثير منا إما بدافع محاولة الفهم وإما
بغرض الطعن والتشكيك
وللرد على هذه الأسئلة يتطلب منا أن ندرك أن الدنيا ليست أصلاً بدار قرار ولا دار
حساب وبالتالي فهي ليست دار عدل أو مساواة خلق الله الخلق ووزع الأرزاق
وقدر الأقوات وأقتضت حكمته جل وعلا أن يتفاوت الناس في الغنى والفقر والصحة
والمرض والرفعة والدنو والسعادة والشقاء وهو العزيز الحكيم لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون
فالناس ليست كلها متساوية في نصيبها من هذه الدنيا حقيقة يؤكدها الواقع ويقرها المولى عز وجل أكثر من مرة في القرآن الكريم..
” وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ”
” وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ ”
” وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ”
فالدنيا دار أختبار وتفاوت الأرزاق فيها فتنة وكل مبتلى فيها بحسب حاله
إذآ لماذا تكون الدنيا دار أختبار والناس تدخل هذا الأختبار بمعطيات وأحوال متفاوتة ومطلوب منهم ينجحوا فيها وفى أختبارها ألا ينافي هذا عدل الله ؟
صحيح أن أختبار الدنيا المطلوب أجتيازه هو واحد للجميع ولكن عدل الله هنا يتجلى في التقييم فهو الذي يختلف بأختلاف الظروف والأحوال فالذى دخل أختبار الدنيا بمال قليل غير الذى دخله بمال كثير والذى أجتاز الأختبار وهو مريض غير الذى أجتازه بوافر بصحته والذى كانت مدة الأختبار بالنسبة له 90 عام غير الذى كان أختباره كان 30 عام والذى عاش حياته وأختباره في عصر الصحابة والتابعين غير الذى عاشه في زمن فتن وبدع ومنكرات القابض على دينه فيه كالقابض على جمرة من نار والذى نشأ في وسط ملتزم غير الذى نشأ في مجتمع بعيد عن الألتزام فالله أعدل من أي يحاسبهم كلهم بمعيار واحد ويدل علي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
” إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ مَنْ تَرَكَ مِنْكُمْ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِعُشْرِ مَا أُمِرَ بِهِ نَجَا ”
فلا نقلق من الأختبار والحساب لأن الله سبحانه وتعالى له معايير كثيرة في التقييم نحن لاندركها ولا نستوعبها لأن الحساب وتقييم أعمال العباد أعقد وأعمق بكثير جداً من نظرتنا السطحية للأمور وفوق أدراكنا نحن البشر فالله سبحانه وتعالى يحاسب كل فرد على حدة حساب دقيق مفصل بأعمالنا فى الدنيا تراعى فيه ظروفه وأحواله وأدق ملابسات حياته كل فرد يحاسب حسب عمله التاني ورحمة الله علينا وميزان الحساب عند الله بالذرة فلا يظلم عنده أحدآ والله أعدل من أن يعاقب عبداً حتى يقيم عليه الحجة الكاملة أما مكافأة النجاح في الأختبار فهي:
” فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ”
فهناك أناس تنجح من 50% وأناس تنجح من 70% و اناس تنجح ب 20 و30 % كل فرد حسب المعطيات التي أعطاها الله له في أختبار الدنيا وهناك درجات رأفة يعطيها الله لمن يشاء منا بعملنا للخيرات دون أن ندرى أو بدعاء الصالحين لنا والأهم هى رحمه الله سبحانه وتعالى العدل الخبير الحكيم الذى لا يظلم عنده أحدآ
” الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ”
لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى ألا نحقر من المعروف شيئاً فلا يدري أحدنا أي عمل ينجيه من الهلاك والعذاب
ولأن لا أحد منا يعرف درجة النجاح فى أختبار الدنيا ستكون كام ولأننا أيضآ لا نعرف متى ستسحب مننا ورقة الإجابة فليس مطلوب مننا غير إن نجتهد ونركز في ورقة أختبارنا ولا ننشغل بغيرنا من الناس وننظر إلى معطياتهم فى الدنيا التى فضل الله البعض فيها عن الأخر
أما رب العزة فقد حسم تماماً مسألة الحساب وكيفية تقييمه لأعمال العباد حتى تطمئن القلوب وترتاح العقول فقال:
” وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ”
فكفى بالله حاسباً وقيماً ورقيباً فهو من وضع الأختبارات لنا وهو من خلق لكل إنسان ظروفه الخاصة وهو الأعلم بحال كل عبد من عباده وهو المطلع على خبايا الصدور وهو من يحاسب العباد بنفسه لا يوكل عنه أحداً وهو الحق العدل الكريم الرحيم سبحانه وتعالى عما يصفون

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading