العاصمة

القوة و الأمانة .. إيمان العادلى

0
(القوة) حين يوصف بها من يوصف فإنها تعنى أن من تم وصفه بها يتميز على غيره في
صفة هي محل المفاضلةو المقارنة فالقوى في العلم يتميز على أقرانه من العلماء
بعلمه و بقدرته على تطويع علمه لخدمة هدفه كذلك القوى في البنيان يتميز على أقران ينافسوه في تلك الصفة
لا غيرها و القوى في الحجة كذلك و القوى في أي مجال
آخر كالطب و الهندسة و التجارة و الصناعة و غيرها من المجالات و المهن و القوى تعنى هو من
لا يغالبه الآخرين في تحقيق الهدف الذى يسعى إليه .
(الأمانة )هي التَّعفُّف عمَّا يتصرَّف الإنسان فيه مِن أمر غيره سواءاً كان هذا الأمر مال أو عرض أو سر أو مهمة أو غيره مع
مقدرته التامة على التصرف فيها و هي ما يوثق به عليه مِن الأعراض والحرم مع القدرة عليه وردُّ ما يستودع فيه إلى مودعه
لذلك فلا ثقة لقوة بغير أمانة فالقوة الغير أمينة إن هي سُخٍرت لك يوماً فغداً تُسًخر لغيرك و ضدك و لا ثقة مطلقة في أحد إلا في الله الأحد لأن الله هو القوى العزيز و هو
جل علاه العزيز الحكيم فقوة الله مرتبطة دائماً بحكمته و عزته أما بخلاف ذلك فإننا أَُمرنا أن نتيقن في ارتباط القوة بالأمانة لكل من نوليه أمر أو نعهد إليه بشأن عظيم
فالقوة وحدها لا تدوم على حال أو مع حال و الأمانة وحدها لا تقوى على أن تدوم إذا تربصت بها قوة غاشمة ناصيتها بيد من لا يخاف الله
و علمنا القرآن – من حجة بنت شعيب حين زكت موسى نبى الله عند أبيها – أن خير من إستأجرت القوى الأمين كذلك علمنا القرآن
من حجة جن سليمان حين حاول إقناع نبى الله سليمان بكفاءته لأداء مهمة أرادها سليمان و زكى نفسه بقوله و إنى عليه لقوى أمين
فلتكن الأمانة هي أساس القوة حين نرتضيها و لتكن القوة هي عماد الأمانة حين نأتمنها أو نؤُمن عليها و لتكن امانتنا مع انفسنا قبل أن نطالب الآخرين بها و لتكن قوتنا
حاضرة لتقويم هوى النفس حين تأخذنا العزة بالإثم لنهتدي لما أمرنا الله به و أن نولى كل قوى أمين لما سخره الله له و لا نكون كمن ضلوا و آثروا التعصب و القبلية و
الإنحياز الأعمى على الامتثال لهدى الهادى و حكمة المهتدين و لنعلم أن الكمال لله و حده و ما عداه فهو ناقص و لكنه الإجتهاد أمرنا الله به و سنجازى بإذن الله به كلٍ
حسب ما نوى
فالأمانة تقتضى عدم الإستغلال لأى إنسان قدر الله عليه رزقه و علمه و ناله ما ناله من حسن النية فانت إن لم تكن
أمينا فيما أعطاك الله من بسطة في العلم أو الرزق فكيف أمنت مكر الله ,و لا يغرنك ذكاءك اليوم فإنك ميت و هم ميتون إن الله شديد العقاب.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading