القصة القصيرة فى مصر..إلى أين؟

بقلم ..سهير عسكر

ظهرت القصة القصيرة فى بداية القرن التاسع عشر فى روسيا وأمريكا ثم بعد

ذلك فى فرنسا وإنجلترا ،وظهرت فى مصر فى بداية القرن العشرين كفن أدبى نثري

يكتفى بتصوير جانب من جوانب الحياة لفرد أو يصور موقفاً واحداً من المواقف

وهى تعد أقرب الفنون الأدبية إلى روح العصر لأنها انتقلت من التعميم إلى

التخصيص فلم تعد تتناول حياة جماعة بأكملها أو شخصية كاملة فإكتفت بتصوير

جانب واحد او فكرة واحدة أو موقف واحد تصويراً مكثفاً .

القصة القصيرة كانت فى القديم هى سرد واقعى أو خيالى لأفعال قد تكون نثراً أو

شعراً يقصد به إثارة الإهتمام والإمتاع أو تثقيف ،وكانت تمثل الجرائد اليومية هى

الطريق الوحيد للنشر فى تلك الآونة . أما القصة فى الوقت الحاضر فهى سرد

حكائى لمجموعة مترابطة من الأحداث لها بداية والكثير من القصص القصيرة تتكون

من شخصية أو مجموعة من الشخصيات.
والأدب المصرى الحديث كان ثمرة إحياء

الأدب القديم من جهه والترجمة عن الأدب الأوروبى من جهه ثانية بدأت حركة إحياء

التراث من بداية القرن التاسع عشر بنشر النماذج الأدبية القديمة وبدأت حركة

الترجمة وقت تكوين محمد على باشا لجيش مصر الحديث فأرسل بعثات إلى

أوروبا وإستورد مطبعة عام ١٨٢٨م وقام رفاعه الطهطاوى بترجمة الكتب العلمية

للجيش المصرى وبدأ الإهتمام وقتها بالأدب المصرى عامة وبالقصة القصيرة

خاصة حيث وصل لبنانيين مهتمين بالنشر ودعموا الكتابات المصرية فكان لهم الفضل

فى تنشيط الحركة الأدبية الجديدة فى مصر وظهرت وقتها كتابات محمد عبده

وسعد زغلول ومحمد المويلحى ومصطفى لطفى المنفلوطى وقاسم أمين ومصطفى

كامل وبعض الكتاب اللبنانيين مثل جرجى زيدان ويعقوب صروفى وظهرت القصص

القصيرة الساخرة التى كان يكتبها بالمصرى يعقوب صنوع وعبد الله النديم وكتابات

جبران خليل جبران وأمين الريحانى ،وبدأت تصل إلى مصر من المهجر

الأمريكى ومعها الإتجاهات الحديثة فى التأليف الأدبى الغربى الحديث واتتعشت

حركة الترجمة فى مصر ودخلت أنواع التأليف الأدبى الجديد فى القصة القصيرة

والرواية والمسرحية والمقال الحديث.
ومازالت القصة القصيرة حالة إبداعية

وخيالية فى تطور مستمر ولها العديد من الرواد فإن زمن قراءتها لا يأخذ من القارئ

إلا وقتاً قصيراً ومسايرة لروح العصر عصر العلم والتطور فتعددت إتجاهاتها وكثُر

كُتابها واحتفلت بها الدراسات النقدية.