محمد حسن حمادة يكتب: الغرب والإسلامو فوبيا (من إم. تي. في… إلى مكة)
دائماً يدعي ويردد المستشرقون هذه المقولة (أن الإسلام انتشر بالسيف )قولاً واحداً لقتل أي مناقشة وأي أطروحات ولهدم عقيدة وديانة صارت تنتشر كالنار في الهشيم وتغزو بلاد الغرب دون أي جهد من المسلمين بل المسلمون الآن في أحلك وأضعف حال ولايقدمون حتي صورة صحيحة وإيجابية عن الإسلام بل أصبح الإسلام الآن في قفص الاتهام وفي خانة الإرهاب ،فقد نجح الإعلام الغربي وسينما هوليوود في تشويه الإسلام والمسلمين والصاق تهمة الإرهاب بكل عربي وبكل مسلم ونجحوا في تصوير القاعدة وداعش وابن لادن والظواهري وأبو بكر البغدادي والزرقاوي وأمثالهم علي أنهم العملة الأخري للإسلام فصار الإسلام في الغرب مقترناً بالقتل والدمار والخراب والإرهاب.
كما نجح الإعلام الغربي في تشويه صورة المرأة المسلمة وشن حرباً ضروس ضد حجابها وشبهها بخيمة بدوية متنقلة وماهي إلامجرد أداة ووسيلة للمتعة الجنسية وصارت المرأة المسلمة في الغرب التي ترتدي النقاب أو البرقع أو الحجاب امرأة مفخخة تخفي خلف حجابها قنبلة مولوتوف علاوة علي ماتتعرض له من مضايقات وعنصرية واضطهاد وفجأة الغرب الذي يدعي أنه الأمين العام علي الحريات والمدافع الأول عن حقوق المرأة ينزع عن المرأة المسلمة حقها في الحياة وحقها في الحياء والاحتشام ويشجع السفور والبكيني والعري والإباحية كحقٍ مباحٍ للمرأة منتهي الشيزوفرينيا والإزدواجية يحاربون العفة ويساندون السفور والإباحية(!).
لكن اللافت للنظر أن نجد الإسلام ينتشر بين النساء أكثر من الرجال ونجد أكثر بلد عنصري في العالم (بريطانيا ) عاصمته اللندنية تعج مساجدها بالنساء اللاتي يعتنقن الإسلام ومن كل الطبقات وخاصة الطبقة الراقية ذات الفكر والثقافة العالية والتعليم المتميز ماالذي أجبر (ميريام فرانسوا سيرا ) قطة هوليوود الجميلة التي كانت ملء السمع والبصر تتخلي عن حياة الرفاهية والشهرة والنجومية وتترك حياة التحرر والملذات وتعتنق الدين الإسلامي وترتدي الحجاب؟
وهل هناك سيف أجبر (كريستيان بيكر) أشهر مذيعات قناة “إم. تي. في” الموسيقية التي كانت دائماً ترتاد الحانات وتعيش الليالي الحمراء لاعتناق الإسلام؟
وماالذي أجبر (سارة جوزيف ) الكاثوليكةو(صوفيا تيللي) وغيرهن لهجر الكنيسة وتعاليمها والتخلي عن الديانة المسيحية واعتناق الإسلام بل صرن سفيرات فوق العادة للإسلام ومن أشد المدافعين عنه في الغرب؟
تري ماهي الأسباب والدوافع؟
هذا هو السؤال الذي طرحته مجلة (ماري كلير Marie Claire) المجلة النسائية الأشهر في العالم التي صدرت لأول مرة في فرنسا ثم بعد ذلك صدرت في بلدان أخرى بطبعات محلية خاصة بثقافة البلد وبلغتهم الخاصة ،وتخاطب كل نسخة الطبعة الخاصة بالجمهور المحلي بينما تركز الطبعة الصادرة في الولايات المتحدة على النساء حول العالم ،تغطي المجلة مواضيع الأزياء والموضة والجمال والصحة.
في أحد أعدادها قدمت تقريراً رائعاً عن نساء الغرب الشهيرات اللاتي اعتنقن الإسلام وارتدين النقاب طواعية ويقرأن القرآن ويحافظن علي صلوات الإسلام الخمس وإليكم التقرير نصاً.
تقول المجلة عن (ميريام فرانسوا سيرا)
ذات ال27 ربيعاً وغيرها من اللاتي أشهرن إسلامهن:
كانت (ميريام )وهي طفلة ممثلة تعمل مع نجوم هوليوود، لكنها قررت فجأة أن تتوقف عن كل شيء بعد أن اعتنقت الإسلام لماذا؟
بعينيها الزرقاوين ولهجتها الإنجليزية الواضحة وحجابها الإسلامي وهمساتها في بار سوشي بلندن في كينجز روود، طفلة هوليوود الممثلة التي تربت على البساط الأحمر، وعملت مع (كيت وينسليت) و(إيما تومبسون )توقفت فجأة عن الحياة التي كانت تعيشها.. غيرت ملابسها وكعبها العالي؛ لكي تصبح مسلمة ترتدي الحجاب في كل مكان عام، وفي أي وقت من أجل صلواتها الخمس.
تقول (ميريام) وهي تبتسم: إن صلاتي المفضلة هي الفجر، هناك شيء يكون بين الإنسان وربه في ذلك التوقيت الذي يكون فيه الناس جميعًا نيامًا، و(ميريام) التي ارتدت الحجاب لأول مرة منذ ست سنوات ارتدت “إيشارب” والدتها أثناء دراستها في جامعة (كامبريدج) تقول: إنها تعتبر إسلامها شيئًا خارقًا وخارجًا عن إرادتها وإن الحجاب يساعد النساء في التعامل مع الناس والعامة بدون النظر إليهن بنظرة جنسية، تضيف: لقد بدأت أدرس وأتعلم الإسلام عندما كنت أتعلم اللغة العربية في الجامعة، وكنت أقول: حاسبوني على ما أقول وليس على مظهري، وكانت هذه هي الطريقة التي جعلت الجميع يتعامل معي بها”
بالنسبة لكثيرين فإنه من الصعب أن يصدقوا لماذا تختار امرأة متحررة أن تعتنق الدين الإسلامي الذي تعاني من خلاله النساء الكثير من الضغوط، بالرغم من أن عدد نساء الطبقة الوسطى تحت سن الأربعين المعتنقات الإسلام مرتفع جدًّا، والمساجد من لندن إلى (ليسيستر) تعمل الكثير من أجل النساء، والمفاجأة أن الكثيرين ممن يعتنقون الإسلام اليوم من النساء.
يقول جعفر حسين الباحث في أحد بيوت التفكير الإسلامية في بريطانيا: إنه اختيارهن، الكثيرون يقولون عن الإسلام إنه ضد المرأة، لذلك فهو شيء غريب أن نرى النساء يبتعدن عن حياتهن وعن ارتداء الميني والملابس القصيرة من أجل البرقع والحجاب، إذن هو اختيار المرأة من خلال نشأتها وثقافتها وتعلمها، الكثيرات يعتنقن الإسلام بوعود كثيرة بأنهن سيحصلن على فرص عمل جيدة وعائلات سعيدة وحرية جنسية، ثم بعد ذلك ينظرن بشكل أعمق للأشياء”
تضيف المجلة: إن هذا ما حدث بالفعل في حالة (كريستيان بيكر) أشهر مذيعات قناة “إم. تي. في” الموسيقية، فقد قضت حوالي عشرين عامًا من حياتها وهي تحب (ليني كرافيتز) وقضت الليالي في الحانات ورقصت على أنغام بوفي وسافرت إلى الكثير من دول العالم، وارتدت الكثير من الملابس المثيرة، لكنها توقفت عن كل هذا واعتنقت الإسلام في بداية أعوامها الثلاثينيات.. نقطة التحول في حياة كريستيان التي نشأت في عائلة بروتستانتية عادية كان لقاؤها مع لاعب الكريكيت الباكستاني المسلم عمران خان، تقول كريستيان: أنا كنت في قمة شهرتي في عملي، وعمران أخذني معه إلى باكستان، وشاهدت هناك دفء الإيمان وحب الشعب الباكستاني للإسلام.. أحببت الفن المغولي والموسيقى الصوفية، وبدأت أدرس كتبًا عن الإسلام.. هذه الأشياء دفعتني إلى الإسلام”
علاقة (كريستيان) و(عمران خان) انتهت.. لكن علاقتها بالإسلام لم تنته، وتقول: عندما انتهت علاقتنا قررت أن أعتنق الإسلام رسميًّا وأشهره في أحد مساجد لندن، لكن هذا التغيير لم يكن سهلاً؛ فقد صدمت عائلتي ووسائل الإعلام فوجئت بقراري ومساء يوم إشهاري لإسلامي فقدت عملي، واليوم (كتاب كريستيان “من إم. تي. في إلى مكة” ) حقق مبيعات كبيرة، وهي نفسها أصبحت أحد وجوه دعاية مساجد لندن للإسلام لجذب وجوه جديدة.
تستكمل كريستيان: نعم أنا كنت أحب احتساء الشامبانيا وأيامي في “إم. تي. في” كانت رائعة وجميلة، لكن الآن مسافة بعيدة بين الأمس واليوم، ومع ذلك أنا أرتدي ملابس على الموضة محتشمة، وأضع الإيشارب في صلاتي.. أنا في أعمق درجات السعادة.
(كيفين برايس )من مركز أبحاث سياسة الهجرة في جامعة سوانسي، درس الكثير من حالات البريطانيات اللاتي اعتنقن الإسلام، ويقول: إن الإسلام ينادي بقوة على هؤلاء البريطانيين الذين غيروا معتقداتهم الدينية مثل (كريستيان) ويضيف: نعم، الكثيرون يبحثون عن إجابة لهذا التغيير الذي يحدث في الثقافة، إن الإسلام دين بناء على الرغم من الكثير من الممنوعات التي تحمل مصطلح: لا تقرب، ولا تفعل، إنها مفاجأة كبيرة للمجتمع البريطاني المتحرر أن يكون هناك أشخاص غير سعداء وهم على دينهم، وعلى الرغم من أن الكنائس تقوم بالكثير من التنازلات التي لم يفعلها الإسلام، فإن الإسلام دين بناء ينادي الأشخاص الذين يبحثون عن اتجاه، الأشخاص الذين عاشوا ومارسوا حياتهم بكل حرية في المجتمع الغربي ويبحثون عن أسس جديدة للحياة.
غالبية النساء اللاتي اعتنقن الإسلام أصبحن يتحكمن في أنفسهن كنساء بدون أن يكون عليهن أن يستخدمن التقاليد التي يعيشها المجتمع الغربي، مثل مستحضرات التجميل والملابس المثيرة”
أما البريطانية المولد الكاثوليكية (سارة جوزيف) التي عاشت في (كينجز روود) منذ 1970م تقول: لقد كنت كاثوليكية حتى عامي الـ17، وعندما اعتنق شقيقي الإسلام ليتزوج كنت غاضبة منه؛ لذلك قررت أن أدرس هذا الدين بنفسي لكي أرى لماذا ترك شقيقي المسيحية وأرى الفرق بينهما! كنت أبحث عن طريقة لحياتي أجعلها تعلو وتسمو، ووجدت هذا الدين الذي جعلني أعثر عما أبحث عنه، فهو يعلم كيف يجب أن نعتقد في الله ونعيش حياة سعيدة.
وتسترسل سارة: إن هناك قوة خارقة تتسرب إلى نفسها لدى احتضانها للقرآن.. “القرآن به الكثير بالنسبة للنساء، فهو خصص لهن حقوقًا ورتب لهن حياتهن في المجتمع، ينظر إلى المرأة نظرة أكبر من أن تكون أداة جنسية فقط.. حدد للنساء مسئولياتهن في المجتمع”.
الصدمة أن والدة سارة تمتلك وكالة لعارضات الأزياء، وتتعامل مع أسماء كبيرة في هذا المجال مثل (ناعومي كامبل) و(كاثرين بيلي) وقد تربت في منزل كانت الموضة والجمال به جزءًا كبيرًا في حياتها؛ لذلك لم تكن والدتها تضع في حساباتها قرارها في ارتداء الحجاب؛ لأنه كان خارج إطار تفكيرها.
تتذكر سارة: لقد كان قراري صعبًا جدًّا على عائلتي وفي حياتي؛ ففي الشهور الأولى بعد اعتناقي الإسلام كنا في شجار دائم، وبالنسبة لجدتي كان شيئًا غريبًا جدًّا عليها.
إن النساء اللاتي يعتنقن الإسلام يجدن أنفسهن ممزقات بين عالمين، وأن هناك عناصر في العالمين يلقين بهن بعيدًا.
(صوفيا تيللي) كانت تعيش حياة مرفهة جدًّا، اختارت أن تعتنق الإسلام وهي في سن الثامنة عشرة، وكان ذلك بعد انتقالها إلى اليمن لدراسة اللغة العربية كجزء من دراستها في جامعة (أدنبرج) تقول: أنا أحب اللغة العربية والإسلام، لكنني لم أجد نفسي في الإسلام لأبدأ معه، كنت أعيش في أسرة متوسطة، فكرت: هل أنا أحب المتعة أم أنا أحب الإسلام والحجاب، فأنا كنت فتاة محبة للحفلات، وكنت أحارب كل شيء في الإسلام أجده ضد ثقافتي، ولكن (صوفيا) التقت مع مجموعة من المسلمين الصوفيين في الجامعة ساعدوها على أن تجد طريقها إلى الإيمان.
الصوفية كما قالوا لها روحانية، وأن الإسلام هو الحب والتوحيد لكل الأشياء.
وتتذكر صوفيا أنها عندما كانت في مدرسة إسلامية أرثوذكسية كانت تذهب إليها من الساعة الثالثة فجرًا يوميًّا وتقضي بها اليوم كله حتى المساء، كانت ترتدي النقاب كاملاً، وعندما عادت إلى لندن كان عليها أن تصلي خمس مرات في اليوم، وتصوم شهر رمضان بمفردها، وبدون مساندة من أحد في مجتمعها.
وتعود المجلة مرة أخري إلى ميريام فرنسوا وتقول: إنها معجبة بحجابها، ولا تهتم بالنظرات الغريبة لها التي كما تقول تراها في عيون الناس باستمرار في الأتوبيس وفي مترو لندن، وتشعر أن كل من يجلس بجوارها يريد أن يسألها لماذا قام شعبك ومن يعتقدون مثلك بتفجير برجي مركز التجارة العالمي، وحتى بعض الناس سألوها لماذا أصبحت عربية؟
(سارة جوزيف) أيضًا أصبحت تدافع عن مكانة المرأة في الإسلام، وفي ظل الأنظمة الإسلامية مثل طالبان في أفغانستان وبلدان مثل مالي والصومال، كثيرون يتعاملون مع المرأة على أنها مواطنة من الدرجة الثانية ممنوعة من التعليم والمراكز القيادية وتسجن بعد زواج يتم غصبًا عنها، وكل ذلك يتم تحت مسمى الدين، تقول سارة: نعم هناك دول تستخدم الدين كطريقة لقمع النساء وإباحة الإرهاب، لكن السبب في ذلك هو ثقافتهم وليس الإسلام.
(كيفين برايس) يقول: إن نسبة عريضة من النساء اللاتي يرتدين الخمار الكامل في المملكة المتحدة هن معتنقات للإسلام، ومعظم أزواجهن لا يحبونهن، لكنهن حرائر في اختيارهن.
أما بالنسبة إلى( مريام) التي كانت وهي طفلة فنانة تعلم ما يجب أن تفعله جيدًا في مظهرها، والإسلام قد سمح لها بأن تخفي ما تخاف عليه، فتقول: الأنوثة في دمي، لكن بعض الناس يرون في ذلك شيئًا غريبًا، لكن بالنسبة لي فإن أصبح امرأة مسلمة يعني أني امرأة سعيدة”
فكيف إذن انتشر الإسلام بالسيف؟
بل الحقيقة التي لامراء فيها ويعضدها الواقع الحالي (أن الإسلام انتصر علي السيف…)