شخصيته هى رمز الفكاهة وخفة الظل والغفلة والمفارقات الطريفة وقد شاعت نوادره فى العالم
الإسلامى وفى تركيا حتى أختلف عليه إن كان عربياً أو تركياً وظن البعض أيضاً أنه شخص أسطورى
نسبت إليه النوادر والفكاهات ليس ذلك فحسب بل نسبت إلى شخصيات عديدة عاشت فى عصور
ومجتمعات مختلفة حيث ذكرت مصادر أن إسمه الحقيقى هو نصر الدين الرومى الملقب بجحا حيث
ولد عام 1208م بقرية تسمى خورتو بالاناضول وكان معلماً وفقيهاً من كبار علماء الاحناف وقاضياً كما
ولى الخطابة أيضاً وعين مدرساً وإماماً ببعض المدن وكان عفيفاً زاهداً يحرث الأرض ويحتطب بيده كما
كانت داره محطة للوافدين من الغرباء والفلاحين أحبه تلاميذه جداً وأقبلوا على مجالسه يستمعون إليه
كما كان واعظاً ومرشداً يأتى بالمواعظ فى قالب النوادر والنكات الظريفة التى لم تزعزع مكانته فى
قلوب الناس كانت له جرأة على الحكام والأمراء والقضاة توفى عام 1284م ويرى البعض أن نوادره ما
هى إلا طرائف عربية رويت فى أواخر القرن الرابع الهجرى ونقلت لتركيا ونسبت إلى الخوجة نصر
الدين الرومى حيث أن الشخصية العربية لرجل يسمى دجين بن ثابت الفزارى أو أبو الغصن حبيب بن
ثابت الملقب بجحى وينتسب لقبيلة فزازة العربية وأنه عاصر الدولة الأموية وبقى حياً حتى الخلافة العباسية وتحديداً بخلافة المهدى الخليفة العباسى الثالث وقضى أكثر سنوات حياته بالكوفة حيث بلغ التسعين عاماً وقد إختلف فيه الرواة والمؤرخون حيث تصوره البعض مجنوناً وقال البعض الآخر إنه رجل بكامل عقله ووعيه وإنه يتحامق ويدعى الغفلة ليستطيع عرض آرائه النقدية والسخرية من الحكام بحرية تامة
• قال الشيرازى : جحا لقب له وكان ظريفاً والذى يقال فيه مكذوب عليه.
• قال الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة عاما وهذا كله تجده مسطوراً فى كتاب عيون التواريخ لابن شاكر الكتبيى ص373 وما بعدها وفى ميزان الاعتدال للذهبى المجلد الأول ص 326 ما نصه جحا هو تابعى وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك وكان الغالب عليه السماحة وصفاء السريرة فلا ينبغى لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته
• وقال الجلال السيوطي: وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له.
• ونقل الذهبى أيضاً فى ترجمته له قال عباد بن صهيب حدثنا أبو الغصن جحا وما رأيت أعقل منه
• وقال الحافظ ابن الجوزى رحمه الله و منهم جحا و يكنى أبا الغصن و قد روى عنه ما يدل على فطنة و ذكاء
• و قد قيل إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات
ويرى البعض أنه من الممكن أن تكون بعض النوادر المنسوبة لجحا قد نقلت من التركية من الادب الفارسى وأن لفظ جحا حور إلى خوجا ثم ترجمت نوادره من التركية إلى العربية فرد الاتراك للعرب ما أخذوه عنهم من قبل ويؤيد هذا الراى المستشرق باسيه وقد وصلت نوادر جحا للبربر عن طريق العرب وينطق المالطيون إسمه جاهان وربما كانت الفكاهات الايطالية التى وردت بأسم جيوك أو جيوفا هى أيضا محورة من لفظ حجا ومن الواجب علينا توقير جحا بصفته رجل دين وفقيه ومحدث وإنزاله المنزلة التى تليق به لا السخرية منه لأن تصويره بشكل كاريكاتورى فيه إنتقاص من شأنه كعالم وتغييب لدوره الإصلاحى فى المجتمع حيث أنه فعل كل هذا من أجل توعية وتعليم ومساعدة الناس ومواجهة الطغاه والحكام
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.