العاصمة

الشاعر محمد الفولي شاعر الأسبوع 

0

كتب لزهر دخان
عن العربية واللغات التي قتلت بها ،واللغات التي تحب العيش بها . وحول البشر وهم في أثواب العروبة الكفن . وأثواب العروبة الأفضل لحفظ البدن حياً وميتاً . ومن أجل أن ينالنا من نصائحه نصائح هامة.كقتل حب الوطن بداخلنا .تحرك الشاعر محمد الفولي ليبدأ العويل والنواح والبكاء .على الذي راح من حيث سكنت حروف أسلافه الشعراء .الذين قاموا عندما أرادت الأرض .وجلسوا عندما أجلستهم الأرض حول تابوت .هي الأعلم أنها لم توضع فيه رغم أنها قد أصبحت بشهادة وفاة .كتبت بثبات أقلام سوبيات شرقاً .وثبات أحلام مدن الأحلام غرباً . ووضع شاعرنا لهذا الأسبوع لقيامه في وجه من يتهمون أرضه بالموت والإستسلام قصيدة :: بعنوان)( أنا~ووطني~والطغيان) فهل معكم وقت كافي لقراءة نص كتب منذ قرون:
منذ قرون والشمس لاتشرق علي وطني وقف الشعاع عن السريان
وحل علي الوطن خريف غطي الأنحاء وملئ الأركان
وطني سلبوه القوة وأعدموه الرأي ونزعوا منه الحقوق واتهموني بالعتهان
وأفقدوه الهوية وكفروه فأطفاؤا هلاله وحطموا فيه الصلبان
وحملوه فوق ظهري وسيروني بالعصا يهشوني يمينآ ويسارآ وأنا أهرول هرعآ كالخرفان
وأنت ياوطن تقف فوق ظهري مشموخآ يزفزف علمك المزركش بالأوان
وكأنك تعرج ببراق محمد أو تبحر بسفينة نوح وكأنك ياوطني الربان
وأنا تألمني العصا فأتضجر من العصا وأتوجع من العصا وأريد إعلان العصيان
طردوني من بيتي وألقوني في الشوارع متسولآ جوعان
أبحث عن الرغيف فأمد يدي للكلاب لأنال منهم معونتي أنتظر من الكفرة إحسان
لاكني قولت لنفسي اليوم سأقتل فيكي يانفسُ العبودية لغير الله الواحد الصمد الديان
وسأعلن عصياني وتمردي لأمحو منك تذللي وأُخرج من جوفي الخذيان
لأئمرن بركاني الثائر أن يتفجر ليتصاعد منه الثوران
فلا خريف بعد اليوم يخرس صوتي فقد سأمت الصمت والكتمان
ولا قهرآ ينزع مني الحرية ويلقيني خلف القضبان
ومن اليوم لن أقبل أبدآ أن تكسرني العصا أو يسحقني جند السلطان
وإن تهجموني برصاص غدرهم فلن أفر منهم مجزوعآ مثل الفأران
حتي وإن أتاني الموت أموت حرآ لتصحب حريتي الموت بأمان
ليحلقان فوق رؤس الطغاه فيكسيان سماء الأوطان
ورحت لقاضيك ياوطني أشكو لقاضيك ياوطنُ ضعف حالي ومرارة ذولي والمهان
لاكن شروه بثمنآ بخس فحرف دستوري وأسقط صوتي وأحرقني وكتم الدخان
ولم تأخذه الرأفة بجسدي المنحول فنطق بحكم إعدامي في قاعة البرلمان
ونفٌذ الحكم في التحرير وعلقوا جثتي علي باب الأتحادية وأرسلوا منادي ليذيع البيان
يا أهل الوطن يا أصحاب الحق الذي أعدمناه في وسط الميدان
صاحبكم علي باب الحاكم مصلوبآ ضحية الخريف وشهيد الربيع العربي علي مر الأزمان
غدآ في فجر عيد الربيع سنبعث مناضلكم إلي مثواه وسنشيع أطهر جثمان
فلا تفوتوا الحضور لتأدوا علي روحه الصلاه وتوارون الجسد في معبد الأوثان
وسعيكم مشكور والبقاء لله والفضل للطغيان
وظل المنادي يصيح في الناس باليقظة والناس جميعهم سكرة في زمن التوهان
فلا أحدآ منهم سمع ولا أحدآ قدم لحفل إعدامي غير العسكر ووزراء السلطان
فأنزل العسكر وطني من علي ظهري شارعين في تشيع جسدي وكأن لا شيئ كان
شييعتُ عنك ياوطني وتركتك وحدك مصلوبآ تلقي قدرك فتحمل ياوطنٌ ولا تايئس فهذا قدر الشجعان
لقد كنتُ من قبل أحملك علي ظهري وأنت لاتقوى تعاني الضعف والهذيان
وكنت أنا في الصبا صلبآ وأصبح اليوم ضعفي سلاحآ يقوى به كل جبان
فمصائرنا ياوطني متشابة الأوجه لكن تفتقد البرهان
الفرق بيننا ياوطن أنك ستبقى عندك مصلوبآ وأنا إنسانآ فان
وبعدما كنت أُذكر في التاريخ وفخورآ بعروبتي ونبيي والقرآن
الأن أُقبر تاركآ أمجادي والعروبة يركضن نيامآ تحت نعال الأمريكان
ووصيتي لكل مشردٍ في التاريخ بعدي أن يقتلوا بداخلهم كل حبهم للأوطان
أو يحملوا أوطانهم علي ظهورهم مثلي ويدفنوا أنفسهم أحياء في أعماق أعماق الكثبان
قبل أن يتهموا بالتمرد والخيانة والعمالة وقبل أن يعلقوا قتلي علي باب السلطان
أما أنا فأموت شهيدآ للربيع ..
وأما وطني لسيحيا والله أبدا ..
وستسقط ستسقط كل أنظمة الطغيان
شنقوني ومزقوا قصيدتي في عشق الوطن وأبقوا في مشنقتي العنوان

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading