العاصمة

السبب الحقيقي وراء انهيار الوضع الاقتصادي والمخرج العاجل:

0

✍?احمد صالح العطعطي:
الوضع الاقتصادي في اليمن سيئ للغاية ويبدو أنه سيكون اشد سواء خلال المرحلة القادمة.
وقبل ان نعرج على الاسباب الرئيسية والحلول هناك مدخل لا بد من الولوج منه:..

الذاكرة اليمنية تدرك جيدا بأن جميع مكونات الشعب اليمني وفرقاء العمل السياسي التحمت في مؤتمر الحوار

الوطني مطلع 2013 واستمر الحوار اكثر من عشرة شهور وضعت فيه جميع القضاياء والمشكلات التي يعاني منها
الشعب اليمني خلال الف سنة وليس خمسون عاما فقط على بساط الحوار وتم تلخيصها في ثمان قضاياء رئيسية
وبحثها بالتفصيل ووضعت لها مختلف التصورات والحلول بوجود الحوثيين ومشاركتهم وتصديقهم على جميع مخرجات
الحوار التي تضمنت جميع ارائهم ومطالبهم وتصوراتهم للحلول، وتم تمييزهم فيه بوضع خاص ومسامحتهم في كل
جرائمهم السابقة في حق الشعب اليمني رغم انهم كانوا ولا زالوا الى ذلك الوقت جماعة ارهابية عنصرية قاتله
مفجرة مجرمة لكن الشعب قابلهم بالعفو والصفح وحسن الظن ورغب الجميع في دفن الماضي والانطلاق لبناء المستقبل.

تم الاتفاق في مؤتمر الحوار على حلول لمختلف المشاكل وتصورات لبناء الدولة الجديدة وتحقيق آمال وتطلعات

الشعب اليمني في الاستقرار والرخاء والامن والتقدم والابداع وصيانة الحقوق والحريات والقضاء على جميع بؤر التوتر والصراع وتم صياغة كل ذلك في مواد دستورية ضمن دستور اليمن الاتحادي الجديد..

ما ان انتهى مؤتمر الحوار مطلع 2014م حتى كان الحوثيون يجتاحون بلاد حاشد ويطوقون مدينة عمران بدون اي دواع

او مبررات او مطالب اذ كل المطالب تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار الوطني الذي تم اعطاء الحوثيين فيه اكثر مما
ينبغي رغبة في كف شرورهم وتشجيعهم على الاندماج في النسيج الوطني وكونهم كانوا مدللين من قبل رعاة الحوار وضمنائه.

لم يتوقف الحوثي في عمران بل اجتاح صنعاء وفرض وثيقة ارغم بعض القيادات على توقيعها تحت جنازر الدبابات ثم

كان اول من انقلب عليها وواصل غزواته اتجاه اب والحديده وتعز ثم عدن حتى وصل اطراف حضرموت. ..

اسقط على طريقه الدولة وسيطر على مؤسساتها واقتحم المعسكرات ونهب السلاح واهان الجيش والدولة والقبيلة

والاحزاب والعلماء والمشايخ وجميع شرائح الشعب اليمني وفجر ودمر ونهب وقتل وفعل كل المنكرات..

الحوثي قضى على كل شي بما في ذلك ثورة الشعب الخالده 26 سبتمبر 1962م وسعى لإعادة الامامة من جديد

وفق النموذج الايراني. ، وانقلب على ما اتفق عليه الشعب في مؤتمر الحوار الوطني بحضوره وموافقته وتوقيعه
وبضمانة الاشقاء في مجلس، التعاون وبقية العشر الدول الراعية والى وجوههم ..

نفذ صبر الشعب وأدرك الجميع ان لا مجال ولا طريق الا طريق الحرب بعد ان نفذت كل الوسائل ووصل الباطل منتهاه

ولم يكتف بفعل كل ذلك بل شرع بتهديد الضمناء في حالة قاموا بما في وجوههم وأقام مناورات على حدود
السعودية لهذا الغرض.
تم دعوة الضمناء من الاشقاء بوجوههم من قبل رئيس الجمهورية الشرعي، كون الحوثي داس على كل ما تم
الاتفاق عليه وانقلب وتمرد وعيب الضمناء واعتدى على الجميع.

قاموا الضمناء بواجبهم وبما تم الاتفاق والتوقيع عليه الى وجوههم وما قاموا به يقره كل عاقل على وجه الارض كما

أنه شرع الله ودينه وأمره في قوله لعموم المؤمنين (ٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
[سورة الحجرات 9]

الحرب فوق انها تدمر كل شي فقد اوقفت جميع اشكال التنمية بما فيها الصادرات .

وبدل ان يعود الامام الحوثي لرشده ويبادر بالرجوع الى ما تم الاتفاق عليه واصل غزواته ولكن في الجانب الاقتصادي والمالي بعد ان أوقف اليمنيون ومعهم الضمناء من الاشقاء غزواته العسكرية.
في غزواته الاقتصادية قام بنهب الوفر الهائل المملوك لمؤسسات الدولة الايرادية والانتاجية كمؤسسة التقاعد والمؤسسة الاقتصادية والبريد والشركات العامة والمختلطة وغيرها، كما نهبوا موجودات الدولة في البنوك وسرقوا سلة العملات الاجنبية ، وسبائك الذهب في البنك المركزي في صنعاء وباعوا موجوداته في الخارج على شكل اعتمادات وحوالات مستنديه والمقدرة بستة مليار دولار هي احتياطي الشعب اليمني من العملة الصعبة ، فاهتز مركز اليمن المالي وبدأ الريال في الانهيار ولو لا المعالجات المحدودة التي تقوم بها الشرعية بدعم الاشقاء لانهار الوضع بشكل اسوأ من اول يوم بدأ الحوثي فيه بنهب ثروة الشعب اليمني ومدخراته.

مرت ثلاث سنوات والحوثي لم يفيئ الى امر الله ولم يعد الى رشده ولم يرحم هذا الشعب .

المجاعة على الابواب والحوثي المستهتر العائب الارهابي الظالم المتمرد مستمر في الحرب التي شنها من حدود

حرف سفيان وما بعدها ودعسه لوجوه الضمناء واهانته وتنكيله لعموم الشعب وانقلابه على كل ما تم التوقيع عليه
بدون اي سبب على الاطلاق وفوق هذا يسرق وينهب كل ما جمعه الشعب اليمني مدة خمسين عاما منذ قيام ثورة
26سبتمبر والى الآن حتى تسبب في انهيار العملة اليمنية..

لو كان لدى الحوثي ذرة رحمه بالشعب اليمني العظيم كما يسميه لبادر فورا بالعودة لما كان عليه قبل 2011م على

الاقل ومضى مع الشعب، على الكلمة السواء التي اتفقوا عليها في مؤتمر الحوار ووضعوها في الدستور الاتحادي.

الاقتصاد لا يستعيد عافيته بالاماني إنما تستعيد عافيته دولة مستقرة عبر مؤسساتها السيادية جميعا وهذا يتحمل

مسؤليته الحوثي لأن جميع مؤسسات الدولة السيادية موجودة في العاصمة صنعاء التي اغتصبها في 2014م وكما
شن الحرب من حدود حرف سفيان حتى وصل عدن يجب عليه ايقافها والعودة من حيث أتى ان كان لديه ذرة عقل او رحمة بالشعب.

كل من يؤيد الحوثي او يناصره بأي شكل من اشكال المناصرة يتحمل وزر ما يجري وسيلقى الله عز وجل وهو مجرم ظالم مثل الحوثي تماما.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading