علاء حمدي
ترأست الدكتورة “هايدي طاهر” رئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية الإقليمية للدراسات و التنمية التابعة لوزارة التضامن الإجتماعي فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للمونتيسوري والطفولة المبكرة والذي أقيم في العاصمة المصرية القاهرة يوم الاثنين الموافق ١١/١١/٢٠٢٤ تحت شعار التعليم من أجل السلام وذلك بتنسيق وإشراف ا/ أحمد التوني المنسق العام للمؤتمر .
وانطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للمنتسوري والطفولة المبكرة في مصر والوطن العربي تحت شعار “التعليم من أجل السلام” والذي نظمته المؤسسة المصرية الإقليمية للدراسات والتنمية برئاسة د. هايدي طاهر بحضور د. محمد بن عيد السريحي رئيس المجلس العربي للابتكار والرئيس الشرفي للمؤتمر، وذلك بمقر المجلس العربي للطفولة والتنمية، وشهد المؤتمر حضور العديد من رجال التعليم والاستشاريين والمتخصصين في مجال التنمية والإبداع والمهتمين بأمور الأشخاص ذوي الإعاقة ورجال الإعلام والصحافة .
وأكدت د. هايدى طاهر فى كلمتها أنه قد توافقت الإرادة السياسية للدولة المصرية ودعم الرئيس السيسى للطفولة المبكرة وإطلاق الاستراتيجية القومية للطفولة المبكرة لتحقيق رؤية مصر 2030 ويتوافق مع أهداف التنمية المستدامة مع الحرص على إطلاق مبادرات فى حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق الطفل بصفة خاصة، مما يتطلب منا القيام بتنفيذ السياسات العامة للدولة كأحد أذرع تنفيذ السياسات لصانعي القرار ورسم الخطط ولإلقاء الضوء على القوانين المهمة فى القضايا التى تمس حياتهم ليتيسر لصانع الفرار اتخاذ القرار بناءً على الخطط والسياسات السليمة لمواجهة انهيار المنظومة الأخلاقية واستيراد مفاهيم بعيدة عن القيم الإسلامية التى تحض على السلام واحترام الآخر وقيم الأمانة والأمان.
ويجب الاهتمام بالتعليم في مجال الطفولة المبكرة كأولوية فى منظومة القيم في حياه الإنسان، فالاعتناء بالطفولة المبكرة يُنشئ رجالاً تم تربيتهم على الاستقلال المادى والتوجه نحو الإنتاج وليس الاستهلاك، وفى ظل الصراع الاقتصادى العالمي تعرضت منظومة الأسرة لخطر جسيم، ومسؤليتنا أن يكون لنا كلمة نهمس بها فى آذان بعضنا البعض فأطفالنا هم المسؤلية لتنشىة طفولة حرة ومراهقة متزنة وشباب مبدع ولابد من التغيير الحقيقى ونبدأ بتغيير أنفسنا لكى نستطيع تغيير الآخرين.
وأشار د. محمد بن عيد السريحي رئيس المجلس العربى للإبداع والابتكار وضيف شرف المؤتمر أن المؤتمر الدولي الثالث للمنتسوري يهدف لمناقشة موضوعات هادفة تماماً مثل محور تنشئة الطفل المبدع وتحديات الطفولة المبدعة والملكية الفكرية فى مجال الطفولة المبكرة، كما يتضمن المؤتمر العديد من ورش العمل الذى يتحدث فيها استشاريين فى مجال الطفولة المبكرة، ومن المنتظر أن يخرج المؤتمر بتوصيات لمواجهة التحديات التى يتعرض لها الأطفال.
وذلك لتنشئة طفل مبدع، يحتاج الأهل والمربين إلى توفير بيئة تحفّز الإبداع وتشجع الاستكشاف والنمو الذاتي، ومن أبرز المناهج التي تدعم هذه الفلسفة هو منهج المنتسوري الذي يعد من أفضل المناهج التي تساعد على تنمية قدرات الأطفال الإبداعية والاستقلالية منذ الصغر.
أولاً: كيفية تنشئة طفل مبدع
1. تشجيع الاستكشاف يحتاج الطفل إلى بيئة تدعمه للاستكشاف وتجربة أشياء جديدة بدون خوف من الخطأ. يمكن توفير ألعاب ومواد تعليمية تسمح له بتجربة مهارات جديدة.
2. التعبير عن الذات: من المهم إعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن أفكاره ومشاعره بطرق مختلفة، مثل الرسم، الموسيقى، اللعب الإبداعي، والقصص.
3. تعزيز التفكير النقدي
يمكن توجيه الطفل لطرح الأسئلة، والتحليل، والاستنتاج، مما يساعده على التفكير بطرق غير تقليدية وتطوير مهاراته العقلية.
4. التشجيع دون ضغط
الإبداع يحتاج إلى وقت، ومن المهم عدم الضغط على الطفل لتحقيق نتائج معينة؛ بل يجب تشجيعه على متابعة فضوله وأفكاره الخاصة.
5.المرونة في التعلم
السماح للطفل بأن يتعلم وفقاً لسرعته الخاصة وبطرق تناسبه، وعدم التقيد بمنهجية محددة قد تقيد إمكاناته الإبداعية.
ثانياً: أهمية منهج المنتسوري في تنمية الإبداع
منهج المنتسوري
الذي وضعته ماريا منتسوري، يعتمد على مبدأ “التعليم الذاتي” ويهدف إلى بناء بيئة تشجع على التعلم الفردي والتجربة. إليك كيف يدعم المنتسوري الإبداع لدى الأطفال:
1. التعليم الذاتي والاستقلالية
يعتمد منهج المنتسوري على تعليم الطفل كيف يتعلم بنفسه، مما يعزز لديه الثقة بالنفس ويشجعه على الاستكشاف والتفكير المستقل.
2. بيئة منظمة
يتميز هذا المنهج بتقديم بيئة منظمة تلبي احتياجات الأطفال الفردية، حيث تُرتب المواد بشكل يسمح للطفل باختيار ما يناسبه، ما يعزز حس المسؤولية والاستقلالية.
3. لتركيز على المهارات العملية والحياتية
يعزز المنتسوري المهارات العملية مثل التنظيم، التنظيف، والاعتناء بالنفس، ما يجعل الطفل يشعر بأنه قادر على التفاعل مع العالم حوله بثقة.
4. تشجيع الإبداع من خلال اللعب الحر
يتيح منهج المنتسوري للطفل فرصة اللعب الحر والتعبير عن أفكاره بطرق غير مقيدة، ما يساهم في تعزيز خياله وابتكاره.
5. طوير القدرة على التركيز
يساعد الأطفال على تطوير قدرتهم على التركيز لفترات طويلة، حيث يتعلمون من خلال التجربة العملية والتكرار.
أهمية المنهج في الحياة المستقبلية للطفل
يدعم هذا المنهج تنمية طفل مستقل، واثق من نفسه، ومبتكر. فالطفل الذي يُنشأ بطريقة تحترم حريته وتعزز قدراته الفردية يتمتع بقدرة أعلى على حل المشكلات، واتخاذ القرارات، وتقبل الآخرين.
التوصيات تهدف إلى تهيئة بيئة تعليمية تركز على تنمية الشخصية الشاملة للطفل، لتكون نموذجًا للسلام والإبداع في المستقبل.
مؤتمر “التعليم من أجل السلام: صناعة الطفل المبدع” يعد من المؤتمرات التي يمكن أن تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات العصر بطرق مبتكرة وسلمية. إليك بعض التوصيات التي يمكن أن تخرج عن هذا المؤتمر لدعم هذه الرؤية:
1. تعزيز التعليم الإبداعي في المدارس التركيز على مناهج تعليمية تدمج التفكير النقدي والإبداعي، وتوفر فرصًا للطلاب للتعلم من خلال حل المشكلات والعمل الجماعي والأنشطة التي تفتح آفاقهم نحو التفكير المستقل.
2.إعداد بيئة تعليمية آمنة وداعمة تشجيع المعلمين على خلق بيئة صفية تحترم التنوع وتدعم التفاعل الإيجابي بين الطلاب، مما يعزز قيم السلام والتفاهم المتبادل ويشجع الطفل على التعبير عن أفكاره بحرية.
3. دمج مهارات السلام والتعايش السلمي في المناهج تطوير وحدات تعليمية تركز على مفاهيم التعايش واحترام الاختلافات، وتعليم الأطفال كيفية حل النزاعات بطرق سلمية، مما يسهم في خلق جيل يسعى للسلام.
4. دور الفنون في تعزيز الإبداع والسلام التركيز على إدخال الأنشطة الفنية مثل الرسم والموسيقى والمسرح كجزء من التعليم، حيث تلعب الفنون دورًا هامًا في تنمية الإبداع وتسمح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم بطرق مبتكرة وسلمية.
5. تنمية مهارات التفكير النقدي والتأمل الذاتي تضمين أنشطة تساعد الأطفال على فهم مشاعرهم وتطوير القدرة على التحليل النقدي للمواقف اليومية، مما يساهم في تقليل التوترات وتعزيز السلام الداخلي.
6. دعم دور الأسرة في تعزيز ثقافة السلام**: عقد ورش عمل مخصصة لأولياء الأمور حول كيفية دعم الإبداع والسلام في المنزل، وتشجيعهم على توفير بيئة عائلية تساهم في تنمية قدرات الطفل بشكل إيجابي.
7. الاستفادة من التكنولوجيا بطرق إيجابية توظيف الوسائل التكنولوجية في التعليم لتعزيز التعاون والإبداع بين الطلاب، وتعليمهم كيفية استخدام التكنولوجيا كوسيلة لبناء الحوار والتعاون مع الآخرين بطرق سلمية.
8. تدريب المعلمين على تقنيات تعزيز السلام توفير برامج تدريبية للمعلمين لتعليمهم كيفية توجيه الأطفال نحو التفكير الإبداعي والتعايش السلمي، وتقديم نماذج تعليمية تشجع على ذلك.
9. تنظيم مسابقات وفعاليات إبداعية تشجيع المدارس والمؤسسات التعليمية على إقامة مسابقات وفعاليات تُعنى بالابتكار وتدعم روح التعاون والسلام بين الطلاب، مما يساهم في تحفيزهم على إبراز مهاراتهم وإبداعاتهم في بيئة آمنة.
10. تعزيز الشراكة بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية لتوسيع نطاق أنشطة تعزيز السلام والإبداع للأطفال، وربط التعليم بمبادرات مجتمعية تدعم مفهوم السلام.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.