العاصمة

الحب بين الواقع والخيال شيرين رضا

0

الحب من السهل أن نشعر به أما أن نعرفه فهذا صعب

فنحنٌ نهرب بعيدًا، بعيدًا جدًا عن ذلك الواقع


الذي أحرق أحلامنا وسكب الحبر فوق ما كٌنا نسعى للاعتراف به……


أفكارنا تشتت بين ما نرغب به وبين ما نتعايش معه ونتساءل : 


هل للحب نهاية؟ أم هذا ما نرغب به أن يكون! 


هل ظٌلمنا أنفسنا عندما أستسلمنا لقصص الحب


المملؤة برغوة ونشوة الحياة؟


لقد جعلنا من أنفسنا مادة سهل التلاعب بها حتى أصبحنا عبيداً لها .. عبيداً؟ كم تلك الكلمة تحمل عجز ما

 

نفوق تخيله فالعبد ليس حر ، ليس سيد نفسه .


فبماذا يفيد الحب العبودية التي نٌقيد بها الصور الجمالية للحب؟


الحب معضلة كل الأزمان لن نعلم معناه وكيف هو


فلكل زمن قصة تروي لنا حكاياتٍ عنه وكانت لكل حكاية صورة ترهبنا منه فلا تجعلنا نراه بشكلٍ صحيح.


فالحب حل وليس مشكلة، تفسيراً وليس احجية 


ولكن نحنٌ من هدم ذلك الصرح الشامخ وتركنا بعض القصص والروايات ترويه لنا كيف نقول إننا نعيش زمن

الحب؟ وهل ما نشعر به هو الحب حقاً أم لا!
الحبٌ قوة، فعل، نشاط، وانفعال هو تجربتنا الإنسانية التي شملت وجدانيتنا وخبراتنا الوجودية
فبعض التغيرات الزمنية من واقع اجتماعي وأدبي جعلت بعض المفكرين والفلاسفة يدونوا رؤيتهم عن الحب
فجعلتنا نغير نظرتنا له وشملت تلك النظرة معاني أخرى كثيرة.
كالبحث عن فارس أحلام أو علاقات حميمه نفر منها الحب وساعد ذلك بعض الروايات والدعايات التلفزيونية
والتي اشاعت مفهوم تلك الرغبات بالمعنى الحقيقي للحب
يقول دانتي/ إن الحب قوة كونية ، أي يملك الحب قوة لا تضاهي لها قوة الكون.
فهو يٌشبه الضوء يخترقنا ليتعدى أي زمناً كان .. فهو يتعدى مفهوم لذتنا وعاطفتنا الجسدية وأنانيتنا التي نفرط فيها أحياناً فنحنً نعيش لنحب ونحب لنعيش فكيف نثبت تلك النظرية في اوساط لا ترى الحب سوى فالجسد؟
الحب بين الروح والجسد
كتب اوشو في كتابه من الجنس إلى أعلى درجات الوعي
إن الحب هو المادة الرئيسة في تكوين مفهوم الإنسانية
وإن كان آشار لبعض العلاقات الحميمية فقد ربط بناء وفعل الجنس برابطة الحب،
ولهذا فالحب مٌركب أساسي في بناء تلك العملية البيولوجية ومنها تستمر الحياة، ولهذا وصف تلك العلاقة المقدسة بالسامادهيه أي الوصول للتوازن الروحي والإيمان بالحب والاعتراف بمدى روحانية علاقتنا بالحب
فالعلاقة بلا حب لا معنى لها ولهذا عندما نعترف بالوقوع فالحب فهذا خطأ شاسع لإن الحب ليس بالسقوط بل بالارتقاء من جانب أخر نرى صراع يجمع بين الحب والموت وكيف يمكن للحب أن يغلب تلك الصورة الواقعية المميتة …
ما بين الحب والموت
الحب يغلب الموت فهو ترياق لتلك الأفعى السامة
لأن الحب الحقيقي لا يستوعب الموت ولا يعترف به
ولهذا فكلاهما عدوً للأخر فالموت يغتصب الحياة والحب يهبنا الحياة
كان باتريك روزسكيندا يعرض لنا في إحدى كٌتبه صورة فنية لإحدى لوحات الرسام هودلر في لوحته الشهيرة الليل والتي عرضت صراع الموت والحب والجنس
وكيف كان الموت يحاول اغتصاب الحب وقمعه من الاستمرارية فرسم لنا لوحة لمواجهه الموت بين الحب وممارسته الحميمية فقد كانت تمثل جسرً لظهور تلك الأنياب وكيف رسم صورة تضليلية للموت بالحب
ولهذا قد نجد أن الحب هو الحماقة والجنون والتمرد
هو عادل ما بين عودتنا من زمنٍ كنا نعيش فيه الحب وبين الموت وهنا نرى إن الحب يكبح جماح أفعى الموت
وكثير من الأحيان نرى الحب يدفعنا لأفعال سلوكية تؤدي بنا للموت ولهذا الصراع الابدي بين الحب والموت سيظل مستمراً
فالحب كلمة لها مدلول شامل كم صورة للحب نراها كل يوم؟
و كم نسعى لتحقيقها ونكاد نصل فتنزلق أقدمنا ونقع داخل فوهه لا نهاية لها من الوجع
فهو رمز من رموز الحياة نوثق به مفهوم إنسانيتنا
على الأرض يجعلنا نعلم ونتعلم معنى أن تكون مٌبهت قبل أن تحب من صور الحب والتي عرضها الأدب بكل ألوانه
بداية من أشعار عنترة وغزله لعبله وجنون قيس الذي غير نظرات الكثير من العشاق
وصور قدمها الأدب الغربي صور عرضها شكسبير على مسرحه وعرض الحب وتضحياته التي فاقت تصورنا
كعطيل وحبه لديديمونا ، ولنا أن نقف أمام اسطورة اورفيوس وحبه الذي ذهب ليعيده من الموت وكيف حارب الموت بقوة وشجاعة الحب
هل تلك الصور فاقت فقط العقل ؟أم أيضاً صارت من صور الخيال التي ننبش عنها لعلنا نجد من نحب
قال كافكا لميلينا أنا رخو صامت، طوال الوقت ، انطوائي كئيب، متذمر أناني وسوداوي فكان ردها ولو كنت مجرد جثة في العالم، فأنا أحبك
هل تلك إحدى صور الحب التي نبحث عنها
فأصبحنا نبحث عن الحب ولا نعلم مدلوله
فهل الأدب والفن قضي على تلك المنطقية العرضية
بعرضه لمثل تلك الصور والقصص أم نحنٌ قد انجرفنا بما ينساق إليه عقلنا بلا إدراك؟؟؟
فالناس أحبوا ونسوا أن يحبوا الحبٌ
وتلك هي المعضلة.

اترك رد

آخر الأخبار