منى عكاشة خبير التدريب والتنمية المستدامة تناقش اسباب الطلاق المبكر فى الأسرة المصرية أول أكاديمية ضيافة جوية في مصر باعتماد 65 دولة آسيوية وأفريقية حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر الأول لكرة القدم، هنأ فريق الزمالك بمناسبة تتويجه بلقب كأس الكونفدر... قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية بهادري جهرمي، إن الحكومة لم تتلقَ أي أخبار جديدة بشأن حادث مروحية... مصر تتابع بقلق بالغ حادث طائرة الرئيس الإيراني نفى الهلال الأحمر الإيراني، ما تداولته وسائل إعلام محلية، مساء اليوم الأحد، بشأن العثور على مروحية ا... الزمالك يتوج بالكونفيدرالية للمرة الثانية في تاريخه المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن وزارة الداخلية تتابع الأوضاع القانونية لغير ال... الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن بلاده مستعدة لتقديم الدعم بعد حادث مروحية تقل الرئيس الإيرانى إبر... بي تك وبنك تنمية المهارات يرسخان شراكتهما طويلة الأمد لمواصلة جهود إثراء وتطوير الكفاءات البشرية
العاصمة

الجيتار

0

إيمان العادلى

الحلقة الثانية
من ملفات المخابرات المصرية
فنظر إليه الموظف الإسرائيلي نظرة باردة توحي بالجفاء وعدم الإهتمام ثم أجابه باستهتار وهو يُلقي نظرة علي جواز سفر الشاب : ليس كثيراً….فبما أنك من فرنسا لن تحتاج إلي تأشيرة دخول إلي إسرائيل
وتابع الموظف: ويمكنك السفر عن طريق الخط الملاحي الذي يربط اسرائيل بمارسيليا ….ثم تنهد ببرود قائلاً : وطالما أنك قد قضيت (40) يوماً هنا فلن تكون في حاجة إلي شهادة تطعيم
فقال الشاب الفرنسي في لهجة ممزوجة بالخجل : هذا عظيم يا سيدي ..ولكن ماذا عن الإقامة هناك ؟؟
فهز الموظف كتفيه بنفس البرود قائلاً : هناك العديد من بيوت الشباب وستجد مكتب لبحث مشكلات السائحين في العنوان (24) شارع الملك جورج ..إنه مكان معروف بإسم برج شالوم ماير في أورشليم
وهنا ظهر الارتياح علي وجه الشاب الفرنسي وبدأ يتم إجراءاته في المكتب ثم انصرف وهو يحمل معه جيتاره البسيط ويُلقي التحية في احترام كبير علي الموظف الإسرائيلي
وعندما غادر الشاب الفرنسي المكتب الإسرائيلي تحرك بخطوات سريعة واسعة بدون أن يلتفت خلفه ولو مرة واحدة ..وفجأة ذاب وسط زحام العاصمة البريطانية التي ابتلعته مع جيتاره البسيط فاختفي وسطها وأصبح من الصعب علي أي شخص أن يتتبع أثره أو يعرف وجهته
وقبل أن نستمر في عرض هذه القصة …علينا أن نبدأ في استعراض حقيقة ذلك الشاب الفرنسي الذي يحمل جواز سفره الصادر من باريس بإسم إميل فرنسوا
فالواقع أن لي (وهو إسمه الحقيقي) قد وُلد في مصر من أب صيني مسلم يُدعي لقمان وأم مصرية مُثقفة ترتبط أسرتها بروابط مصاهرة قديمة مع الصين..والأهم من ذلك أنه يعمل لحساب المخابرات العامة المصرية
فمنذ أن بلغ عمر لي تاو (20) عام انضم إلي جهاز المخابرات المصري والذي أخضعه لتدريبات طويلة ومُكثَفة …ثم تم إرساله في رحلة طويلة طاف خلالها مناطق كثيرة في شرق آسيا
وزار هونج كونج وقضي فيها فترة من الوقت ليدرس عادات وتقاليد أهلها وطرق التعامل والعيش والمواصلات فيها قبل أن يتم تكليفه من المخابرات العامة المصرية ليسافر إلي لندن ليتخذ طريقه إلي قلب إسرائيل في مهمة خاصة أُحيطت بسِّرية مُطلَقة وكانت مهمة بالغة الأهمية والخطورة بالفعل
ففي تلك الفترة كانت اسرائيل تمتلك وسيلة قوية من وسائل الدفاع الجوي تتمثل في قواعد صواريخ من طراز هوك والتي كانت تسعي الصقور المصرية لجمع كل المعلومات الممكنة عنها
وفي الحقيقة لقد نجحت الصقور المصرية في هذا إلي حد كبير ..فقد توصلوا عن طريق عملائهم إلي معرفة قواعد هذه الصواريخ ومنشآتها ووسائل تمويهها ونُظُم حراستها وإعدادها ..ليس هذا فقط بل حصلت علي خريطة توضح مواقع مِنصات إطلاقها …ولكن بقي الصاروخ نفسه
كانت المعلومات المتوفرة عن الصاروخ نفسه لا تتعدي بيانات معاهد الدراسات الاستراتيجية العالمية والمقالات العسكرية وبعض الصور المأخوذة لمراحل إطلاقه المختلفة ومشاهدات بعض الطيارين المصريين الذين تمكنوا من الإفلات من صواريخ هوك بطرق خاصة
لذا كان من الضروري أن تبذل الصقور المصرية قصاري جهودها للفوز بتصميمات صاروخ هوك وبأي ثمن
وفي 7 مارس من العام 1969م تلقت الصقور المصرية برقية سرية عاجلة من أحد أخطر عملائها في إسرائيل وكانت الرسالة تؤكد علي نجاحه بوسيلة شديدة التعقيد في الحصول علي كراسة خاصة بها كل تفاصيل وتصميمات ونظريات عمل صاروخ هوك
وتتضمن أيضاً صور واضحة ورسوم فنية وحسابات رياضية معقدة تشرح طريقة عمل وتشغيل الصاروخ وطرق التعامل معه
وعلي الفور تشكلت لجنة لدراسة هذا التطور المفاجئ واتخاذ القرارات المناسبة بشأنه .
وفي الواقع لم تكن مهمة تلك اللجنة سهلة كما يعتقد البعض فالكراسة الكبيرة الحجم عبارة عن (242) صفحة بحجم متوسط وعلي غلافها شعار الجيش الإسرائيلي وبعنوان (سري للغاية) مما يجعل عملية نقلها محفوفة بمخاطر كثيرة حتي داخل إسرائيل نفسها
وفي ذلك المبني العظيم الذي يتسم بالهدوء دوماً وعلي المائدة المستديرة وسط أقداح القهوة الفارغة التي ملأتها ..اجتمع الصقور ودرسوا الأمور وفندوا السطور وعم صمت طويل امتد ساعات ليست بالقليلة علي المكان ليزداد هدوءاً مُخيفاً
وفجأة تبدد ذلك الصمت الرهيب بصوت حاسم لأحد الصقور والذي قال: يا سادة إني أقترح أن يتم تصوير الكراسة المنشودة بالميكروفيلم وأن يتم إرساله إلي القاهرة
ولكن الوثيقة كانت نادرة للغاية ولم يكن في مقدرة العميل الاحتفاظ بها طويلاً نظراً لما يمثله هذا من خطورة بالغة عليه واحتمالات لكشف أمره كما أنه من المحتمل أن يتعرض الميكروفيلم إلي الضياع أو التلف إبان عملية تهريبه ونقله من إسرائيل… إلي مصر
وهكذا تم اتخاذ قرار من النادر إتخاذه في مثل تلك العمليات فلقد تقرر أن يقوم العميل الذي يحمل الكود(0.006) بتصوير الكراسة السرية ثم يحتفظ بالميكروفيلم حتي يأتي من يتسلم منه الكراسة
وبعد ذلك يتم إرسال الميكروفيلم بالوسائل المتعارف عليها إلي القاهرة بحيث يضمن هذا الازدواج وصول المعلومات بأي من الصورتين إلي الصقور المصرية

يتبع غدآ أن شاء الله

.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏جيتار‏‏
تعليق واحد
أعجبني
تعليق

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading