العاصمة

الجزء الثاني_ من نماذج مشرفه بطل فيلم الممر الحقيقي

0

كتب وجدي نعمان

مجموعة 39 قتال

أبرز أعضاء المجموعه

عميد أركان حرب / إبراهيم الرفاعي السيد الرفاعي

رائد مظلي / عصام الدالي (استشهد في عملية نسف وتفجير سقالة الكرنتينة)

عقيد طبيب أركان حرب / محمد عالي نصر

رائد صاعقة / أحمد رجائي عطية (خرج من المجموعة قبل حرب أكتوبر)

رائد بحري / إسلام توفيق قاسم (خرج من المجموعة قبل حرب أكتوبر)

نقيب صاعقة / محيي الدين خليل نوح

نقيب مظلي / حنفي إبراهيم معوض (خرج من المجموعة قبل حرب أكتوبر)

ملازم أول صاعقة / محمد وئام سالم (خرج من المجموعة قبل حرب أكتوبر)

رائد بحري / وسام عباس حافظ

ملازم أول صاعقة / محمد مجدي عبد الحميد

ملازم أول صاعقة / رفعت مصطفي الزعفراني

نقيب بحري / ماجد عبد الحليم ناشد (خرج من المجموعة قبل حرب أكتوبر)

ملازم أول صاعقة / محسن طه أبراهيم

ملازم صاعقة / خليل جمعة خليل

ويتذكر اللواء محيي نوحواحدة من أهم العمليات التي شارك فيها وهي عملية لسان التمساح الأولي في

19/4/1969 رداً علي استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في 9مارس 1969.. وبتكليف من القيادة العليا

تم تكليف الرفاعي ومجموعته بالقيام بعمل ثأري قوي يكلف العدو أكبر الخسائر وأختاروا نفس الموقع الذي

أطلق قذائفه علي الشهيد رياض وتم الأستطلاع الجيد للموقع من الضفة الغربية للقناة من فوق مبني الإرشاد.. فتم معرفة عدد أفراد الموقع وتسليح الموقع وتم

تصميم ماكيت للموقع ثم تشييد موقع هيكلي بنفس التصميم بمنطقة تجمع المجموعة، وتم اختيار من

ستوكل إليهم المهمة وتم توزيع الأدوار عليهم وتدرب كل فرد علي ما سيقوم به في التوقيتات المحددة

وكان موقع لسان التمساح مكون من 4 دشم اثنان في الأمام واثنان في الخلف محصنة تحصيناً شديداً

يحميها من أي قصف مدفعي من أثقل الأعيرة فكان تحصينها من فلنكات وقضبان السكك الحديدية وشكاير

الرمل يوصل بينها أنفاق لحركة الجنود كي لا يخرج منهم أحد علي سطح الأرض أثناء الأشتباكات وبها

مزاغل لدفعية ثقيلة الأعيرة لضرب مدينةالإسماعيلية.. وبعد التدريب الجيد علي تنفيذ العملية وبعد آخر ضوء

من يوم 19/4/1969 قاد الرفاعي رجاله في 6 قوارب كانت تحت قيادة عالي نصر لعبور بحيرة التمساح تحت

قصف مدفعي بطول الجبهة كي لا يعلم العدو إتجاه الهجوم حتى وصلت المجموعة جنوب الموقع بحوالي

100 متر وكان العميد مصطفي كمال هو ضابط الأتصال علي الضفة الغربية فتم طلب رفع ضرب المدفعية عن الضفة الشرقية وتحركة مجموعات

الأقتحام نحو أهدافها النقيب محيي نوح ورجاله الأثني عشر الدشمة رقم 1.. والرائد أحمد رجائي عطية

الدشمة رقم 2.. والنقيب وئام سالم الدشمة رقم 3.. والنقيب محسن طه دشمة رقم 4..

وبدأت كل مجموعة في تنفيذ مهامها.. فبدأت مجموعة محيي نوح في إلقاء قنابل الدخان والقنابل الحارقة

بالمزغل.. وبدأ العدو في الخروج فتم التعامل معه بجميع أنواع الأسلحة.. رشاشات، وقنابل يدوية،

وسلاح أبيض.. وحدث ذلك بجميع الدشم.. فتم القضاء علي كل من بالموقع.. وتم حرق منطقة الشؤن الإدارية للموقع بما تضمه من مؤن..

وظل أبطال المجموعة يدمرون في الموقع لمدة ساعتين متواصلتين تم خلالها إنزال العلم الإسرائيلي من أعلي الموقع وحرقه،

ورفع العلم المصري مكانه، والأستيلاء علي بعض الأسلحة الخفيفة من داخل الموقع.

. حتى طلبت منهم القيادة العودة لتحرك احتياطات العدو من المدرعات بأعداد

كبيرة نحوهم، وبدأ العدو في إعطاء تعليماته لقواته الجوية بالتدخل..

وأثناء انسحاب رجال المجموعة من الموقع اكتشف النقيب محيي نوح دشمة لم تكن ظاهرة من قبل فألقي

داخلها قنبلة يدوية فإتضح إنها كانت مخزناً للذخيرة بدأت الذخيرة في الأنفجار وتطايرت الشظايا التي

أصابت البطل في ظهره ووجهه وجانب عنقه.. عاد الأبطال بسلام

وأخلي البطل محيي نوحإلي الضفة الغربية برفقة طبيب المجموعة المقاتل الجسور الرائد عالي نصر إلي مستشفي القصاصين حيث تم عمل بعض الجراحات العاجلة ونقل الدم له..

وفي اليوم التالي نقلته طائرة هليوكوبتر إلي مستشفي المعادي وبمجرد هبوط الطائرة وجد علي باب الطائرة في انتظاره اللواء محمد صادق مدير المخابرات

الحربية في ذلك الوقت لتحيته والأطمئنان عليه ولما وجد ملابسه مخضبة بالدماء طلب له غيارات وملابس

جديدة، وسأله عما إذا كانت أسرته تعلم بأصابته.. فأجاب بالنفي فأمر اللواء صادق بسيارة تذهب إلي منزله وأحضرت زوجته للأطمئنان عليه..

وأوصي عليه الأطباء.. تركه اللواء صادق بعض الوقت وعاد عند مغرب هذا اليوم وطلب منه الأستعداد

النفسي لأستقبال شخصية كبيرة ستأتي لزيارته.. ومضي بعض الوقت فإذا باللواء صادق يدخل الحجرة

برفقة الرئيس جمال عبد الناصر والفريق محمد فوزي وزير الحربية، ولما أرادت أسرة البطل مغادرة الحجرة طلب منهم أن يظلوا إلي جواره ،

وقدم اللواء صادق البطل للرئيس قائلاً: النقيب محيي نوحمن الضباط الممتازين بالأستطلاع والمخابرات ممن

قاموا بعملية الاغارة وسأل الريس عبد الناصر الطبيب المعالج إذا كانت الحالة الصحية للبطل تمكنه من محادثته فأخبره الطبيب بالأيجاب.

. وأستمع عبد الناصر من البطل الجريح كل تفاصيل العملية والسعادة والرضا والفخر مرسومة علي وجه الزعيم الخالد.. وكيف تم تدمير الموقع بالكامل

والقضاء علي أكثر من 40 ضابط وجندي إسرائيلي في موقع لسان التمساح، وكانت استغاثتهم مرصودة علي أجهزة التصنت المصرية،

وهو ما يثبت كذب الدعاية الصهيونية عن الجندي الذي لا يقهر. وفي نهاية الزيارة طلب الرئيس عبد الناصر

الأستزادة من مثل هذه العمليات وضرب العدو في كل أنحاء سيناء حتى يتحقق النصر.وكم كانت سعادة

النقيب محيي نوح من هذه الزيارة التي أشعرته بحنان الأب تجاه أبنائه ورعايته لهم.

وفي اليوم التالي حضرت وسائل الإعلام للقاء البطل، وجائت زيارات من كتائب الصاعقة للتهنئة

. وقد استغرق العلاج بالمستشفي أكثر من شهر شمل عمليات تجميل في الوجه، وإزالة بعض الشظايا من العنق وترك البعض الآخر لخطورة إخراجها وما زالت تلك الشظايا موجودة حتى الآن..

وشمل العلاج جلسات علاج طبيعي علي الظهر..

وخلال إحدي زيارات قائده الشهيد الرفاعي علم منه

بموعد العملية التالية وكانت قد تقرر لها 8/8/69 ضد نفس الموقع السابق بعد أن زاد العدو من تحصيناته

وتسليحه وعدد أفراده فأصر محيي نوح علي الخروج من المستشفي للأشتراك في تلك العملية..

كالمعتاد تم استطلاع الموقع مرة أخرى وتأكد من من وجود موانع هندسية حوله تمثلت في الأسلاك الشائكة وحقول الألغام فضلاً عن زيادة تحصين الدشم..

وتم الأتفاق علي مهاجمة الموقع من خلال الثغرات التي تركها العدو في الموانع الهندسية لتحرك جنوده.. وتم الهجوم علي الموقع بنفس التشكيل السابق.. ولكن حدثت المفاجأة

فأثناء الهجوم إنفجر لغمين فسفوريين في مجموعتي محيي نوح ورجائي أصاب اللغم الأول المقاتل الذي خلف النقيب محيي نوح إصابة جسيمة

وأصيب النقيب محيي نوح

إصابة في ظهره لم يشعر بها في وقتها

ولكنه لم يتوقف وجذب الجندي الذي سقط خلفه وراءه لكي لا يعيق حركة باقي المجموعة..

أما الرائد رجائيفأصابه اللغم فأصبح متوهجاً كعمود نيون منتصب فما كان من رجال مجموعته وكان من بينهم المقاتل مصطفي إبراهيم إلا أن أسقطوه أرضاً وأهالوا عليه الرمال لأطفائه..

وشعر العدو بالأبطال فأطلقوا دانات الفيلرز المضيئة لكي يشتبكوا مع رجال المجموعة..

فكان الأبطال ينبطحون أرضاً عند كل إضاءة ويهبوا بعدها للأشتباك مع العدو.. وعلي عجل حضرت

مدرعات العدو إلي المنطقة ودارت معركة شديدة بين الطرفين تكبد فيها العدو الكثير من الخسائر..

وأصدر الرفاعي أوامره لرجاله بالأنسحاب من المعركة والعودة إلي الضفة الغربية للقناة وقد أستشهد من

رجال المجموعة في هذه العملية 9 شهداء وأصيب 23 مقاتلاً..

ولم تنجح هذه العملية في تدمير الموقع تدميراً تاماً. ويروي البطل ذكرياته عن عملية أخرى من عمليات

الفداء والبطولة..وهي عملية تدمير مطار الطور يوم 2/5/1970 حيث تم التوجه إلي منطقة الزعفرانة

حيث نقطة الانطلاق وتحضير القوات للعبور.. فتم نفخ القوارب الزودياك وتثبيت المواتير.. وارتداء بدل الغطس.. وتحميل القواذف والألغام..

وبالرغم من ارتفاع الموج إلي 6 أمتار، وجو قارص البرودة في ذلك اليوم إلا أن الرفاعي أصر علي تنفيذ المهمة وبعد آخر

ضوء انطلقت القوارب في إتجاه الطور.. كان النقيب محيي نوح واقفاً في مقدمة أحد القوارب وارتفعت

مقدمة القارب بشدة إلي أعلي أحد الأمواج ثم هبط فجأة بعنف فما كان من البطل إلا أنه وجد نفسه طائراً

في الهواء ثم غاص في الماء أسفل القارب مباشرة في

الظلام فتشبث بحبل تثبيت القارب بشدة وهو تحت

سطح الماء ويسمع ضوضاء رفاص المحرك.. كان في موقف لا يحسد عليه فلو أفلتت يديه لشطره رفاص المحرك أشلاء..

وفي أحسن الظروف لو نجي من المحرك لأبتلعته الأمواج وما شعر به أحد..

وفي الوقت نفسه هو تحت سطح الماء لا يستطيع التنفس ويدأ الماء المالح يتسرب إلي جوفه..

وفي تلك الأثناء شاهد صورة طفلته حديثة الولادة أمامه مباشرة..

وتجلت عناية الله له عندما أوقف قائد اللنش المساعد علي أبو

الحسن اللقارب عندما اكتشف عدم وجوده حينئذ فقط تحرك النقيب محيي نوحوهو ملامس باطن القارب إلي

أحد أجنابه ورفع يده لأعلي فجذبه أبو الحسن وباقي الرجال إلي سطح القارب.. فوقف بكل شجاعة رغم ما

حل به حتى يحافظ علي معنويات زملائه حتى وصلوا للمركب اللبنانية الجانحة بالقرب من شاطئ الطور

فنصبوا صواريخهم، وضبطوا الأتجاه والتوقيت.. وقامت مجموعة أخرى بتلغيم الطرق المؤدية إلي

المطار.. واستمرت عملية قصف المطار 40 دقيقة بعدة قصفات بفارق زمني ضئيل بين كل قصفة. وتكبد العدو

خسائر كبيرة بتدمير المطار وملحقاته وممراته وعدد من مجنزراته فضلاً عن الخسائر البشرية بين صفوفه.

. وأثناء العودة ولأرتفاع الموج الشديد سقط بطل آخر في الماء ولكنه شوهد فتم محاصرته بالقوارب وإنقاذه

وهو الرقيب غريب..وعادت المجموعة بسلام بعد أن نفذت مهمتها.

وكان من المفترض أن تزور جولدا مائير هذا المطار في اليوم التالي لرفع الروح المعنوية لجنودها في سيناء الجنوبية ,,

ولكن بعد الدمار الذي لحق بالمطار تم تعديل الزيارة بعد أن جعلها أبطال المجموعة في حاجة لمن يرفع لها روحها المعنوية.

والي اللقاء في الجزء الثالث استشهادعميد أركان حرب / إبراهيم الرفاعي السيد الرفاعي

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading