التغيرات المناخية ما بين التداعيات وآليات المواجهة
✍️ د. تهاني عناني
نظم مجمع إعلام بنها اليوم الإثنين بالتعاون مع المعهد الفني الصحي ببنها ندوة تثقيفية تحت عنوان
” التغيرات المناخية ما بين التداعيات وآليات المواجهة “
وذلك فى إطار إهتمام الهيئة العامة للاستعلامات بأزمة التغيرات المناخية وجهود الدولة المبذولة في التصدي لتلك الأزمة من خلال عقد لقاءات جماهيرية وندوات تثقيفية خلال شهر نوفمبر الحالي ينفذها قطاع الإعلام الداخلي عبر مراكزه الإعلامية المنتشرة بكافة أنحاء الجمهورية تحت إشراف الدكتور /احمد يحيي – رئيس قطاع الإعلام الداخلي وذلك تزامناً مع استعدادات مصر للمشاركة في فعاليات قمة المناخ ” COP 29 ” والمقرر انعقادها في منتصف نوفمبر 2024 في باكو عاصمة اذربيجان .
حاضر في الندوة :
د / عماد الدين عبد الحميد – إستشاري جودة بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية وماجستير في التعليم الرقمي ومدرب معتمد لبرامج الجامعة الأمريكية
بدأ اللقاء بكلمة ريم حسين عبد الخالق – مدير مجمع إعلام بنها ، مؤكدة أن التغيرات المناخية أصبحت واقعا ملموساً يعاني منه كل إنسان فى هذا العالم ، فلا تعوقها حدود جغرافية أو سياسية ، ولا تقل خطرا عن الحروب والنزاعات المسلحة .
وتعد أخطر نتائج العبث الإنساني بالبيئة فالأنشطة البشرية المتنامية الغير مسئولة أحدثت تغيرا في أنماط الطقس وسببت تدميرا للبيئة ظهر جليا في مجموعة من الكوارث البيئية كالفيضانات والعواصف والأعاصير المدمرة وجفاف الأنهار والتصحر وحرائق الغابات وتدهور التنوع البيولوجي والتوازن البيئي وتهديد الأمن الغذائي والمائى وصحة الإنسان وبقائه كما تهدد
مستقبل الأجيال القادمة عامة وحقها في التنمية خاصة أن مصر تصنف حاليا بأنها واحدة من خمس دول على مستوى العالم المحتمل تعرضها للآثار السلبية للتغيرات المناخية . وأكدت على أن مصر أمام كل هذه التحديات تبذل جهودًا حثيثة لمواجهة آثار التغيرات المناخية، فقد كانت مصر من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ عام 1994، وكذلك بروتوكول كيوتو الذي صدقت مصر عليه في عام 2005 كما أطلقت مصر الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ مصر 2050 التي تهدف لحماية المواطنين من تأثيرات تغير المناخ مع الحفاظ علي تنمية الدولة المصرية بطريقة مستدامة ثم قامت مصر بتنظيم وتولي رئاسة الدورة ال٢٧ لقمة المناخ العالمية ( cop 27) بشرم الشيخ هذا المؤتمر الذي مثل نقطة تحول علي صعيد التعامل مع قضايا المناخ حيث الانتقال من مرحلة الوعود و التعهدات إلي مرحلة التنفيذ الفعلي علي أرض الواقع.
ثم تحدث د / عماد الدين عبد الحميد مؤكداً على أن التغيرات المناخية واحدة من أهم القضايا العالمية المُلحة في وقتنا الحالي، مما وضعها في مكان الصدارة على أجندة كافة الاجتماعات الدولية والإقليمية، كما صار العمل المناخي واحداً من أهداف التنمية المستدامة.
كما أشار أن أهم أسباب التغيرات المناخية هي الممارسات السلبية للإنسان علي مدار سنوات وعقود طويلة وان من أخطر هذه الممارسات هو الاستخدام المفرط والمتزايد للوقود الاحفوري ( الفحم والبترول والغاز الطبيعي) في الصناعة ووسائل النقل مما سبب في انبعاث غازات دفيئة أخطرها الانبعاثات الكربونية التي تسببت في أحداث ما يسمي بظاهرة الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي
كما حظر من أن الارتفاع المستمر في درجات الحرارة سوف يؤدي إلى العديد من المشكلات الخطيرة و في مقدمتها ارتفاع مستوى سطح البحر، بما يهدد بغرق الكثير من المناطق، ونقص الموارد المائية، وتدهور الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى تزايد انتشار الأمراض.
وحظر أيضًا من أن دلتا نهر النيل واحدة من أكثر المناطق المعرضة للغرق في حالة استمرار الارتفاع في مستوى سطح البحر، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، بما يؤدي إلى ذوبان المزيد من الجبال والأنهار الجليدية فلذلك قامت الدولة بإعداد إطار عمل يشمل خطة وطنية للتعامل مع تآكل الشواطئ واحتمالات ارتفاع مستوى سطح البحر، وذلك من خلال مبدأ التعايش مع البحر باستخدام وسائل حماية غير تقليدية وصديقة للبيئة، مثل استخدام ناتج تكريك البواغيز، وقنوات الاقتراب للموانئ البحرية في تغذية الشواطئ التي تتعرض للنحر، مع عمل مشروعات تجريبية مثل الجسور الرملية لحماية الدلتا من النحر، وقد نفذت الدولة أعمال الحماية لنحو 25% من سواحل الدلتا البالغ طولها 220 كم بوسائل متعددة من مصدات الأمواج. هذا بالإضافة إلى استحداث نظم الإنذار المبكر التي تعمل على الحد من تأثير الفيضانات على المناطق الساحلية الشمالية في مصر ، وفي الختام أكد علي أن مصر رغم أنها من اقل الدول التي تتسبب في الانبعاثات الحرارية علي عكس الدول الصناعية الكبري التي تتسبب فيما يتجاوز نسبة ال٨٠ % من غازات الاحتباس الحراري إلا أنها تتخذ العديد من الاجراءات لمواجهة التغيرات المناخية وتتحول بخطوات متسارعة نحو الاقتصاد الأخضر وتنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد علي الطاقة المتجددة غير الملوثة للبيئة حيث بذلت مصر جهود في مجال إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة والهيدروجين الاخضر كمشروع مجمع بنبان لإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية الذي يضم ٦ مليون لوح شمسي ومحطة رياح رأس غارب لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح
كما نادت مصر خلال مؤتمر المناخ في دورته ال٢٧ بشرم الشيخ بتحقيق مبدأ العدالة المناخية لتجعل منها قضية سياسية واجتماعية وليست مجرد قضية بيئية حيث طالبت خلال المؤتمر البلدان التي حققت فؤائد وأصبحت غنية بفضل الانبعاثات الكربونية الضارة مثل الدول الصناعية الكبري أن تتحمل المسئولية ليس فقط في وقف إرتفاع درجة حرارة الأرض ولكن أيضا لتعويض الدول الأخري المتضررة ومساعدتها علي التكيف مع تغير المناخ تحقيق تطور اقتصادي باستخدام تقنيات غير ملوثة.
أعد وأدار اللقاء /
إيمان عبد الله أبو زيد – أخصائي إعلام بمجمع إعلام بنها