العاصمة

اذا رأى المؤمن ما فُسِحَ له في قبره

0
بقلم / محمــــــــد الدكــــــــرورى
ماذا يتمنى كل ميت وما هى أمنية الاموات فنحن نعيش فى الدنيا ولكن لا نفكر فى الاخره الا ما رحم ربى ولكن اذا كان
الاحياء على قيد الحياه لهم أمنيات وطموح فأيضا الاموات لهم أمنيات فالأموات قد أصبح الغيب لديهم شهادة، وأيقـنوا
وهـم فـي البرزخ أنـهم سيُبعثون ليوم عظيم فماذا يتمنون؟ ماذا يتمنى الميت؟
فأما المؤمن الصالح، الذي مات على الإيمان والعمل الصالح..
إذا مات وحُمل على الأعناق، أول أمنيته: نادى أن يُسرعوا به إلى القبر ليَلقى النعيم المقيم، وكيف لا تكونُ تلكَ أمنيتُه
وقد بُشر عند خروج الروح:﴿ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ أمنيته:
نادى أن يُسرعوا به إلى القبر ففي الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عـليه وسـلم:
(إذا وُضعت الجـنازة فاحتملها الرجـال عـلى أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني) وإذا أدخل قبره، ورأى منزلته في الجنة،
فإنه لا يتمنى أن يعود إلى الدنيا، بل يتمنى أن تقوم الساعةُ ويعودَ إلى أهله ليُبشرهم بنجاته من النار وفوزه بالجنة، ففي الحديث الصحيح
، أن رسول الله صلى الله عليه وسـلم قـال: (إذا رأى المؤمن ما فُسِحَ له في قبره، فيقول: دعوني أبشر أهلي). وفي رواية: (فإذا رأى ما في الجنة قال:
رَبِّ عَجـِّلْ قـيامَ الساعـةِ، كَـيْما أَرْجِعَ إلى أهلي ومالي، فيُقالُ له: اسْكُن’) فهذه أمنية المؤمن الصالح بأن يُسرعوا بـه إلى القبر ليَـلقَى النـعيم المقيم،
ثم يتمنى أن تقوم الساعة.
أما العُصاة المجرمون، الذين تمر عليهم ساعاتٌ وأيامٌ وهم في هذه الدنيا في لهو وغفلة وبُعد عن طاعة الله.. الذين يُسوِّفون التوبةَ ويأملون في مزيد من
العمر ليتمتعوا بزينة الدنيا، وما علموا أن الموت يأتي بغتة، ما علموا أن الموت إذا جاء لا يدع صاحبه يستدرك ما فـات، فيبقى فـي قبره مُرتهناً بعمله،
متحسرا على تسويفه وتفريطه، متمنياً على الله الأمانيَّ التـي لا تُغنيه شيئا.
فماذا يتمنى هؤلاء؟
فأول أمنية: يتمنى أحدهم لحظة الموت وعند خروج الروح، يتمنى بعدما عاين الموتَ وسكراتِه، وعلم أنه مُنتَقل من دار الدنيا إلى دار البرزخ،
يتمنى الرجوعَ إلى الدنيا ولو لدقائق معدودة ليعمل صالحا ينفعه فـي الدار الآخرة، قال الله جـل وعـلا: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ
* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ وفي آية أخرى: ﴿ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾
إنها أمنية كل مفرّط يندم ويتحسر عند الاحتضار، ينـدم ويتحسر ويسـأل الرجعة إلى الدنيا ولو لمدة يسيرة ليُصلح ما أفسد، ويُطيعَ الله عـز وجلَّ في كل
ما عصى ولقد عاين ذلك الميت مصيره، وعرف ما له وما عليه ولقد أدرك أنه كان في نعمة ولكنه لم يغتنمها، أدرك أن فرصته في الحياة قد انتهت
وأنه قد خسر كل شيء فكانت أمنيته: ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾ ولكنها أمنيةٌ مليئةٌ بالحسرة والندامة، أمنيةٌ جاءت متأخرةً بعدما كان الأمل موجوداً في
الحياة الدنيا فلا يُنظر في أمنيته ولا في طلبه، فأي حسرة وأي ندامة يعيشها عند الاحتضار؟ وإذا مات وحُمل على الأعناق، ما تكون أمنيته؟
ففي الحديث الصحيح، قال صـلى الله عـليه وسـلم: (إذا وُضعت الجنازة فاحتملها الرجال علـى أعناقهم… وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَـالَتْ
لِأَهْلِهَا يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُـلُّ شَيْءٍ إِلَّا الإِنسَان، وَلَـوْ سَـمِعَ الإِنسَانُ لَصَعِقَ).
وإذا أُدخل قبره، ورأى منزلته ومـا أعـد الله له من شـديد العـذاب، فإنـه يتمنى أن لا تقوم الساعة، فيقول: رب لا تُقم الساعة،
ربِّ لا تُقم الساعة، لأنه يعلم أن ما بعد القبر هو أشدُّ وأفظع فيقول: ربِّ لا تُقم الساعة.ربِّ لا تُقم الساعة.ربِّ لا تُقم الساعة. فاللهم اجعلنا من الصالحين يا رب العالمين ….

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading