العاصمة

اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصدِّيق وشهيدان

0
بقلم / محمـــــــد الدكـــــــرورى
النبى صلى الله عليه وسلم فى ذكرى مولده العطره نتنسم بأقواله وأفعاله ونراجع سيرته العطره
ونتذاكر فى سنته الشريفه ويجب علينا حب النبى صلى الله عليه وسلم فجاء رجل يسأل النبى
عن الساعه وقال يا رسول الله متى الساعه فقال له النبى الكريم 0وماذا أعددت لها) قال الرجل
(حب الله ورسوله ) فقال النبى (إذا انت مع من احببت ) إن الإيمان ينفث في قلب المؤمن حب
هذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- واتباعه؛ لأن أثر ذلك سيكون على الفرد والمجتمع والأمة
عظيمًا وواضحًا وجليًا، فلا سعادة للفرد، ولا حياة للمجتمع، ولا عزة لهذه الأمة إلا بالتسليم لشرعه،
والاقتداء به؛ قال -تعالى-: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ
أُولَئِكَ رَفِيقاً) [النساء: 69].
وقال -تعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63]، وقال -تعالى-: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) [النور: 54].
وهل محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك إلا من محبة الله -تعالى-؟! وهل طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا من
طاعة الله -عز وجل-؟! (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران:31].
كما جعل -سبحانه- التسليم لمنهجه وسُنته وحكمه دلالة وعلامة على الإيمان الحق الصادق: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُ
حَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء:65].
وجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- قال: “والذي
نفسي بيده! لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده” لذلك أدرك الصحابة وأدركت الأمة على فترات من
تاريخها فضل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليها؛ بل وعلى العالم كله، وجنت ثمارَ محبته في الدنيا سعادةً وراحة
ويقينًا وعزة ونصرًا وتمكينًا، ويوم القيامة لن يكون جزاؤها وثوابها إلا الجنة إن صدقت في ذلك، قال -تعالى-:
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً) [الفتح:17].
واسمع -إن شئت- لما رواه البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
“إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي
ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي! فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي!”.
إنَّ محبةَ الرسولِ -صلى الله عليه وسلم- ليست مجرد كلماتٍ ومدائحَ تُلقى من فترة لأخرى، بل هي عملٌ واستقامة
واقتداء، وبذل وتضحية لهذا الدين؛ وهي -كذلك- محبة وشوق وحنين، وحب لهذا الرسول -صلى الله عليه وسلم-
الذي أحَبَّهُ وحَنَّ إليه كُلُّ شيءٍ، حتى الحجر والشجر والصخر والحصى والطير والحيوان.
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة
أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار -أو رجل-: يا رسول الله: ألا نجعل لك منبرًا؟! قال: “إن شئتم”. فجعلوا له
منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي -صلى الله عليه وسلم-
فضمها إليه تئن أنين الصبي الذي يسكن، قال: “كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها”. رواه البخاري
وزاد في سنن الدارمي بسند صحيحٍ، قال: “أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة
حزنًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-“، فأمر به فدفن وعن أنس -رضي الله عنه- قال: صعد النبي -صلى
الله عليه وسلم- جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-، فرجف بهم الجبل، فقال: “اثبت أحد،
فإنما عليك نبي وصدِّيق وشهيدان”. رواه البخاري.
قال بعض العلماء: إنما اهتز فرحًا وطربًا وشوقًا للقاء رسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه. وانظروا إلى
هذا الحب وهذا الشوق لصحابته -رضي الله عنهم أجمعين-.
وروى الطبراني عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:
يا رسول الله: إنك لأحب إليّ من نفسي، وإنك لأحب إليّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك
فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين،
وأني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا حتى
نزل جبريل -عليه السلام- بهذه الآية: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) [النساء:69]، قال الهيثمي:
رجاله رجال الصحيح، إلا عبد الله بن عمران، وهو ثقة.
وعن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد أطلب سعد بن الربيع، فقال لي: إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كيف تجدك؟!”. قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق، وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت: يا سعد: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أخبرني كيف يجدك؟! فقال: وعلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السلام، قل له: يا رسول الله: أجد ريح الجنة. وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول -صلى الله عليه وسلم- وفيكم عين تطرف. وفاضت روحه من وقته. رواه البخاري. فاللهم صلى وسلم وبارك عليك يا سيدى يا رسول الله ….

اترك رد

آخر الأخبار