إيمان العادلى
عندما أراد جارنا السفر مع عائلته إلى الريف لقضاء إجازة آخر الأسبوع، أوصاني
بالانتباه إلى بيته في ظل غيابه، وكنت في الليل أنظر من نافذة بيتنا للتحقق من
أن كل شيء على ما يرام في بيت الجار، لكني أبصرت في الغرفة المواجهة من
خلال النوافذ طفلاً يتحرك، في البداية اعتقدت أنه مجرد خيال، لكن بعد تدقيق
النظر تأكدت من أن هناك جسماً صغيراً يمشي بالداخل، ويظهر في فترات متقطعة خلال الليل، حتى أني ظننت أن جارنا قد نسي أحد أطفاله في البيت. في الصباح حين عاد الرجل أخبرته بما رأيت، دخلت معه البيت، وذهبنا إلى تلك الغرفة، فوجدنا دمية كانت لأحد أطفاله مستندة إلى جدار الغرفة، ضحك الرجل في وجهي وقال: لقد خدعك خيالك حتى ظننت أن الدمية تتحرك. أفقت في صباح إحدى الأيام على أصوات في الخارج، نظرت من النافذة فإذ بسيارات الإسعاف والشرطة حول بيت جارنا، نزلت لاستفهم الأمر، فأخبرني أحد الحاضرين إن جريمة قتل حدثت في البيت ليلة البارحة، فقد وجدوا كل أفراد العائلة أمواتاً، هناك من ذبحهم وهم نائمين، والشرطة أكدت أنه لا دليل على دخيل اقتحم البيت. أخبرت الضابط بأمر الدمية، ضحك مني لكنه سمح لي بالبحث عنها، فبحثت في كل أرجاء المنزل ولم أجدها. في الليل عندما أطفأت الأنوار في غرفتي وهممت بالنوم، سمعت صوتاً خفيفاً، نهضت وأشعلت الأنوار، ثم فتشت الغرفة، نظرت تحت السرير فإذ بالدمية تجلس تحته وبجانبها سكّين عليها آثار دماء جافة، أخذتها وسلمتها للشرطة على أنها القاتل، تعالت ضحكات رجال الشرطة مني، فأخذ الضابط الدمية وأعطاها لأحد أفراده من الشرطة والذي أخذها معه للبيت ليهديها لابنه، بعد أيام عثروا على هذا الشرطي وعائلته مقتولين والدمية اختفت. ما زال الضابط لليوم يبحث عنها، ويغلق أبواب بيته بإحكام كلما جنّ الليل.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.