العاصمة

أنا أقلد بإحساس خلاق يمنعني من التلاص ويسمح لي بالتناص

0

 …

مقالة لزهر دخان

العرب تبارزت بالسيف والكلم من أجل البقاء . وهذا الصراع ما كان من أجل كل العرب .لآن نتيجة المبارزة تجرح وتـُردي الضعفاء قتلى . وأيضاً لا مجد لمن ذبحه سيف الكلام ، ولطخ صمعته الهجاء البغيض أو الهادف .

وبعدما دارت عجلة الزمان إنقرضت المبارزة والفروسية والعبودية . وحلت محلها الخِدم العسكرية ، التي تتنظم بها شجاعة الأوطان العربية . ولك أن تتخيل نفسك مُجندا لا حولى ولا قوة له. لولا ما يلبسه من بزة عسكرية تعهدت قبل أن ينطق هو . تعهدت بحماية الأرض والوطن والسادة من أي مكروه .

العرب ولآنها في الأغلب تتمتع بالقوة . ولديها بسطة في العلم والجسم . كانت تسمح بتكرار فعال الأقوال شعرا وأدبا عربيا مصانا. بأسلوب جميل من التَّنَاصُّ أو التعالق النصي (هو مصطلح نقدي يقصد به وجود تشابه بين نص وآخر أو بين عدة نصوص .)

ولنفهم أكثر ما أوجه التشابه بين المنتشرين بحد السيف من قدماء العرب وأسلافهم . يجب إستخراج التناص الذي يظهر في العلاقات المتبادلة بين نصوصهم وفعالهم . وكيف يكون التبارز والتناحر في حالة تشابه السياسة وأساليب السؤدد .

في عصرنا الحديث صاغت البلغارية جوليا كريستيفا هذا الأسلوب وسمته التناص . وكانت قد خصت به الأدب فقط وإستخدمته في تشريح النصوص . ولم تقل أن للنفوس والمعارك علاقة به . ورغم أنها لم تقل تمكنا من إستخدام التناص في مكان التطاحن أو التناحر . لنتمكن من العثور على غرائز العرب في مثل هذا التاريخ (2020م ) . وقد صنفت جوليا ما وجدته في ثلاث شعب :

1- تناص تطابقي فيه تطابق بين نصين.

2- تناص إنفصالي، فيه إعلان لموت النص الأول في النص الثاني.

– 3- تناص النفي، موت النص الأول في النص الثاني.

ويبقى التناص من المصطلات النقدية الجميلة التي يحتاج إليها عالمنا . لكي يفهم ما يريد منه اللصوص . الذين أوجد لهم الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة مصطلح يليق بمقامهم الذي ضيعوا به وطنه وأوطانهم . وإسم هذا المصطلح هو التلاص . أي صرقة النصوص والأفكار بدون توبة أو إستغفار.

أنا (الشاعر العربي الجزائري لزهر دخان ) لا أخفي عليكم أني من مدرسة كبيرة شعريا وأدبيا . وهي مدرسة قباني العربية السورية . وإلى جانبها أنا أحسن الدروشة .أي أحمل ما حمله محمود درويش من هم ليعيش . ومنه يمكنك الإستنتاج أن التناص موجود بين نصوصي ونصوصهما . ولا يوجد بيننا التلاص ، لآنهما قد رحلا قبل أن أبدأ الكتابة . ولآنني لا ينبغي لي التقليد الأعمى .فأنا أقلد بإحساس خلاق يمنعني من التلاص ويسمح لي بالتناص …

وفي الختام هذه نصيتي إلى كل الشعراء وهي قصيدتي بعنوان *ياَ أيُهاَ الشاعِرُ إرمي صَوَاباً *

ياَ أيُهاَ الشاعِرُ إرمي صَوَاباً… جـَرِبْ رَمْيَ الكـَلاَمَ على الكلابِ

 قـُلْ لشعبٍ ثائرٍ خـُذهَا غِلاَباً… حَرْبَ رَمْي الْعَيش المُكترَب

 فـَلْيَجرِي فِي العُرُوقِِ إنقلاباً… فليَخلَعْ الشعبُ مَن قدْ ثَرَّبَ

 فليُمسي العَرشُ وَيُصبحُ سَراباً…فلتـَخـّلَعْ صَحوة الناسِ سَكرة العِنبْ

 المَجدُ لِمَن ثارلَوماً وعِتاباً… أو ثار ثأراً مِن كـُفر العَربْ

 وَالمُوت لِمنْ ضَنهُم حُساداً… وَهُم حُمَاة الأمَة وَدِينها والأدبْ

 يَا أيُهَا اَلْشَاَعِرُ فَصِلْ خِطاَباً … يَكـُون لِلَّنارِ الغَضَبْ هَوَالْحَطبْ

 أو قـُل للجَنَة لََديكِ طـُلاَباً … لَهُمْ بَاعُ طـَوِيْلٌ فِي خِشّيَة الرَبْ

 هَبُوا فـَوقـَهَا فـَصَارَتْ سَيْباً … يَخـْضَرُ كـُلَمَا إسّوَدَ وَجْهُ الشَاحِبْ

 تـَبَارَكُوا وَإزدَادُوا عَظمَة وَإنشيالاً … بـِطعنة لـَمْ تـُخطأ ظهَّرَالقِـُرْشَبُّ

ثَرَّبَ فلانًا ، وعليه : لامه وعيّره بذنبه

اكتربَ لـ يكترب ، إكترابًا ، فهو مُكتَرِب ، والمفعول مُكترَب له بمعنى اكْتَرَبَ لكذا : إغتمّ

” السَّيْبُ : العَطاءُ ، والعُرْفُ ، والنافِلةُ .

 وفي حديث الاستسقاءِ : واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً ، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.

 إنشالَ ينشال ، إنْشَلْ ، إنشيالاً ، فهو مُنشال :-

• إنشالَ الشَّيءُ مُطاوع شالَ : إرتفع .

• ـ القِرْشَبُّ : المُسِنُّ ، والسَّيِّئُ الحالِ ، والأَكولُ ، والضَّخْمُ الطويلُ ، والأَسَدُ ،والسَّيِّئُ الخُلُقِ ، والرَّغِيبُ البَطْنِ ، الجمع : القَراشِبُ.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading