العاصمة

أغرب القضايا

0

إيمان العادلى
عن أغرب القضايا اللي حصلت في القرن ال ١٩
قضية اللورد ” ريتشارد لوكان” فخلوني احكيهلكم..

اللورد “ريتشارد” شاب من نبلاء انجلترا اتولد سنة 1934 وهو رجل بهي الطلعة عريض المنكبين -ذو الچل الكثيف على شعره- وكان في شبابه مهياص وعايش حياته بين احضان النساء؛ نوم الصبح وباليل سهر ومرقعة فعيلته التي تمتد جزورها في الارستقراطية قرروا يحطوا حد (للمليطة) دي وألحقوه بالجيش الانجليزي لان زي ما انت على إطلاع ان الجيش الانجليزي خير اجناد الأرض، وراحوا موصين عليه فكان مكان خدمته في غرب المانيا على الحدود..

بعد ما خلص خدمته اشتغل مدير في اكبر بنك في انجلترا وقابل ” فيرونيكا دونكان” وكانت تملك ابتسامة كحبة الكرز وقوام منحوت ببراعة جعلها تبدو كإلهة الأوليمب فقرر يتزوجها وعاشوا حياة جميلة هادئة توجت بثلاث اطفال لكن اللي نغص حياتهم هو ان ريتشارد كان شديد الذكاء وكان عنده ولع بالقمار من ايام خدمته في الجيش وبدأ يقضي ليلة تلو الأخرى في صالات القمار وفضل يخسر ويبيع في ممتلكات عيلته وساب شغله في البنك لحد ما افلس وهنا حبة الكرز أصابها اكتئاب حاد فطلبت منه الطلاق فنالته عام 1972..

بعد الطلاق السيد ريتشارد كانت مشكلته ان عاوز ولاده يعيشوا معاه ففضل يضيق على فيرونيكا الخناق ويراقبها ويتنصت على مكالمتها وعين مخبر يلازمها علشان يصورها ومن ثم يثبت للمحكمة انها مجنونة واستمات الرجل للحصول على اطفاله، وصرف 20 الف جنيه ( وده مبلغ كبير جدا وقتها) لكن كل محاولاته باءت بالفشل لحد ليلة 7 نوفمبر سنة 1974..

في الليلة دي اللورد ريتشارد فضل يلعب قمار لحد ما خسر 104 الف جنيه كان سالفهم من اللورداية والدته، فدفن خيبته داخل زجاجة براندي وفضل يشرب حتى سقطت عيناه من السكر، وبعدها طلع على احد الحدادين واشترى منه ماسورة نحاس وراح لافف عليها شريط لاصق وخد سيارته وطلع على بيت طليقته وقد امتلأت عيناه بشرور بالشر والجنون لإنه في الليلة دي قرر ينهي حياتها علشان يحتفظ بأبناؤه وفضل ساعتين يراقب البيت وكعادة المجتمع الانجليزي وقتها انهم على الساعة 8-9 مساءا لازم يشربوا دور شاي انجليزي ومعاها قطع بسكويت بالزبدة فكان عارف ان طليقته هتنزل المطبخ بعد ما تنيم العيال علشان تعمل دماغ شاي سيلاني..

الساعة ٠٨:٥٥ لمح جوه البيت زوجته نازلة من على السلم وداخلة المطبخ فراح هاجم عليها وعالجها بضربة من الماسورة ولما وقعت عالأرض شالها ونزل بيها على القبو وهنا سمع صوت زوجته جاي من الدور العلوي بتنادي على واحدة اسمها ساندرا فاستغرب امال مين اللي ضربها دي ولما مسح الدماء عن وجهها شاف انها مش طليقته وكانت بدأت تفوق من اثر الضربة فسألها انتي مين فجاوبته انها الخادمة الجديدة واللي لسوء الحظ تشبه طليقته شكلا وتضاريسا فراح ماسك الماسورة ونزل على دماغها في عدة ضربات قوية ومتتالية وتركها وقد فارقت الروح الجسد..

بمجرد ما خرج من القبو وجد السيدة “فيرونيكا” في وشه نازلة على السلم فصرخت مفزوعة لما شافته والدماء تقطر من ماسورته ( النحاس طبعا ) فعالجها بضربة جت على كتفها وفضل تقاوم وهو يحاول لحد ما فجأة ذهب تأثير الخمر وفضلت تهدي فيه وتقول له هون عليك اللي اتكسر يتصلح ووعدته انها هتساعده في الهروب واخفاء الجثة وطلبت منه يطلع يستناها في غرفة نومها لحد ما تجيب ليه فوطة ساخنة علشات تزيل اثار الدماء ولما طلع استغلت الموقف وطلبت الشرطة..

لما الشرطة وصلت كان اللورد مش موجود وبمطابقة البصمات اللي على الماسورة واثار الدماء اتاكدوا انه هو القاتل وعلى الفور بعثوا شارة بأوصافه وصورته لكل الاقسام والصحف واحب اقولك ان الحادثة زلزلت المجتمع الإنجليزي وده لإن اللورد ريتشارد كان وغدا عذب اللسان انيق من سلاسلة عريقة معروفة بسمعتها الطيبة علاوة على ذلك انه كان من مشاهير ونبلاء المجتمع لدرجة الكاتب ” ايان فلمنج” كان مرشحه لدور افلام جيمس بوند نظرا لوسامته وقامته الرياضية..

علشان مطولش عليك اللورد بعث رسالة بعدها بيومين بيقول انه فوجئ برجل غريب جوه البيت قتل الخادمة وحاول يقتل مراته لولا تدخله، وطبعًا محدش صدقه وبعدها اختفى تمامًا وعبثًا حاولوا يدوروا عليه في جميع انحاء إنجلترا نظرًا لأهمية القضية للرأي العام ومفيش فايدة..!

واحب اقول لك انه على مدار 40 سنة لم يتوقف البحث عنه يومًا، ورصدت الحكومة مكافاة للي هيقبض عليه ومن هنا انطلقت آلاف الرسائل والبلاغات من أناس كلهم بيدعوا انهم قبضوا عليه وده زود الضغط على الشرطة وانقلبت البلد والحكومة والصحافة تحاول انها توصل لاي طرف خيط دون جدوى..

القصة لسه هتزداد اثارة فركز….

اختفاء اللورد وجريمته متوقفتش عن الحد ده لإن اختفاؤه كان وبال على ناس كتير فمثلا بعد الجريمة بكام شهر واحد اتصل بالشرطة وقال لهم انه عطر فيه ولما وصلوا وجدوا انه مش هو ولكن مطابقة البصمات فجرت مفاجأة سمينة المحتوى وهي ان اللي قدامهم ده هو ” ستون هاوس” وزير الإتصالات السابق اللي كان بيحب حسناء لعوب من استراليا فقام بتزييف موته علشان يهرب معها..

40 سنة بيدوروا عليه لحد ما الورثة نجحوا انهم يستصدروا امر بإعلان وفاته علشان الميراث وجاء عام 2012 علشان يحل اللغز لما طلع شقيقه وقال ان اللورد هرب على افريقيا وعاش ومات فيها ووراهم الصورة الحديثة ليه تحت دي علشان يثبت صحة كلامه..

قصة اللورد كانت من اشهر الجرائم في انجلترا وتقريبا مفيش مدير للشرطة طوال الاربعين سنة الا وحاول يعرف مكان اللورد طمعا في ترقية وسبق مهني لدرجة ان اتعمل ليه موقع مخصوص( lordlucan.com) بينشروا فيه كل تفاصيل القضية وبينزلوا صور ليه كل فترة مستخدمين برنامج زي Faceapp كده علشان يسهلوا للناس انهم يعرفوه حتى صحيفة “Daily mail” نزلت الصورة اللي تحت دي اول ما التطبيق نزل علشان تساعد الناس ولكن دون جدوى..

واتعمل مسلسل جميل عن قصته اسمه ” My Husband, the truth” وعشرات الافلام الوثائقية ومئات النظريات والكتب والروايات اللي بتحلل وتتوقع مكان هروبه..

جدير بالذكر انه توجد نظريات كتير بتقول ان ممكن يكون ممتش ولا حاجة وانه لحد دلوقتي حي يرزق يرمق العالم في سخرية وقد نجى بفعلته..

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading