العاصمة

أسطورة عقدة اوديب

0

إيمان العادلى

كثير منا سمع بعقدة اوديب في اﻻدب اليوناني القديم ولكن هناك من ﻻيعرف من هو اوديب وماهي عقدتة ..!
تعد أسطورة أوديب من أشهر الأساطير اليونانية التي حظيت بالكثير من الدراسات والمعالجات الأدبية والمسرحية وغيرها على يد الكتاب والأدباء قديماً وحديثاً، من الشرق والغرب، فثمة ما يقارب من خمسين مسرحية حول هذه الأسطورة لكتاب غربيين من القديم والحديث، ومن العرب أيضاً. كما ظهرت هذه الأسطورة في ملحمتي الإلياذة والأوديسية للشاعر اليوناني هوميروس

وفي العصر الحديث عقدة أوديب مفهوم أنشأه سيجموند فرويد، و استوحاه من أسطورة أوديب الإغريقية، و هي عقدة نفسية تطلق على الذكر الذي يحب والدته و يتعلق بها و يغير عليها من أبيه فيكرهه، وفي نظرية التحليل النفسي فإن مصطلح عقدة أوديب يدل على المشاعر و الأفكار و الأحاسيس التي تبقى مكبوتة في العقل الباطن للطفل تجاه أمه، فهي من أهم الاكتشافات …

. تتلخص الأسطورة كما يلي:

أخبرت عرافة معبد “دلفي” يوماً ملك مدينة طيبة اليونانية “لايوس ” وزوجته “يوكاستا .. أن ابناً لهما سيولد وقد قدر له أن يقتل أباه ثم يتزوج بأمه، وعندما ولد الصبي قرر الوالدان التخلص منه مباشرة، فأمر الملك أحد أتباعه بأن يترك الصبي في العراء حتى يموت، إلا أن هذا التابع رأف بحال الصبي فأودعه عند راع من مدينة كورنثة .
أخذ الراعي الطفل إلى ملك المدينة “بوليبوس” الذي لم يرزق بذرية من زوجته “ميروبي ” فقاما بتربية الطفل كابن لهما وسمياه بهذا الاسم “أوديب”.

عندما كبر الصبي وأصبح شاباً، أشار إليه بعض الفتية في المدينة بأنه ليس ابناً حقيقياً للملك والملكة، فحاول أوديب تكذيبهم بأن ذهب إلى معبد دلفي ليتعرف على ميلاده، إلا أنه صعق عندما سمع بالنبوة التي تقول بأنه سوف يقتل أباه ثم سيتزوج من أمه، فقرر أوديب ترك بلاده التي عاش فيها معتقداً في قرارة نفسه أنه ابن ملك كورنثة وملكتها.

يصل أوديب إلى مفترق طرق ثلاثة، إحداها تفضي إلى مدينة طيبة، فيصادف عربة فيها راكب ومعه أتباعه، فينشب نزاع بينه وبين راكب العربة فيقوم أوديب بقتله وقتل أتباعه، إلا أنه يبقي على حياة واحد منهم فقط. لم يدرك أوديب حينها بأن الراكب الذي قتله كان أباه الحقيقي.

واصل أوديب المسير إلى مدينة طيبة، ولدى وصوله إلى أبواب المدينة تفاجئ بوجود مخلوق خرافي له جسم أسد وأجنحة ورأسه رأس امرأة. كان هذا المخلوق قد أنزل لعنة على المدينة، ولم يكن يسمح لأحد بالمرور إلا إذا أجاب عن هذا اللغز وهو: ما الشيء الذي له صوت واحد ويمكن أن يكون بأربع أرجل أو برجلين أو ثلاث؟.
سأل المخلوق أوديب عن حل اللغز الذي لم يستطيع أحد الإجابة عليه، فأجابه أوديب “الإنسان”، فهو يحبو على أربع وهو طفل، ثم يمشي على رجلين، وفي الكبر يحتاج إلى عصا يتوكأ عليها ليمشي.

أسهم أوديب في مقتل المخلوق الذي كانت حياته مرهونة بحل اللغز، عندئذ دخل المدينة واحتفل أهلها به احتفال الأبطال لأنه خلصهم من ذلك المخلوق وأزال اللعنة عن المدينة، فقاموا بتتويجه ملكاً عليهم وزوجوه من أرملة الملك الراحل الملكة ” يوكاستا”.

أوديب يقتلع عينيه بعد معرفة الحقيقة

أنجبت له الملكة ولدين وبنتين، ثم حلت لعنة جديدة على طيبة، حيث عم الجفاف، ثم جاء وباء سبب عقماً لنساء المدينة. حينها استشار أوديب عرافة دلفي فأخبرته بأن سبب الوباء جريمة ارتكبت قد لوثت المدينة، وأن ارتفاع البلاء يكون بالتخلص من قاتل الملك “لايوس”. يشرع أوديب بالبحث عن قاتل الملك، فتحصل حوادث متلاحقة فيها تطورات ومفاجئات يظهر خلالها التابع الذي نجا من القتل حين تركه أوديب، ويظهر أيضاً الراعي الذي أعطى أوديب عندما كان طفلاً لملك كورنثة. حينها تنجلي الأمور عن الحقيقة المفزعة والأليمة، فتقل الملكة ” يوكاستا” نفسها، ويفقأ أوديب عينه، ويستلم الحكم صهره “كريون ويبتعد أوديب عن طيبة فيتيه في البلاد حتى يصل إلى كولونوس إحدى ضواحي أثينا ليموت هناك فيدفنه ملك أثينا “تيسيوس
صورة الفازة المحفوظة في متحف اللوفر والتي تصور شكل المخلوق الذي قتله أوديب. ..

اترك رد

آخر الأخبار