العاصمة

أسرار الطب من مصر القديمه

0

كتبت /داليا السيد العربى
الشرقية

ذكر المؤرخ مانيتون ان الملك “عحا” ثانى ملوك الاسرة الاولى كان يمارس الطب

وبقيت كتاباته في التشريح حتى القرن الثالث قبل الميلاد ومنذ الاسرة ال3 كان

يوجد جراحون يسمون “كهنة سمخت” ويطلق على الطبيب حينذاك اسم “سنو”

والرمز الهيروغليفي لهذه الكلمة مكون من قنينة ومشرط.

ومن الروايات الماثورة ان الحكيم ايمحتب وزير ومهندس الملك زوسر فى الاسرة

ال3 كان طبيب ماهر ويعني اسمه “الاتى في سلام”

وبالرغم من عدم وجود نصوص معاصرة له تذكر مزاولته لمهنة الطب الا انه عبد كاله ل

في العصور المتاخرة والعصر اليونانى الرومانى وشبهوه باسكليبيوس اله الطب

عند الاغريق.
وايا كانت الحقيقة التاريخية لهذه

المعتقدات فانه يتضح من عدد الأطباء ان الطب كان علم مزدهر في مصر منذ الدولة

القديمة وأن كثيرا من البرديات الطبية الموجودة واقدمها من الدولة الوسطى

ربما ترجع الى مؤلفات اقدم من الدولة القديمة .

جاء بعد ايمحتب العديد من الاطباء الذين لم يصلوا الى منزلته رغم شهرته مثل

الطبيب “ايري” من الدولة القديمة الذي ذكر اسمه في مقبرة بالقرب من اهرامات

الجيزة وكان طبيب للرمد .. ولقب “بطبيب القصر الملكى” بل “مفتش اطباء القصر”

وهناك طبيب ذاع صيته في الدولة القديمة وهو “نى عنخ رع” رئيس اطباء البلاط

العليم باسرار الملك اليومية
وفى عهد الملك ساحورع من الاسرة ال5

جاء ذكر طبيب اخر وهو “نى عنخ سخمت” الذي كافاه الملك باقامة لوحه له

مثل فيها الطبيب حامل صولجانين ومرتديا جلد النمر

وفى الاسرة السادسة نرى طبيب اخر للبلاط يدعى “خوى” يحمل لقب رئيس

اطباء مصر العليا والسفلى وكان في نفس الوقت رئيسا لكهنة هرم الملك تيتي.

اما فى الدولة الحديثة فقد ذاع صيت الطب المصري في الخارج وذلك لقيام

احد اطباء بلاط الملك امنحتب الثاني بعلاج امير سوري .. وكذلك ارسال طبيب

كبير وتمثال لمعبود الشفاء “خنسو” الى اميرة “باختان” في عصر الملك رعمسيس الثاني.

وأشار هوميروس الى الفاعلية التى اتصفت بها الادوية والمعرفة المصرية فقد

ذكر ان هيلين (الحضارة الهلينية وهي مستمدة من كلمة هلين وهي الاسم العرقي

الذي يطلقه اليونانيون على أنفسهم نسبة الي جدهم الأسطوري هيلين) قد تعلمت

تحضير المشروبات الطبية في مصر كما قبل ان الكهنة المصريين هم الذين عملوا

تيلز الملطى مؤسس مدرسة الطب الايونية .
بالاضافة الى تفضيل دارا الفارسى كان يقدر قيمة الطب المصري فقد امر

“اوجارحرسنت” ان يعيد مدرسة الطب في سايس الا ان النقل من علم الطب المصري

قد بلغ مداه بعد فتح الاسكندر واصبحت الاسكندرية البوابة التى نقلت من خلالها

المعلومات الماثورة عن الاطباء المصريين الى الغرب وبالرغم من ان معظم الاطباء

كانوا من الرجال الا انه قد ذكرت لنا حالة فريدة لعمل احدى السيدات بالطب

وقام المصريون بانشاء مدارس الطب فى الجهات الاكثر شهرة وعمرانا في مصر

وكان من بينها مدارس منف و اون وطيبة وسايس
ويقول هيرودوت: “انه كان من النظم

السائدة في هذه المدارس ان كل واحد من الاطباء يختص بعلاج مرض واحد لا يعالج

غيره وفريق يختص بعلاج امراض العيون وفريق يختص بامراض الاسنان وطبيب

الامعاء وطبيب الاضطرابات الداخلية” .. وذكر هوميروس في كتابه حيث قال “ان

الرجال في مصر اكثر مهارة في الطب من جميع الشعوب”

وكان هناك اربعة انواع من الاطباء: “الباطنيون والجراحون واطباء الرمد

واطباء الاسنان والبرديات الطبية التى وصلتنا ما هى الا مقتطفات وملاحظات

من المجموعات الاصلية ويظهر انها بنيت على التخصص وهى مكتوبة بالهراطيقية

ومنسوخة من اصول اقدم اهمها:
1- بردية كاهون (1900ق.م)

وهى اقدم بردية من نوعها في ثلاث صفحات تضم الصفحتان الاولى والثانية

سبعة عشر تشخيص في امراض النساء وتضم الصفحة الثالثة سبع عشرة علامة للتاكد من الحمل ونوع الجنين.

2- بردية ادوين سميث (1600 ق.م)
وتحتوى على كتاب الجروح الذي يشمل

ثمانية واربعين حالة في تشخيص جراحة العظام والجراحة العامة وهو مقسم تبعا

لتقسيم الجسم فيبدا بالراس حتى العمود الفقرى وكان يشمل في الاصل كل اجزاء

الجسم ولكنها تختتم بعبارة ناقصة وفضلا عما يتسم به هذا الجزء من نظام العرض

فانه يتميز كذلك بالتبويب المنطقى المرتب ويلاحظ ان طريقة العرض في هذه البردية

تتسم بالنظام والدقة فكل حالة تبدا بالاتى: “تعليمات بشان” … ثم يجيء الفحص

ويبدا بالعبارة “اذا فحصت رجلا” … ويتبعه التشخيص … “قل فيما يخصه انه

يشكو من” ثم التوقيع ان كان سيشفى او مشكوك في ذلك او ميئوس من الشفاء

بالعبارات : “ساعالجه او ساكافحه او لن اعالجه” … وقال عالم الاثار برسيد: ان

هذه البردية تعد اقدم ما كتب في العالم عن الجراحة

3- بردية ايبرس (1555 ق.م)
وهى اطول البرديات ووصلت الينا كاملة

ويظهر انها منسوخة من عدة مصادر وتبدا البردية بالعبارة الاتية : “هنا يبدا قرطاسي

تحضير الادوية لكل اجزاء الجسم” وهى مقسمة الى تسعة اجزاء :

ال جزء الاول:- تعاويذ وادعية
الجزء الثانى:- الامراض الباطنية وعلاجها .

الجزء الثالث:- امرض العيون
الجزء الرابع :- امراض الجلد

الجزء الخامس:- امراض الاطراف .
الجزء السادس :- امراض الراس والاسنان

واللسان والانف والاذن كما يشتمل على تكوين مستحضرات التجميل.

الجزء السابع:- امراض النساء
الجزء الثامن:- امراض القلب والاوعية

الدموية
الجزء التاسع:-الامراض الجراحية

وبالرغم من ان جزء كبير من بردية ايبرس عبارة عن وصفات وتذاكر طبية الا ان بها

وصف لبعض العمليات الجراحية
4- بردية هرست ( 1550 ق.م )

وتحتوي على مائتين وخمسين تشخيصا عدد كبير منها يعالج العظام المكسورة

وعضة الحشرات والحيوانات .
5- بردية برلين الطبية (1550 ق.م)

مكونة من احدى وعشرين صفحة تحوى تشخيصات لامراض شتى وطرق علاجها

وبها مائة وسبعون تذكرة طبية بتوصيف وعلاج من المرض وبيان عن الاوعية

والشرايين و دورة الدم وبحث دقيق عن امراض النساء وخاصة عن التاكد من

الحمل وعمل التجارب لمعرفة نوع الجنين ان كان ذكرا ام انثى عن طريق بول

الحامل .
6- بردية لندن ( 1500 ق.م )
تحتوى على بعض الوصفات الطبية

والتعاويذ وكتاباتها الاصلية ممسوحة وكتب عليها من جديد مما جعل قرائتها

غير ميسرة .
7- بردية كارلزبرج(ق.م)

وتختص بامراض الرمد
8- بردية ليدن

وهى تتحدث عن الوقاية من الامراض ومنع انتشار العدوى .

وكان المصريون يعرفون عدد كبير من الامراض الشائعة ويقول ديودور الصقلي:

“وهم يتقون الامراض بالمحافظة على صحة اجسامهم وذلك باستخدام الملينات

وبالصوم والمقيئات كل يوم في بعض الاحيان وكل ثلاثة ايام او اربعة في

البعض الاخر وذلك لانهم يقولون ان الجزء الاكبر مما يدخل الجسم من طعام يزيد عن

حاجته وان الامراض انما تنشا من هذا القدر الزائد”

ويقول هيرودوت: “ان المصريون كانوا يطهرون اجسامهم كل شهر ثلاثة ايام

متوالية ويعملون على حفظ صحتهم بالمقيئات والحقن الشرجية بانهم يظنون

ان جميع ما يصيب الناس من الامراض انما ينشا مما ياكلون من الطعام”

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading