العاصمة

أثر نعمة المال على الأفراد والمجتمع

0

كتب اسلام محمد
ان من أعظم نعم الله على الناس نعمة المال به يقضي الإنسان حاجته وبه ينال رغبته وبه تستقيم شؤونه في

الحياة وهو زينة الحياة
قال تعالى الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يقول القرطبي في تفسيرة وإنما كان المال زينة الحياة الدنيا لأن في
المال جمالا ونفعا
وجاء في تفسير الشعراوي(
تلك هي العناصر الأساسية في فتنة الناس في الدنيا: المال والبنون، لكن لماذا قدَّم المال؟ أهو أغلى عند الناس من
البنين؟ نقول: قدَّم الحق سبحانه المال على البنين، ليس لأنه أعزُّ أو أغلى؛ إنما لأن المال عام في المخاطب على
خلاف البنين، فكلُّ إنسان لديه المال وإنْ قلَّ، أما البنون فهذه خصوصية، ومن الناس مَنْ حُرِم منها.
كما أن البنين لا تأتي إلا بالمال؛ لأنه يحتاج إلى الزواج والنفقة لكي يتناسل ويُنجب، إذن: كل واحد له مال، وليس
لكل واحد بنون، والحكم هنا قضية عامة، وهي: {المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا..} فلا ينكر عاقل ما للمال من
أهمية وقيمة في تيسير أمور الحياة والنهوض بالأفراد والمجتمعات لتحقيق حياة كريمة
فالمال قوام الحياة الإنسانية وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا
فمن خلال المال يستطيع الإنسان أن يحقق أهدافه وغاياته ويقضي به كل حاجاته فنعم المال الصالح لرجل
الصالح يقول سفيان الثوري المال سلاح المؤمن
والمال في الإسلام وسيلة لا غاية فهو وسلة لعبادة الله تعالى وحده ولاعمار الأرض ولتحقيق الصلاح والإصلاح
ومتى تعامل الإنسان مع المال على أنه وسيلة لا غاية كان نعمة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم المال
الصالح لرجل الصالح
اما اذا استخدم المال في الفساد والشر فقد اخبر النبي كما من حديث
هريرة  قال: قال رسول الله ﷺ: تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إنْ أُعطِي رضي، وإن لم يُعطَ لم
يرضَ رواه البخاري.
والإسلام حد المؤمن على السعي في تحصل المال وكتسابة من طرق حلال ليس فيها ظلم ولا اعتداء
قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
عن أبي هريرة  قال: قال رسولُ الله ﷺ:إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المُرسلين؛
فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، وقال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ
طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172]، ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب،
ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له؟! رواه مسلم.
وحذر الإسلام من الأموال المحرمة لما فيها شر ووبال على صاحبها في الدنيا والآخرة اما في الدنيا فقد تكون خسارة
في الأموال ومحق البركة منه واما في الآخرة فلا يدخل الجنة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به
ومن صور الأموال المحرمة
استباحة المال العام
ان حرمت المال العام أشد حرمة من المال الخاص لكثرة الحقوق المتعلقة بة ولذلك حذر الإسلام من اتلافه او سرقته
او الاعتداء عليه بأي صورة من صور
قال تعالى ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
ان حماية المال العام ضرورة شرعية لا بد منه لأن به تدار شؤن البلد والعباد ويعتبر الاعتداء علية اعتداء على حقوق
المجتمع كلة بأسرة ولأن الذي يسرق من المال العام فإنه يسرق من مال الناس كله وعلية اثم كل من له حق في هذا المال فسرقت المال العام أعظم حرمة من سرقة المال الخاص
ومما يدل على حرمت الاعتداء على المال العام عن أبي حُميد الساعدي قال: استعمَل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجلاً من بني أسد يُقال له: ابن اللُّتْبيَّة – قال عمرو وابن أبي عمر: على الصدقة – فلمَّا قَدِم، قال: هذا لكم، وهذا لي أُهْدِي لي، فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على المنبر، فحَمِد الله وأثْنَى عليه، ثم قال: ((ما بال العامل نَبعثه فيأتي، فيقول: هذا لك وهذا لي، فهلاَّ جلَس في بيت أبيه وأُمِّه، فيَنظر أيُهْدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلاَّ جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة تَيْعَر))، ثم رفَع يديه؛ حتى رأَيْنا عُفْرتَى إبطَيه: ((ألا هل بلَّغْت؟!)) ثلاثًا؛
ان المال العام امانة لد أفراد المجتمع فيجب عليهم ان يحافظ على هذه الأمانة ويراعي حقوقها قال تعالى
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
فالمال العام ليس ملك لواحد من أفراد المجتمع أو لعائلة او غير ذلك فهو ملك للجميع لجميع أفراد المجتمع والوطن والقائمون علية هم أمناء في حفظه وتحصيلة وصرفه لاهله فلا يحق لأحد أن يعتدي علية ولا ياخد ما ليس له به حق لأن ذلك خيانه وظلم لناس جميع
والمتآمل في حياة الناس اليوم يرى اننا نعيش في زمان كترة فيه الاعتداء على المال العام من سرقة او اختلاس او تضيع وقت العمل الذي يتقاضى عليه اجر او استغلال المال العام لأغراض شخصية وبوضع اليد على الأراضي المملوكة ظلما عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”من ظلم من الأرض قيد شبر طُوقه يوم القيامة من سبع أرضين”
اكل أموال الناس بالباطل
فكما حرم الإسلام الاعتداء على المال العام حرم الاعتداء على المال الخاص باي نوع من أنواع الاعتداء بالسرقة او او بالغصب قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وفي حديث مسلمقول الرسول صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
فاكل المال بالباطل في هلاك لصاحبة كما هلك قوم شعيب قال الله تعالى
{وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) فكان جزاؤهم الهلاك قال تعالى وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)} [هود:
اكل مال اليتيم
حذر الإسلام من اكل أموال الأيتام
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ
جاء في تفسير القرطبي
قوله تعالى : فأما اليتيم فلا تقهر أي لا تسلط عليه بالظلم ، ادفع إليه حقه ، واذكر يتمك قال الأخفش . وقيل : هما لغتان : بمعنى . وعن مجاهد فلا تقهر فلا تحتقر . وقرأ النخعي والأشهب العقيلي( تكهر ) بالكاف ، وكذا هو في مصحف ابن مسعود . فعلى هذا يحتمل أن يكون نهيا عن قهره ، بظلمه وأخذ ماله . وخص اليتيم ; لأنه لا ناصر له غير الله تعالى فغلظ في أمره ، بتغليظ العقوبة على ظالمه . والعرب تعاقب بين الكاف والقاف . النحاس : وهذا غلط ، إنما يقال كهره : إذا اشتد عليه وغلظ . وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي ، حين تكلم في الصلاة برد السلام ، قال : فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه – يعني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوالله ما كهرني ، ولا ضربني ، ولا شتمني . . . الحديث . وقيل : القهر الغلبة . والكهر : الزجر .
ودلت الآية على اللطف باليتيم ، وبره والإحسان إليه حتى قال قتادة : كن لليتيم كالأب الرحيم . وروي عن أبي هريرة أن رجلا شكا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – قسوة قلبه فقال : ” إن أردت أن يلين ، فامسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين ” . وفي الصحيح عن أبي هريرة : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين ، وأشار بالسبابة والوسطى .
ومن حديث ابن عمر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ” إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب ، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ، اشهدوا أن من أسكته وأرضاه ؟ أن أرضيه يوم القيامة ” . فكان ابن عمر إذا رأى يتيما مسح برأسه ، وأعطاه شيئا . وعن أنس قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : من ضم يتيما فكان في نفقته ، وكفاه مؤونته ، كان له حجابا من النار يوم القيامة ، ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة . وقال أكثم بن صيفي : الأذلاء أربعة : النمام ، والكذاب ، والمديون ، واليتيم .
وقال الله تعالى
إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا
بين الله عز وجل أن من أكل مال يتيم ظلما فإنما يأكل في بطنه نارا; ولهذا قال : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) قال ابن كثير أي : إذا أكلوا أموال اليتامى بلا سبب ، فإنما يأكلون نارا تأجج في بطونهم يوم القيامة . وثبت في الصحيحين من حديث سليمان بن بلال ، عن ثور بن زيد عن سالم أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” اجتنبوا السبع الموبقات “قيل : يا رسول الله ، وما هن ؟ قال : ” الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ” .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبيدة أخبرنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، حدثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا : يا رسول الله ، ما رأيت ليلة أسري بك ؟ قال : ” انطلق بي إلى خلق من خلق الله كثير ، رجال ، كل رجل له مشفران كمشفري البعير ، وهو موكل بهم رجال يفكون لحاء أحدهم ، ثم يجاء بصخرة من نار فتقذف في في أحدهم حتى يخرج من أسفله ولهم خوار وصراخ . قلت يا جبريل ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ” .
وقال السدي : يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وأنفه وعينيه ، يعرفه من رآه بأكل مال اليتيم

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading