العاصمة

أبطال من التاريخ الاسلامي مواقف نقلها التاريخ

0

للكاتبة د/ولاء أيمن
الزبير بن العوام
رضي الله عنه

أبو عبد الله حواريّ رسول الله صل الله عليه وسلم ، وهو ابن عمة رسول الله صل

الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد

الستة أصحاب الشورى بعد مقتل عُمر. ولد الزبير بن العوام t سنة 28 قبل الهجرة،

وقد أسلم بمكة قديمًا على يد الصِّدِّيق، وكان عمره حينئذٍ 15 سنة، وعذّبه قومه

لإسلامه، فقد كان عم الزبير يعلقه في حصير، ويدخن عليه بالنار ليرجع إلى

الكفر، فيقول: لا أكفر أبدًا. هجرة الزبير بن العوام كان من المهاجرين بدينهم إلى

الحبشة، تزوج أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وهاجرا إلى المدينة، فولدت له

أول مولود للمسلمين في المدينة عبد الله بن الزبير t، ثم مصعب t. قلة رواية الزبير

بن العوام للحديث كان t حريصًا على ملازمة رسول الله صل الله عليه وسلم ،

إلا أنه لم يروِ الكثير من الأحاديث؛ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ t، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ

لِلزُّبَيْرِ t: مَا لِي لاَ أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ

مَسْعُودٍ وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا؟! قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً

“مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ”. من مناقب الزبير بن العوام 1- كان

أول من سلَّ سيفًا في سبيل الله؛ فعن عروة وابن المسيب قالا: أول رجل سلَّ

سيفه في الله الزبير، وذلك أن الشيطان نفخ نفخة، فقال: أُخذ رسول الله صل الله

عليه وسلم . فأقبل الزبير t يشق الناس بسيفه، والنبي صل الله عليه وسلم بأعلى

مكة. 2- حواري رسول الله r؛ فعَنْ جَابِر بن عبد الله t قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صل الله عليه

وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ: “مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟” قَالَ الزُّبَيْرُ t: أَنَا. ثُمَّ قَالَ: “مَنْ

يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟” قَالَ الزُّبَيْرُ t: أَنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم : “إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ

حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ”. 3- نزلت بسيماه الملائكة؛ فعن عروة بن الزبير -رضي الله

عنهما- قال: كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزل جبريل على سيماء

الزبير. 4- في “يوم قريظة” جمع له رسول الله صل الله عليه وسلم بين أبويه؛ فَعَنْ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -رضي الله عنهما- عَنِ الزُّبَيْرِ t قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صل الله

عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: “بِأَبِي وَأُمِّي”. الزبير بن العوام في غزوة بدر كان

الزبير t أحد مغاوير الإسلام وأبطاله في يوم الفرقان، وكان على الميمنة، وقد قتل

الزبير في هذا اليوم العظيم عبيدة بن سعيد بن العاص، كما قتل السائب بن أبي

السائب بن عابد، ونوفل بن خويلد بن أسد عمه. من أخلاق الزبير بن العوام كان وقافا

عند أوامر رسول الله عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -رضي الله عنهما- أَنَّهُ حَدَّثَهُ

أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم فِي شِرَاجِ

الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُرُّ. فَأَبَى عَلَيْهِ،

فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم لِ

“اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ”. فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ.

فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم ، ثُمَّ قَالَ: “اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ

الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ”. فَقَالَ الزُّبَيْرُ t: وَاللَّهِ إِنِّي لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ

{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65]. الزبير بن العوام

متوكلا على الله كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته، وحين

كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله t بقضاء ديونه قائلاً: “إذا أعجزك دين،

فاستعن بمولاي”. فسأله عبد الله t: “أي مولى تعني؟” فأجابه: “الله، نعم المولى

ونعم النصير”. يقول عبد الله t فيما بعد: فوالله ما وقعت في كربةٍ من دَيْنِهِ إلا قلت

: يا مولى الزبير، اقضِ دينه. فيقضيه.
والكثير والكثير من المواقف التي لا يسعنا

فيها إلا القول ما أعظم أصحابك يا رسول الله

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading