هذا ما جناه “ثيودوسيوس” على المصريين
كتبت إيمان العادلى
هو من أحرق مكتبة الأسكندرية القديمة تمر اليوم ذكرى ميلاد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول إذ ولد فى 11 يناير 347م وهو آخر إمبراطور للإمبراطورية الرومانية الموحدة حيث انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى شطرين بعد وفاته.
ويرتبط ثيودوسيوس بفصل كبير من الذاكرة التاريخية المصرية، إذ قام بتخريب وحرق العديد من المعالم التاريخية المصرية، ونقل بعضها إلى أوروبا كدليل على سيطرته على البلاد، ومن أبرز الجرائم التى قام بها ثيودوسيوس، ما ذكره عدة دراسات تاريخية هى أنه قام بإصدار أوامره بحرق مكتبة الإسكندرية القديمة، عام 391م، لما اعتقده أنها تحوى أفكارا وفلسفات ومؤلفات وثنية تخالف العقيدة المسيحية التى تتبناها كدين رسمى ووحيد فى الإمبرطورية الرومانية.
وتكشف دراسة بعنوان ” لغز الهرم الكبير” لـ انطوان بطرس، أن الإمبرطور الرومانى أيضا قام بهدم مكتبة إحدى المعابد بالإسكندرية والتى كانت تحتفظ بالكثير من المصادر القديمة، ولكن الحمى ضد الوثنية أدت إلى إغلاق المكتبة ومن ثم إحراقها بدورها.
وبحسب دراسة بعنوان “عن التعصب” للكاتب محمد الغزالى، فإن معارك المسيحية مع الأديان المصرية القديمة، بلغت ذروتها فى الإمبرطور ثيودوسيوس الأول الذى شن حملة مشددة ضد الوثنية وجميع معابدها فى أرجاء الإمبرطورية، وحصل أسقف الإسكندرية ثيوفيلوس على إذن بتحويل معبد ديونيسوس إلى كنيسة، وأرسل إلى الإمبرطور ثيودوسيوس يعرض عليه أمر هدم السيرابيوم وجاء الأمر سنة 391م، محققا لكل آمال الأسقف ثيوفيلوس، إذ أمر الإمبرطور بتدمير كافة المعابد الموجودة فى الإسكندرية.
وقام ثيوفيلوس ومن معه بضرب تمثال الإله سرابى، وتدمير المعبد قاموا بتحويل البناء إلى كنيسة القديس يوحنا المعمدان، كما نقل مسلة تحتمس الثالث التي كانت منتصبة بجوار معبد الكرنك فى طيبة إلي القسطنطينية ومن خلال تقسيمها إلي ثلاث قطع وإعادة تركيبها مجددا ولا تزال موجودة حتى الآن، وبحسب كتاب ” الدليل السياحي لمدينة أسطنبول” تأليف خليل ارسين اوجي، جاء الغرض من نقل المسلة هو إظهار سيطرة الإمبرطورية الرومانية الشرقية وتفوقها على مصر، وتوضح تفوق الحضارة الرومانية على ما سبقها من الحضارتين اليونانية والمصرية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.