مأساة صناعة صاحبة السعادة

إيمان العادلى

الكاكاو مع أنه من النباتات النادرة التي تزرع في غرب أفريقيا فقط ولا تزرع في أي

تربة ثانية ومع إن الشيكولاتة في أي مكان في العالم معتمدة بشكل أساسي علي

الكاكاو وأن ٧٠% من أنتاج كل شركات الشيكولاتة في العالم يعتمد علي مزارع كوت

ديفوار وغانا إلا أن بار الشيكولاتة الواحد يكلفك أقل من دولار واحد بما يعادل ١٠ جنية

مثلا

ألم تسأل نفسك لماذا هى رخيصة هكذا؟

لأنه من عام ٢٠٠٠م ومهمة جمع وحصد وفرز وتنقية الكاكاو من الأعشاب السامة والأشواك أعتمدت كليآ علي أستعباد الأطفال

الذي يترواح سنهم ما بين ٥ ل١٦ عامآ عمالة لا تكلفهم سوى نقود قليلة جدآ

يتم جمع الاطفال عن طريقين

الطريق الأول هو عن طريق الشراء من أهاليهم بمبالغ تتراوح بين ال٣٠ دولار ل٦٠ دولار للطفل الفقر يفعل أكثر من ذلك شراء

كامل بلا عودة

والطريق الثاني عن طريق عصابات خطف الاطفال وهي منتشرة بشكل موسع في مالي ويقوموا بخطف الأطفال من الشوارع

والمدارس والأتوبيسات و يقوموا بتقيدهم بحديد من أرجلهم لأجل أن يجدوا أنفسهم في مزراع الكاكاو.

المطلوب منهم أن يعملوا يوميا من ٦ صباحآ إلى وقت الغروب ويقوموا بضربهم وتعذبيهم حتى يعملوا بجد وأجتهاد وعملهم

هو حصد الكاكاو وتنظيفه من الأشواك السامة بأيديهم و تنظيف الغابات بالمنشار والسكينة و رش المبيدات من غير واقي

يحميهم و نقل المياه من المخزن للمزرعة ونقل أشولة الكاكاو الثقيلة بعد الأنتهاء منها إلى الأماكن المخصصة

وبعد كل هذا العمل الشاق يتعرضوا للأهانة والضرب ولا يأكلون سوى لقيمات حاف يرميها لهم صاحب المزرعة لعبيده من

الأطفال وفي أخر اليوم يتكوموا فوق بعض في كوخ خشب ضيق كل طفل ينام فوق خشبة ممنوع أى طفل أن يلعب وألا

سيتعرض للجلد وممنوع أن يتعلم و ممنوع أن يتكلم وممنوع أن يرى أهله أو يخرج من المزرعة إلى أن يموت

أصعب مافى الأمر بعد كل ما رويته أن ولا طفل منهم يعرف ماهى الشيكولاتة أساسآ لأنه لم يتذوقها طيلة عمره ولا يعرف

شكلها ولا يعرف هو ماذا يفعل أساسآ

ممكن أن يموت من كثرة العمل والأجهاد وعدم مراعاة أنه طفل يمرض ويتعب ولا يجد من يساعده ولو حتى بالدواء

فالتعب والمرض هنا لايهم أصحاب المزارع ولكن المهم ان كمية الكاكاو تصل للشركة في الميعاد والوقت المحدد

جيش من العمالة الرخيصة يقدم لك في الأخر بار شيكولاتة تأكله وتبتسم للحظات

طبعا موضوع الأستعباد هذا فضح عام ٢٠٠٠م عن طريق بعض رحلات الصحافيين لأفريقيا وأتهم الكونجرس شركات الشيكولاتة بأستعبادهم وكان هناك نائب أسمه إليون إنجل أقترح ان إدارة الأغذية والعقاقير تضع كلمة slaves free أو خالي من العبيد على الشيكولاتة بعد التخلص من مشكلة الأستعباد هذه ووافق مجلس النواب على هذا المقترح بعد ما الناس هاجت وأثارت الكثير من المتاعب بسبب أستعباد الأطفال لكن أتضح أن نفوذ أصحاب شركات الشيكولاتة أكبر بكثير مما نتوقع لأنهم تدخلوا ووقفوا هذا المقترح ووعدوا بحل مشكلة العبودية وأنهائها سنة ٢٠٠٥م لكنهم ظلوا يماطلوا فى تنفيذها إلى أن مرت ٢٠٠٥م وها نحن ذاهبين لعام ٢٠٢٠م وأزدادت العبودية.

لك ان تتوقع أن أرباح شركة شيكولاتة واحدة تصل ل١٠٠ مليار دولار سنويا أكثر من تجارة الهروين وأكبر من ميزانيات دول كثيرة
عزيزى القارئ

تذكر أن بار الشيكولاتة الواحد ساهم في أستعباد مليون و٨٠٠ الف طفل في مزارع الكاكاو في غانا وساحل العاج ووفاة نصفهم سنويآ بدون أى أجر ولا راحة ولا معالجة أمراضهم وأوجاعهم ولا تعليم لكن بالخطف من ذويهم وأهلهم وأستعبادهم وساهمت في تكبير الشركات المستفيدة في ٢٠١٥م وزاد عدد المستعبدين ل٥١% فأكثر بدلآ من ألغاء أستعباد هؤلاء الأطفال
فهل عزيزى القارئ لازلت عند وجهة نظرك آن الشيكولاته مصدر للسعادة