العاصمة

قصة قصيرة هكذا قلبى  بقلم : سامى علوان

0

طوال الوقت – الليل ، النهار – وأناملى تتحسس ، تتراقص على الحروف تتناقل فيما بينها تخط أجمل

الكلمات والمعانى والألحان على رسائل هاتفى ، أحمله بجوار قلبى رغم كثرة التحذيرات وأحس بنبضه

وأذنى تتلهف ، ترصد رنين رسائله ما بين اللحظة والأخرى .


أعيش على أوتار حروفها ما بين السطور ، نعيش معا رغم بعد المسافات وأحسه يفتح جناحيه ويطير

ويحلق من حولى .


لوهلة من الوقت ظننت انه سيحلم وأنا من يحقق أحلامه ، أراه من أمامى هنا وهناك بهمساته ونور عينيه

السمراوتان منذ ان رأيته أول مرة وهو يجلس على الطاولة داخل المقهى الكبير بمعطفه الأسود الثقيل

الذى يكاد أن يخفى وجهه الأبيض وحذاؤه الشتوى ذو الرقبة الطويلة وأمامه على الطاولة فنجان القهوة

تتصاعد منه الأبخرة ، رأيته بالأمس القريب يجلس على سجيته فى نفس المكان وما ان يحتسى رشفات

من القهوة حتى يغادر فى هدوء وكأنه ينسحب من الحياة ، أمسيت أنتظره وانتظرته ولم يأت ، انتظرته

طويلا يدفعنى الحنين إلى رؤياه وأخذت أبحث عنه هنا وهناك ، فى الطرقات ، فى الأسواق ، فى المقهى الكبير حتى وجدته يتوهج نور وجهه فتمنيت أن أعيش فى نور عينيه وأن أرى ابتسامته التى خلعت قلبى من مخدعه وأسرته من سباته العميق .
قابلته هذه المرة بشغف لم أعهده ، كانت لدى رغبة شديدة للتقرب إليه ، لم أكن أدرى ساعتها أن هناك شىء ما يجذبنى يدفعنى إليه بكل قوة .
اقتربت منه أحادثه ارتعشت شفتاى وارتجفت ونبض قلبى رغما عنى وتساءلت : ولماذا الآن ؟ .
ولماذا أنت ؟ .
ولماذا أنا ؟ .
فليس بيدى ، ليس بمقدورى .
ومنذ تلك اللحظة وانا أشهد حبه ، حنينه الذى يشبه النهر الصغير الذى يكابد فى صمت ليصنع طوفانه الصغير فيغمرنى بحبه وينأى بى بعيدا عن همساتهم وأعينهم .
يعرف ارتباكى فأنا لا أتحمل ان ترمقنى الأعين وتلوكنى الألسن وترفضنى العادات والتقاليد .
أصبحت أهيم بروحى من حوله لعلى ألمس نوره ليلة سقوط القمر فيعرفنى ويفتح جناحيه ، يضمنى ويحتضننى ، ثم أترك قلبى هائما من حوله وأنصرف حتى نلتقى من جديد ، تلامست الأنامل وكان لصدى حديثهما معا معنى جديدا من معانى الحب والوفاء لم أعهده من قبل .
قال لى ذات مساء : اعلمى أنك بعينى أجمل بكثير من عيناك ! ، انها الأرواح التى جمعتنا حينما رفرفت بجناحيها فى السماء حول المقهى الكبير فى تلك الليلة ، ساعتها أحسست أنى كم أعشقه ، وكيف لا أدرى ؟ .
اننى أثق انى أعرفك منذ زمن بعيد ، وكم انا مخلوق ضعيف أمام مشاعر تأججت بأعماقى ، وكم أخاف عليك ولا يرضينى عذابك من حبى .
عدت ، تراجعت خوفا عليه من ذلك الطوفان الجارف وابتعدت وابتعدت حتى اقتربت لأجد نفسى عالقة فى عالمه أذوب عشقا بحبه حتى أننى أرى القمر ساطعا فى وجهه ، فى منامى ، يقظتى .
رأيت الخوف فى عينيه خشية أن يفقدنى تسمرت فى مكانى عالقة بحبه لا أدرى أأقترب أم أبتعد .
ومرت الأيام وكلماته ما زالت عالقة فى مخيلتى تتردد على مسامعى ولم لا وإن أمكننى ان أفصل أرواحنا وأجسادنا عن بعضها ساعتها ساعتها فقط أستطيع أن أخبرك كيف كان وأنا ؟ ، وكيف يكون وأنا ؟ ، وكيف سنكون ؟ ، حتى رأيته يجلس معها على الطاولة داخل المقهى الكبير يتبادلا الحديث ، حاولت أن أقترب ، خذلنى سريعا فى الوقت الذى كان فيه كل شىء فى عالمى ، أحلامى ، منامى ، يقظتى .
.
إقتباسة
من قصة قصيرة
هكذا قلبى
المجموعة القصصية
رمادى اللون

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار