العاصمة

قصة قصيرة / اللعنة

0

بقلم /شيرين رضا

يسكن داخل كل منا ظلُ يُدعى الماضي كثيرا ما يبدو كقبلة نشعر بها قبل خلودنا

إلى النوم وأحيانا كعلكة ملتصقة بنا، مهما حاولنا التخلص منها عادت والتصقت بنا

مرة أخرى، ونحنُ الأن نرى ظلا يسكن جسد امرأة حاولت التخلص من ظلها

ولكنه لعنها أن يكون سجناً لها مدى الحياة.
ولم يكن أمامها سوى أن تنقل تلك اللعنة

معها لتصير لها وجهاً أخر
منزل قديم يسكنه الكثير من الظلال

وامرأة في العقد الثالث من عمرها تحولت عينيها لمصباح أضاء ممرا رُسم على

جدرانه الباهتة ظلها الملعون.
تقف الأن وسط حجرة قديمة اذابها

الزمن
تنظر حولها كلّ شيء كَما تركته، معطفها الأسودّ مُلقى على الأرض بجانب خزانتها .

. طاولتها المٌهشمة والمنثورة أجزائها فيّ أنحاء الغرقة.
الفراش مُبعثر، وادوات الرسم سُكبت

ألوانها، وتحولت للونِ قاتم برز في أرضيتها الخشبية.
تنظر أمامها مازال إطار تلك الصورة ا

مٌعلقا اعلى فراشها تتذكره جيدا.
تتذكر كيف اجبرها على رسمه وإلى الأن

علامات السوطُ مازالت على ظهرها تروي ألمها الذي لم يٌخمدّ بعد .
تنظر للوحة كان بها صورة لرجلِ شبه عارٍ

ممسك بيديه سوطُا ومن حوله تشتعل النيران وكأنه شيطانً وسط مملكته تراجعت للخلف قليلا لقد اصابها الدوار

مازالت الغرفة يفوح منها رائحته .. عطره، سجائره، حتى رائحة مشروبه السيء مازالت موجودة.. توقفت كانت تشعر

بأسياف الصمت تخترق أُذنيها، فأغمضت عينيها لتستمع لموسيقاه تلك المعزفة لـ

إرنستو كورتا زار كانت تُشعرها بالرهبة والتمزق فـ كلما استمعت إليها كانت

تنتظر كل ما هو سيء خٌيل لها أنه مازال موجودًا وممددًا على فراشه ومازال ينظر لها وهي واقفة كفراشة تبحث عن ضوء

تحاول الهروب إليه ولكنها عاجزة عن الحركة تنتظر منه العفو والأذنَ بالانصراف

ولكنه يأبى تحريرها تصلب جسدها كلوح من الثلج تمنت لو تستطيع الذوبان ولكن

يبدو أنه قد لعنَ روحها بالبقاءِ حبيسةً لهذه الغٌرفة وأن تكون ملعونة بظله للأبد

قصة قصيرة / اللعنة

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار