العاصمة

في يوم ما

0

بقلم مها دعدور
في يوم ما لا أعرف ميلاده و لا تاريخه
ولكن أذكر أحداثه و أحزانه الخالده

إعتقدت أنه يوم سماؤه صافيه
لم أعلم أن ارصاده مغايره
وجدت نفسي في بحر الحياه
أقود سفينه بلا دفه و لا أشرعه

سفينه تتقاذفها أمواج عاتيه
تارة ترتفع سفينتي علي أمواج عاليه

حتي بلغت بها عنان السماء فرأيت فيها
نجمة واحده في سماء باهتة غائمه

هممت بقطفها لتكون لي نورا و مرشدا في بحار غارقه
وما إن وصلت إليها و مددت يدي عليها لقطفها أو انتزاعها

فجأة انحسرت موجتي و غابت سفينتي في طريق واهيه

و ضعت يدي علي خافقي و دعوت ربي ألاّ تكون القاضيه
فاستجاب ربي لدعائي و منحني فرصة موالية
قلت لما لا أغوص في بحري و أخرج منه الكنوز الخافيه

فأبحرت و غصت و رأيت جمالا يذيب القلوب الحانيه
وعندما وصلت لكنوزي تقطعت أنفاسي وكاد يغيب عقلي
فأسرعت للصعود إلي سفينتي الطافية
وصلت لها و أنا متعبه شارده واهنه

حمدت ربي علي عودتي سالمه و قلت في نفسي
مالي أريد نجوم السماء البعيده و كنوز البحار المتناثرة
لما لا أري الجمال من حولي و أريد الوصول دائما
إلي أوهام و أحلام و رغبات عاسرة
ألا يكفيني أن تكون النجوم في سمائي بعيده
ولكنها تضئ لي طرائق ممتده في حياة قاتمه
ألا يكفيني ما أناله من درر البحار القليله

ولكنها بالنسبه لغير صعبة المنال غالية
لما إخترت الإبحار في بحار أمواجها عاتية
ولما أكون أنا ربان سفينة بلا خارطة طريق ولا أشرعة

لما أكون أنا صاحبة القرار و أواجه أمواج الحياه العاليه
بعد مرور الزمن و بعد أن حفر في وجهي خطوط غائرة
و بعد أن تهالك جسدي و أصبحت قواي خائرة
أخذت قراري عندما وجدت أنفاسي متقطعه متلاحقه

وقلت لما لا أترك السفينة لربان غيري له أهداف مغايره
أو لما لاأرسو بسفينتي علي شواطئ هادئه
الأن بعد أن ضاعت أيامي في صراع الأمواج

بل هو صراع و تلاطم في الحياه الزائفه
ما الفائده في تحقيق أحلام و أمنيات ما زالت عالقه
لملمت أحلامي و جمعتها و حفظتها في بوتقة واحدة
ألقيت بها في بحري لعل يوما ما يجدها ربان سفينة باحرة

فيعلم أن هناك احلام و أمنيات ملقاه في بحار الحياه
فتكون له موعظه بأن ليس كل ما يتمناه المرء يناله
فدائما هناك أحلام و أمنيات تناثرت و تلاطمت و إختلطت
بأمواج الحياه و ذهبت بعيده او أقوال أصبحت غارقه
فما الفائدة في كثرة الإبحار و مواجهة المخاطر في حياة زائفه
فليعلم كل قبطان و بحار أن البحار غادره
فلا أمن و لا أمان و لا إستقرار بها
فما أجمل أن ترسو سفننا علي شواطئ هادئه
شواطئ كلها امان و اطمئنان او أقول
شواطئ الإيمان و الهدوء و الراحه و السكون والسكينه

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار