فضل يوم عرفه وصيامه
كتبت / ناهد عثمان
فقد روى مسلم وغيره
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده.
والحديث يدل بظاهره على أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين.
ويستحب الإكثار من الأعمال الصالحة من صلاة نفل وصيام وصدقة وذكر وغيرها في أيام عشر ذي الحجة عموماً، وفي يوم عرفة على وجه الخصوص، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء. رواه البخاري.
وروى الإمام مسلم في “صحيحه” عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، إنه ليدني، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء ) .
وعند أحمد في “مسنده” و ابن حبان في “صحيحه” و الحاكم في “مستدركه” من حديث أبي هريرة : ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثًا غبرًا ) .
وروى ابن خزيمة و ابن حبان و البزار و أبو يعلى و البيهقي عن جابر رضي الله عنه، : ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثًا غبرًا ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يومًا أكثر عتقًا من النار، من يوم عرفة ) .
وفي مصنف عبد الرزاق من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، في حديث الرجلين اللَّذين جاءا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسألانه عن أمر دينهم، وكان من جوابه لهما: ( وأما وقوفك بعرفة، فإن الله تبارك وتعالى ينـزل إلى سماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوا شعثًا غبرًا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني، فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبًا، غسلها الله عنك ) .
وروى ابن عبد البر أيضًا، بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ( وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وكادت الشمس أن تؤوب، فقال: ( يا بلال انصت لي الناس ) فقام بلال ، فقال: انصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصت الناس، فقال: ( معاشر الناس، أتاني جبريل آنفًا، فاقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات ) فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاص، فقال: ( هذا لكم، ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة ) فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب
والله اعلم
أسأل الله جل جلاله أن يوفقنا وإياكم لطاعته وإتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولما يحب ويرضى وعلى صيام يوم عرفه امين يارب
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.