على الناس، والتكلُّم في أعراضهم. وقد ورد هذا في القرآن الكريم في قول الله تعالى: ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾
يعني: آذوكم بكلام شديد، والسلق: هو الأذى بسلاطة اللسان.
وحفظ اللسان مِن الصمت عن النطق بقبيح الكلام الذي يجلب غضب الله عز وجل فرض عين على كل مسلم ومسلمة؛
لأنه مِن الإيمان، كما جاء في السُّنَّة النبوية فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
(مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) رواه البخاري، ومسلم.
وقديمًا قالت الحكماء. في الصمت السلامة، وفى التكلُّم الندامة. وإذا كان الكلام مِن فضَّة فالسكوت مِن ذهب.
وعلى العاقل أنْ يربأ بنفسه عن مواقف الاعتذار؛ فلا يُطلق العنان للسانه يتكلَّم أيَّ كلام حتى لا يَجُرَّ على نفسه الوبال،
ويضع نفسه في مواقفَ حرجة. وفي الأمثال السائرة: لسانك حصانك، إنْ صُنته صانك، وإن أطلقتَه أهانك.
وجاء في السُّنَّة النبوية. عن أم حبيبة رضي الله عنها، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (كلُّ كلام ابن آدم عليه،
لا له، إلا أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو ذكر الله تعالى). رواه الترمذي.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (إذا أصبح ابنُ آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفِّر اللسان فتقول: اتَّقِ الله فينا فإنما نحن بك؛ فإنِ استقمتَ استقمنا، وإنِ اعوججتَ اعوججنا) رواه الترمذي، ومعنى تكفر اللسان؛ أي: تخضع وتذلُّ له بالقول نصحًا وتحذيرًا، فنجاة الإنسان في حفظ لسانه عن التكلُّم بما يُغضب الله والناس. وكثرة الكلام القبيح البذيء تميتُ القلبَ، وتجعل الصدأ يعلوه، والقسوة والنفاق يحلَّان فيه؛ فيبعد عن ربه، وينسى دينه وتعاليم نبيه، ويملُّ سماعَ الطيِّب مِن القول، ويحبُّ البذاءة والتطاول على الناس، وقد نهي الدِّينُ الإسلاميُّ مُعتنقيه، وشدَّد عليهم بأساليب شتَّى عن البُعد عن السفاهة وقُبح الكلام، وأمَرَهم بألا يقعوا في المهالك، ويخسروا الدنيا والآخرة إذا لم يبتعدوا عن الصفات الرديئة، التي تُورث العدواة والكراهية والحقد وتفشي الفساد في المجتمع. والله تبارك وتعالى يريد لبعاده أن يتصفوا ويتحلَّوا بمكارم الأخلاق، وصِدق اللسان… فاللهم زينا بمكارم الاخلاق