اسحق فرنسيس يقدم الوضع الراهن بعنوان مؤشرات التأسيس الثاني لداعش بواسطة admins 0 شارك على الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي في أكتوبر 2017 هزيمة تنظيم داعش في العراق، وتحرير الأراضي من أي سيطرة للتنظيم، ومطاردة فلوله، وذلك على خلفية الحملة التي شنتها القوات العراقية مدعومة بقوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في العراق، فإن ثمة تزايدًا للتوقعات في الآونة الأخيرة باستعادة التنظيم نشاطه، لا سيما بعد اندلاع الانتفاضة العراقية منذ أكتوبر 2019، وعدم قدرة القوى السياسية على وضع خريطة للطريق تسهم في تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية، وتتمكن من إنهاء حالة الطائفية المتجذرة التي أسهمت في تعميق الانقسام بين مكونات المجتمع، ومثلت أداة رئيسية لدعم النفوذ الإيراني في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين عقب الغزو الأمريكي، فضلًا عن اندلاع المواجهات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في العراق، بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ومهندس الأذرع الإيرانية الخارجية، في الثالث من يناير 2020، وهي عوامل شكلت بيئة مواتية تنامت معها التوقعات باحتمالية عودة التنظيم للمشهد العراقي بعد فترة من الكمون المؤقت لعناصره الإرهابية. § مؤشرات متعددة تنوعت المؤشرات التي عكست الاتجاه نحو سعي تنظيم داعش لاستعادة نشاطه في العراق، وهو ما يمكن تناوله من خلال التالي: 1- تنفيذ التنظيم عمليات متفرقة: مثّلت العمليات المتفرقة التي شنها التنظيم في الآونة الأخيرة ملمحًا رئيسيًّا يعكس مسعى التنظيم للعودة من جديد إلى الساحة العراقية، كان أبرزها تلك العمليات التي حملت بصمات التنظيم خلال التظاهرات العراقية التي اندلعت في عدد من الميادين والشوارع العراقية، والتي تطالب بإسقاط النخبة السياسية الحالية، كما شن التنظيم مطلع فبراير 2020 هجومين في محافظتي ديالي وصلاح الدين أسفرا عن مقتل أربعة عناصر من ميليشيا الحشد الشعبي. 2- تشكيل تنظيمات فرعية تسير على خطى داعش: منذ الإطاحة بتنظيم داعش والإعلان عن انتهاء دولته المزعومة في العراق وسوريا، بدأ مقاتلو التنظيم تشكيل تنظيمات فرعية صغيرة في المناطق والجيوب التي ظلوا موجودين فيها، ومنها على سبيل المثال تشكيل تنظيم الرايات البيضاء في العراق، وهو التنظيم الذي تشير إحدى الروايات إلى أن بداية ظهوره كانت في سبتمبر 2017؛ حيث ذكر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق العميد يحيى رسول، في فبراير 2018، أن تنظيم الرايات البيضاء هو مجموعة غالبيتها من الخارجين عن القانون، ويقطعون الطرق، ويهرّبون السلاح والنفط، ويضم مجموعة من الدواعش الفارّين من المعارك العسكرية التي شنها الجيش العراقي على مناطق تمركزه. 3- التحذيرات الدولية من استعادة التنظيم نشاطه في العراق: حذر الجنرال الأمريكي أليكسوس جرينكويتش في تصريحات صحفية له نهاية يناير 2020 -وهو القيادي الثاني في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش في العراق وسوريا- من إمكانية عودة تنظيم داعش إلى الصعود رغم إضعافه، إذا انسحبت القوات الأمريكية من العراق، وفي السياق نفسه أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة رئيس مكتب مكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، في مطلع فبراير 2020 أن أعداد الإرهابيين الأجانب في صفوف تنظيم داعش بسوريا والعراق تتراوح حاليًّا بين 20 و27 ألف شخص، وأنهم سيمثلون تهديدًا في الآفاق القريبة والمتوسطة والبعيدة. 4- التوقعات بشن عمليات جديدة للتنظيم: حذرت صحيفة واشنطن بوست في نهاية ديسمبر 2019 أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى إلى إعادة تأكيد وجوده في المناطق التي فقد السيطرة عليها بسوريا والعراق، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأكراد أن مئات وربما الآلاف من عناصر داعش شقوا طريقهم إلى منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة، تمتد على الحدود المتنازع عليها بين إقليم كردستان والعراق؛ بسبب الخلافات التاريخية، وتجذب أكبر تجمع معروف لمقاتلي داعش منذ أن فقدوا السيطرة على آخر معاقلهم في العراق. § عوامل متنوعة تتنوع العوامل -وفق المتابعين للشأن العراقي- والتي تشكل بيئة مواتية لاحتمالية استعادة التنظيم نشاطه على الساحة العراقية، والتي يمكن إبراز أهمها في التالي: 1- الانقسام السياسي في العراق: يشكل الانقسام السياسي في العراق منذ اندلاع الانتفاضة بيئة مواتية لعودة تنظيم داعش، لا سيما وأن القوى السياسية العراقية غير قادرة على إنهاء حالة الانقسام السياسي، كان أبرزها مؤخرًا فشل تكليف محمد علاوي في تشكيل الحكومة الجديدة بعد تقديم عادل عبد المهدي استقالته كأحد مطالب الحراك الشعبي في العراق. 2- تجذر الطائفية والتغلغل الإيراني: تمثل الطائفية المتجذرة أحد الروافد الرئيسية لحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في العراق، والباعث الرئيسي على تسويق مبررات التنظيمات الإرهابية وأفكارها المتطرفة، لا سيما وأن هذه الطائفية تُوَظَّف من قبل إيران التي تسعى لتثبيت ركائز مشروعها في دول الإقليم، من خلال تصدير الثورة كنموذج إسلامي أممي بزعامة الولي الفقيه، واستقطاب الحالة الشيعية غير الإيرانية، وهو ما حدث في سوريا والعراق ولبنان واليمن، أو ما بات يُعْرَف بهلال الهيمنة الشيعية، وهي المتغير الأهم المسؤول عن حالة الفوضى التي يعيشها العراق، والتي أسهمت في توظيف التنظيمات الإرهابية في صراعات النفوذ والهيمنة على القرار السياسي بالعراق، وفي مقدمتها قوات الحشد الشعبي. 3- الصراع الدولي والإقليمي في العراق: مثّل مقتل قاسم سليماني في عملية أمريكية نوعية تجسيدًا للصراع الدولي والإقليمي في العراق ، لا سيما وأن العملية جاءت في سياق الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والذي بدت بوادره في العديد من المؤشرات، أبرزها طلب مجلس النواب العراقي في جلسة استثنائية في 5 يناير 2020 من الحكومة العراقية إلغاء طلب المساعدة المقدم منها الى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش؛ وذلك لانتهاء العمليات العسكرية والحربية في العراق وفقًا لما جاء في نص البيان، كما طلب مجلس النواب أيضًا من الحكومة العراقية العمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية في الأراضي العراقية، ومنعها استخدام الأراضي والمياه والأجواء العراقية لأي سبب كان، في مقابل التصور السابق والمدعوم من إيران، فثمة رؤية مغايرة ترى أن الانسحاب الأمريكي ربما يُسهم في تأزيم الواقع الأمني، وعودة تنظيم داعش للواجهة؛ حيث حذر زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق في بيان له في 15 يناير 2020 من تكرار السيناريو السوري بالعراق، في حال انسحاب القوات الأجنبية التي تساعد القوات العراقية في مواجهة تنظيم داعش. والخلاصة أن حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في العراق، ومحاولات إعادة إنتاج الفوضى في ظل التنافس الإقليمي والدولي على الأراضي العراقية بين إيران والولايات شارك هذا الموضوع:تدوينةTweetTelegramWhatsAppطباعةالبريد الإلكترونيمشاركة على Tumblrمعجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط 0 شارك FacebookTwitterWhatsAppالبريد الإلكترونيLinkedinTelegramطباعة