استشهاد العشرات في غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين في خان يونس
ايمان العادلى
استشهد 29 فلسطينياً على الأقل مساء الثلاثاء خلال غارة
إسرائيلية استهدفت خياماً للنازحين خارج مدرسة في بلدة
عبسان شرقي خان يونس جنوبي القطاع، حسبما أعلن المكتب
الإعلامي للحكومة في غزة.
وكشفت مصادر طبية في مستشفى الناصر بخان يونس –
بحسب فرانس برس – أن غارة جوية إسرائيلية، استهدفت مساء
الثلاثاء بوابة مدرسة العودة بعبسان شرق خان يونس، بالإضافة
إلى مدارس أخرى تؤوي نازحين، مما أدى لاستشهاد أكثر من 20
شخصاً.
يأتي هذا في الوقت الذي يستمر فيه القتال العنيف في غزة،
حيث توغلت الدبابات الإسرائيلية في قلب المدينة، الثلاثاء، في
اليوم الثاني من الهجوم العسكري المتصاعد الذي بدأ ليل الأحد/الاثنين.
ودعا مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب
بوريل لضرورة “التوصل إلى وقف لإطلاق النار فورا لراحة مئات
المدنيين وتحرير جميع الرهائن وتقديم المساعدات الإنسانية”.
“هجوم عنيف”
وأعلن المكتب الإعلامي لحكومة حماس في قطاع غزة، الثلاثاء،
ارتفاع حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي، على سوق النصيرات
وسط القطاع، إلى 17 شهيدا بينهم 14 طفلا وامرأة.
وعمقت الدبابات الإسرائيلية توغلها في بعض أحياء مدينة غزة،
بما في ذلك الشجاعية وصبرا وتل الهوى، حيث أفاد سكان، يوم
الاثنين، عن وقوع بعض من أعنف المعارك منذ بدء الحرب.
وكانت إسرائيل قد أمرت السكان بالخروج من بعض أحياء غزة،
الاثنين، بعد ليلة من القصف المكثف.
وأظهرت لقطات جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي،
الثلاثاء عائلات مكدسة على عربات تجرها الحمير وشاحنات
مكدسة بالأغراض تتسابق في شوارع مدينة غزة، للفرار من
المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية.
ومدد الجيش الإسرائيلي أمر الإخلاء لجزء كبير من مدينة غزة،
ما دفع آلاف السكان إلى الفرار.
وقالت حركة حماس إن الهجوم الجديد يهدف على ما يبدو إلى
“إخراج المحادثات عن مسارها”، ودعت الوسطاء إلى كبح جماح
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقلت حماس عن إسماعيل هنية قوله إن الهجوم “قد يعيد
عملية التفاوض إلى المربع الأول. وسيتحمل نتنياهو وجيشه
المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار”.
وقال سكان إن أحياء مدينة غزة تعرضت للقصف طوال ليل
الأحد/ الاثنين وحتى الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين.
وأضافوا أن عدة مبانٍ متعددة الطوابق دُمّرت.
وقالت خدمة الطوارئ المدنية في غزة إنها تعتقد أن عشرات
الأشخاص استشهدوا ، لكن فرق الطوارئ لم تتمكن من الوصول
إليهم بسبب الهجمات المستمرة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، في تحديث يوم الاثنين، إن ما لا
يقل عن 38 ألفاً و 193 فلسطينياً استشهدوا، وأُصيب ما يقرب
من 88 ألفاً آخرين منذ بدء الحرب قبل نحو تسعة أشهر.
وأضافت الوزارة في بيان “إن 40 فلسطينياً استشهدوا خلال الـ
24 ساعة الماضية”.
شهادات ممن تعرضوا للقصف
وقال رجل من سكان حي التفاح لبرنامج غزة اليوم من بي بي
سي: “مع تقدم الاسرائيليين في أحياء غزة، لم يكن أمامنا خيار
سوى الهروب إلى ساحة الشوا، حيث فعلوا مرة أخرى ما قاموا
به أول أمس وبدأوا القصف مرة أخرى، فهربنا إلى منطقة مسجد
فلسطين. لم نعد نعرف إلى أين نذهب بعد ذلك؟”
وأضاف قائلاً: “أخلى الأهالي أحياء الدرج والتفاح والسدرة.
نزحوا دون وجهة محددة نلجأ إليها. لقد نزّحنا أكثر من مرة
وعدنا إلى نفس الأماكن من جديد.. ولم يعد هناك مكان نحتمي
فيه.. نحن في خسارة كبيرة.. ولم نعد نعرف إلى أين نتجه. على
كل حال الحمد لله”.
وقالت امرأة: “منذ الأمس ونحن في معاناة كبيرة. لم ننام مثل
بقية الناس، ولم تتوقف القذائف عن السقوط على رؤوسنا طوال
الليل. عندما خرجنا من مدرسة الدرج، ظلت المروحيات
تستهدفنا بالصواريخ. عندما اتجهنا نحو حي النصر، واصلت
الطائرات المقاتلة إمطارنا بالقذائف.. أطفالنا لا يستطيعون النوم
بسبب الرعب والخوف. لقد فقدنا الأمل تماماً ولم نعد قادرين
على تحمل المزيد من الجوع والفقر وقلة الراحة وقلة النوم. لقد
مات أحباؤنا أمام أعيننا، وتركونا تائهين ومفجوعين.. ضاع كل شيء”.
وقال شاب متألماً لمقتل جده بقذيفة أثناء الإخلاء: “أنا من سكان
حي التفاح. فجأة أمرنا الجيش بإخلاء المكان. وشهدنا الليلة
الماضية قذائف ثقيلة وأحزمة نارية أدت إلى سقوط العديد من
الشهداء. وكان من بين الشهداء جدي الذي أصيب بقذيفة.
والحمد لله قمنا بدفنه. ونأمل أن تنتهي الحرب قريباً لأننا عانينا
كثيراً. نمنا في الشوارع تلك الليلة، وعندما عدنا طلبوا منا
المغادرة مرة أخرى.. لكن أين يمكننا أن نذهب؟ عانينا الكثير..
ولا نعرف لمن نشكو؟ بالله عليكم أوقفوا هذه الحرب التي سببت
لنا الكثير من العذاب. ولا حول ولا قوة إلا بالله”.