وسط زحمة الحياة وقسوتها وغياب الحب تعالو بنا نحلم بالحب بين كل منا كحب النيل لعروسه وتحقيق حلمهم ونبحر بخيالنا في هذا الحب لعنا نصدفه وترق قلوبنا لبعضنا البعض
يحكى أنه كان هناك ملك عادل حكم مصر وكان يحب بلاده ويسهر على راحة رعيته حتى نعم الجميع بالأمن والرخاء لكن حدث بإحدى السنوات أن النيل لم يفيض فحل الجدب على أرض مصر وحزن الشعب وكذلك الملك الذي طلب حضور كبير الكهنة ليعرف سبب عدم فيضان النيل فأخبره الأخير أن النيل حزين لرغبته الزواج بفتاة بكر جميلة. ومن ثم أمر الملك أن يذاع الخبر بأنحاء مصر بأن كل فتاة تريد الزواج بإله الخير والسعادة وتكون لها ذرية منه عليها التقدم للإحتفال بإختيار أجمل فتاة لتصبح عروساً للإله حابي جاءت الفتيات من كل بقاع مصر طمعاً في زواج النيل وكان الكاهن الأكبر يختار الأجمل ويزينها وفي النهاية تلقي العروس نفسها في النيل وهى سعيدة بلقاء حبيبها إله الخير في العالم الآخر.
من هنا سرحت بخيالى وقلمى بالتعرف على عروسة النيل وحلمها بشكلها وهيئتها وجمالها وهل كانت راغبة بالفعل في حضن النيل أم كانت مرغمة وعكس إرداتها بالحياة .
• ذهب خيالى بالفعل لرؤيتها وجدتها بالفعل من أجمل النساء اللاتى يطلق عليهن إسم العروسة نظرت إليها في تعجب ووقف نظرى بعين متفتحة وأجفان لا تغلق وجدتها جميلة القوام ذو وجه مبتسم يملؤه الإحمرار ويعكس شعاع الشمس والضوء حتى يضيئ لمن حوله بالأنوار المتعددة الألون الجميلة التى تجعل المكان والزمان بهجة وسعادة وسور ووجدت عينيها وكأنهما من الكريستال الملون بألوان الطيف السبعة ورايت على رأسها الشعر الأسود الذي يزين جبينها الشامخ وهاماتها المرفوعة وكأنها تعانق السماء وتستمد منها الروح الطيبة التى تحمل كل الخيروالذي ترى من خلفه أشعة الحب والأمل والعطاء والقوة والتحدى وعقل يحمل كل ذكاء العالم .
هنا رجعت بخيالى إلى ماضى الزمان عندما كنت بالصغر اسمع عنها وعن جمالها وكنت أراها في خيالى الذي طبع صورتها بعقلى وفكرى ومكثت طويلا أحافظ على هذه الصورة وعلى مر السنوات وجدتها وكأنها تسكن جوارى وتمشى بطريقى وتتحدث لغتنا وكل كلمة تسمعها منها وكأنها لؤلؤة تشتاق إليها الأذن وتستمتع بها وتدق طبولها وتعزف لحن الحب واللقاء .
• وكان يجول بخاطرى عن أحلامها وطموحها وهل يمكن التقرب منها والتحدث معها وجدتها بالفعل بنت مصرية أصيلة حباها الله بالجمال وطيبة القلب والتواضع كنت أحيانا يقابلها خيالى بالطرقات فيلقى عليها السلام حتى يسمع صوتها الجميل وكان كل أملى باللقاء حتى نتحدث عن النيل وشواطئه ومياه لونه الزقاء كلون السماء وهل تقبل أن تكون بالعفل عروسا للنيل وصرت على هذا الحال أرها من بعيد ولا يوجد بيننا غير السلام وفقط ولكن كانت قلوبنا معلقة ببعضها وكأن ملئها الحب واعيننا تشتاق لرؤية كل منا للأخر واصبح كل منا يريد التقرب من الأخر ويتمنى التحدث معه ولكنها كانت امنيات لعل الزمن قادر على تحقيقها .
• وبعد مرور سنوات من العمر ظهر النيل وانغمرت شواطئه بالمياه العذبة ظهر بلونه الأزرق الجميل ظهر وبداخلة كل الحب والدفئ ظهر وكأنه يمد يديه لها كطفل تائه وجد ضالته ومسكنه وأمه وهو مبتسم الوجه سعيد القلب ويتوجه إليها وهي تقف ثابته الأقدام واثقة الخطوة بالبر الشرقى منه وكأنها نور من السماء يعكس شعاعه على النيل وكأنها تلفت نظره إليها حتى يتمكن من الوصول إليها ويسير على هذا الشعاع شعاع اللقاء والأمل والبقاء والتقارب والترابط حتى تهدأ القلوب وتطمئن الأرواح وتقر الأعين ويزيد الأحساس بين كل منهم وتصبح مشاعرهم واحدة ملئية بالنقاء والصفاء وتتحقق من خلالها الأمنيات باللقاء .
• وبالفعل ابحر النيل بسواعده وجاهد وتلاطم مع الأمواج حتى وصل لها وقف أمامها ولم تكن تحمله أقدامه ويفرك بعينيه وزادت دقات قلبه فتبسم ابتسامة بين الفرح والدهشة ونطق بكلمة واحدة هل أنت هى هى التى كنتى بالخيال وأصبحت حقيقة أجابت بصوت يحمل الجمال والرقة وتبسمت وقالت نعم أنا هى هى فالتفت يمينا وشمالا ثم غطس بالماء حتى يتأكد من هذه الحقيقة وليس حلم ثم نظر إليها أنتى هى هى قالت نعم فمد يده بالسلام فمدت يدها بالسلام هنا تحسس الحقيقة بالحب والمشاعر ثم قال لها أخير تلاقينا بعد سنوات جفاف وعجاف تلاقينا وكل منا كان يسكن بلقب الأخر منذ سنوات ولم يكن لدينا فرصة التعبير عن هذا السكن ومواصفاته ولكنه بالتأكيد كان ملائم له ويعشقه ويحافظ عليه ويطمئن له من حين لاخر لانه مليئ بالحب والحنان والمشاعر الخاصة بنا نحن وفقط ولم يعلمها إلا الخالق وفقط
• وشاء القدر أن يجمع هذين القلبين ويخلط الحب والإحساس والمشاعر لتصبح كالروح الواحد داخل الجسد الواحد ويرحم إشتياقنا وعشقنا الذي كانا يتألمان منذ سنوات ووعدنا باللقاء وها هو بالفعل قد تم هذا اللقاء على شواطئ يا أجمل الأقدار وأرق المشاعر وفرحت شواطئ وسعدت وفرشت لنا فراش الحب والأمن والأمان فرشت لنا فراش الرباط والأمنيات والبهجة والسعادة والسرور وقدمت لنا كأس الغرام والخمر الذي لا يؤدى إلى السكر ولكنه يؤدى إلى العيش والأمل بالحياة
كان كل هذا ما يحلم به العروس والنيل وتحقق حلمهما وأصبح واقع بالحياة الدنيوية والشمسية والقمرية ثم بعد اللقاء أبت العروس أن تذهب وحيدة ولكنها ارتمت بذراعيها وأحضانها بين أيدي وأحضان النيل وهى كأنها طائر يطير بجناحيه بسعادة وهناء برعاية السماء وسقط داخل مياهه وقلبه ووجدانه لاخر الزمان وبرعاية الأقدار .
وهنا توقف خيالى فجأة من عطسة جاءت لتهز جسمى وعقلى وخرجت من هذا كله بأننى تمنيت وأتمنى بالفعل عروس النيل لأن على يديها أصبح النيل يحمل كل الخير لكل من يريد أن يتقرب منه أو يقف على شواطئه متمنيا أن يبقى هذا النيل هو شريان الحياة
وتمنيت أن اصبح أنا النيل الذي يفوز بها بواقع الحياة التى ضعف فيها الحب وقلت بها المشاعر وقسوة القلوب ولكننى تقدمت لهم بالتهنئة والمباركة وتمنيت لهم أحلا ما سعيدة بالحب والأمن والأمان .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.