العاصمة

يوميات طبيب فى المشرحة

0

إيمان العادلى

 

مع قصة مبنيه على احداث حقيقية ميه فى الميه

 

 

المكان :مشرحه زينهم

الزمان :يونيو ٢٠١٦

التوقيت :التاسعة ليلا

 

نايم فالبيت وجالي الإتصال التالي من شعبان

-مساء الفل…يامعالي الريس…دكتور هشام قالي إن إنت إللي معايا إنهرضه

-أه ياشعبان…لو في حاجه كلمني

-.. أمال أنا متصل بيك نزاهه يعني ياريس ..أنا وقتي ثمين

-طب قول يا ابو وقت ثمين..عندك إيه

-…أنا عندي ٣ حتت يا رياسه.. اتنين يتأجلوا للصبح عادي و واحدة متتأجلش والله

-إشمعنا…بقا

-علشان طفلة صغيرة و اهلها كتير بره و منهارين…و مش هتاخد دقيقتين من معاليك

-ليه…جاية بإيه

– تسمم غذائي يا رئاسة…

-طيب… أنا نص ساعه وجاي…جهزها علي ماجي…

قومت لبست هدومي ونزلت… وصلت المشرحة… الأهالي كتير

طلعت المكتب شعبان طلع ورايا ومعاه إشارة التشريح قريتها بسرعه وكانت الإشاره مضمونها كالتالي

السيد/مدير عام مشرحه زينهم

نفيد سيادتكم…بوصول جثمان المتوفاة إلي رحمه مولاها الطفلة ريهام …في القضيه رقم… وقد أفادت التحقيقات الأوليه..انها تعرضت للتسمم الغذائي بعد تناولها وجبة ملوثة بمبيد حشري…. الرجاء من سيادتكم…إجراء الصفه التشريحيه لجثمان المتوفاة.. لبيان سبب وكيفيه تاريخ حدوث الوفاه.. وعما إذا كانت ناجمه عن تسمم غذائي من عدمه..

وموافاتنا بالتقرير اللازم

قولت لشعبان جهز الحاله علي الترابيزه تحت لحد ماانزل.. لبست لبس التشريح ونزلت

داخل القاعة وشعبان واقف بين ترابيزتين عليهم الجثتين الاولانيين ومبتسم جدا بالبلاهة المعتاده بتاعته فقلتله في ايه يا اهبل؟…. قالي تعالى ياريس شوف التراجيديا اللي هنا دي …

الجثة الاولي متغطيه تماما وواضح انها لشخص طويل جدا جدا بشكل مبالغ فيه لدرجة ان نص رجليه خارجة من ترابيزة التشريح والجثة التانية لشخص لكن واضح انه قصير جدا جدا بشكل ممكن يكون طفل … سألته دا طفل يا شعبولا قالي لأ دا راجل كبير … قلتله دول جايين ليه … قالي دول كانوا بيسرقوا فيلا في الرحاب وفي مطارده مع الامن حصل تبادل لإطلاق النار فماتوا بس انا يارياسه مش متخيل ايه اللي جمع طويل العمر ده مع قصير التيله ده . قلتله طيب وريني الاصابات كده … اتحرك بحركة مسرحيه عارفها انا كويس وعارف بعدها انه هيغني… وبدأ يشيل الغطا بهدوء تام من فوق جثة الراجل الطويل وهو بيغني ببطء “ياوااااااابور قووووولي رااااااايح علي فيييييييين” لحد ما وصل لرجليه …

قلتله طيب وريني التاني بأه … قالي بس دا مش هينفع وياه ياوابور… فكر شوية…. بعدين بدأ يشيل من عليه الغطا بسرعه وهو بيغني “يا تاكسي الغرام يا مقرب البعيد”

في دخلة الشيخ سعيد اللي واضح من شكله اللي حفظته ان شعبان عامل فيه حاجه لقيت شعبان بيجري عليه وهو بيرقص خليجي وبيغني “مشكلني حبك يا روح الروح مشكلني بدأت ابص لشعبان البصة اللي بتخليه يخاف ويتلم و انا مش قادر امسك نفسي من الضحك علي حركاته وقلتله بزعيق فين جثة البنت … قالي علي ترابيزة القاعة التانية ..

اتحركت ليها وانا منذ الازل لا يقتلني في هذا العمل غير وفيات الاطفال … بصيت لوشها … غريب المرادي عكس باقي الاطفال .. دايما جثث الاطفال بيكون فيها براءة غير طبيعيه وهدوء يقيني تام انما ريهام كان يبدو انها غاضبة جدا .. وشها مزرق نوعا لكن يبدو علي ملامحه غضب شديد مش الزرقة بتاعة الأسفكسيا .. لأ دي زرقة الغضب اللي يبدو فيها انها كارهة كل ما حولها.

حطيت ايدي علي جبينها وحركت ايدي علي شعرها يمكن تهدا … انطباع وشها بيقول لأ مش تسمم .. انطباع وشها بيقول انها ناقمة علي العالم كله

بدأت الريكوردينج:

” الجثة لأنثى في الثامنة من العمر قصيرة القامة ضعيفة البنية ترتدي بنطال جينز ازرق اللون وتيشيرت نص كم لبني اللون وفانله داخليه ورديه اللون وسيليب داخلي وردي اللون والملابس جميعها خاليه من القطوع والتمزقات والتلوثات المشتبهة .. والرسوب الدموي بلون بنفسجي اسفل الجثة عدا مواضع الإتكاء والتعفن الرمي لم يتضح ظاهريا بعد والجثة في حالة تيبس رمي متداخل مع عوامل الحفظ بالثلاجه” … وقفت الريكوردينج … يبدو انها حالة تسمم واحساسي كان خاطئ هذا الذي لايكذبني الالهام ابدا

بدأنا التشريح …

.. البنت يبدو في فمها رائحة مبيد حشري ، بفتح المعده تبينا بقايا طعام مهضوم يبدو انه لأرز ابيض مخلوط بسائل اصفر اللون تبين انه مبيد حشري

ودي اول نقطه استوقفتني !! هو اللي بياكل حاجه ملوثة بالمبيد الحشري بيبقي عليها بس اثار تلوثات لكن محدش بياكل رز بشوربة مبيد حشري !! يستحيل تحمل طعمه المر بالنسبه لطفله فدي كانت اول نقطه بدأ احساسي يقوي معاها

الملاحظه التانيه .. لقيت نفس السائل داخل الرئه بدأت ترتبك حساباتي تاني !! اذاً ده مكنش اكل ممكن البنت تكون شربت مبيد حشري عن طريق الخطأ وشرقت وهي بتشرب فدخل جزء للرئه ……. نادر لكن وارد يحصل

الملاحظه التالته .. ان رغم ان المبيد الحشري موجود في المعده بما يقطع اي مجال للشك لكن مفيش علي البنت دي اي علامه من علامات التسمم علي الاطلاق

بدأنا بالفحص الكيماوي .. البول داخل المثانه وانصاف الكليتين والكبد لا يوجد بهم أي آثار لمبيد حشري …

وقفت في نص المشرحة في حالة ارتباك وتفكير عميق ، دايما لما باجي أشرح أي جثة بخليها بالسليب الداخلي لحين الفحص خاصة السيدات .. وقفت قدام جثة البنت وانا في حالة ارتباك كبيرة !!!! يعني ايه مبيد حشري موجود في المعدة وفنفس الوقت مفيش اي علامات تسمم اطلاقا ولا وصل لأعضاء الجسم الداخليه

وايه غضب البنت ده … الغضب اللي علي وشها واللي بالنسبة لاي طبيب شرعي لايمكن يعدي عليه بسهوله اطلاقا

وفي قمة تركيزي مع وشها وحيرتي جت الاشارة الخالدة…….. جه الوحي

حركة غريبه في عضلات رجل البنت مجموعة متتالية من الانقباضات والانبساطات أشبه بحدوث التيبس الرمي وزواله في جزء من الثانيه

حركة غريبه جدا .. وكأن عضلات رجل البنت كلها بتتشد وترخي بسرعة رهيبه ومع انقباضها وانبسطها لمحت حاجه بين السليب الداخلي ورجلها ، مديت ايدي حركت السليب لقيت آثار أظافر واضحه جدا ……. جدا

بدأت اشيل السليب بأيدي …..

آثار سحجات ظفريه واضحه علي الناحيتين في الجهه الداخلية للفخذ

قلعتهولها تماما وانا ببص علي وشها كأني بعتذرلها لكن اقسم بربي وشها كان تغير ملامحه تماما تماما…… راحت منه كل الزرقه تحول لصفحه بيضاء هادئه تماما

هدوء عجيب في الوجه رضا وطمأنينة غير طبيعيه

ببعد رجل البنت عن بعضها…… رجل البنت الي كلها في حالة تخشب و تيبس تام……. بتتفتح معايا في منتهي السهولة

في الوضع الطبيعي محتاج تبعد الرجل بمنتهي القوة علشان تفتحها عن بعضها……… اما هنا هدوء و رخاوة غير طبيعية

و كانت الطامة الكبري……

قطع قطنية مليانه نزيف موضوعة داخل المهبل……. شيلتها،،، تهتك في جدار المهبل يشير الي حدوث اغتصاب عنيف جدا

ونزيف غزير تم إزالة جميع آثاره…….. تهتك بغشاء البكارة و تهتك بجدار المهبل واصل لجدار عنق الرحم

للأسف الكلب الي عمل كدة واضح إنه غسل الجثة تماماً

و بالتالي …….. مستحيل تلاقي أي شعر منه أو آثار عليها

لكن لسوء حظه أخدت مسحة مهبلية كان فيها سائله المنوي

قلبت البنت وانا في حالة دموع متحجرة تأبي النزول كالعادة…….. نفس الاعتداء الحيواني حاصل من الخلف

…. لكن واضح ان الاعتداء الأمامي من المهبل كان أول مرة

لكن اعتداء الدبر واضح انه تكرر أكثر من مرة….. جروح و شروخ بالعضلة العاصرة الشرجية

انزفة و تورمات في كل مكان….. قلعت الجوانتي و قعدت علي كرسي وانا في حالة من الغضب المكتوم…… غضب غير طبيعي

وانا صعب جدا اني اتنرفز…… بدأت ارسم سيناريو لكل اللي حصل…..

حد قريب من البنت جداً…. غالباً جار او قريب كان بيعتدي عليها جنسياً…. كان بيعتدي عليها جنسياً من فترة من الخلف…. والبنت بتعاني جداً

ومع تزايد الالتهابات والتورمات من الخلف قرر يعتدي عليها من الأمام……. البنت حصلها نزيف و صدمة عصبية لم تتحمل الالم و ماتت فورا…… فكر إزاي يخفي معالم الجريمة…….. قرر يعمل التالي

جاب مبيد حشري سائل و حطه في فم البنت و هي ميتة….. و لأن مفيش افعال منعكسه بعد الوفاة تمنع دخوله للرئة دخل جزء منه للرئة و الباقي نزل فالمعدة…… وده يفسر عدم وجوده فالبول والكبد والكليتين …… لأن أصلا البنت كانت ماتت

وبالتالي ماحصلش إمتصاص….. ومحصلش أي علامة من علامات التسمم

دي ٨سنين يا كافر . إيه المتعة في كدة

ده كفر مش متعة

متخيل منظرها حبيبتي وهي بتئن وتتألم تحته….. و هو مكتفها بإيده…….. مأساة

 

و انا بين دموع مكابرة…. شعبان…… هاتلي أهل البنت دي

طلعنا عالشباك….. هو بينادي عليهم وانا بتفحصهم بعيني

كانوا شافوني وانا داخل فبمجرد ما وقفت فالشباك جم كلهم بسرعة……. و انا بتفحص في الوجوه و كأني ببحث عن قاتل غامض….. كلهم جم عليا ما عدا واحد وواحدة وقفوا فالآخر……. سألت عن ابوها كان واقف في حالة إنهيار عامل بيشيل زلط و رمل في مواقع بناء …… اتصلوا بيه قالوا ليه البنت اكلت حاجة بايظة تقريباً…. تعالي حالاً لإن البنت ماتت

ساب شغله و جه بسرعة لقي البنت ميتة….. قولتله مين الي كان موجود في البيت……. قال أمها وخالها

قولتله هما فين……. شاور علي الاتنين اللي واقفين ورا،،،،أهلاً

نادالهم…….. جم ..الأم واضح عليها آثار البكاء لكن متماسكة كتير عن الأب….. أما الخال،،شاب تقريباً ٢٠ سنة…… واضح عليه آثار الإرتباك والبكاء التمثيلي إلي مايعديش أبداً علي طبيب شرعي……. وجهت كلامي للأم،،إيه اللي حصل؟؟

قالت مفيش أكلت حاجة وحشة…… قولتلها بس كده؟؟….. قالت آه بس كده ……. ولفت وشها،،

تفحصتها من فوق لتحت و إلتفت للخال،………. و وانت بأ شفت ايه؟؟……. قال شفتها بتاكل حاجة وبعد ما اكلتها قالت عندي مغص روحت شفت الحاجة الي أكلتها لقيتها بايظة و باين مرشوش عليها بيروسول…… قولتله بيروسول…… وانت بأ حبيت تلحقها فحطيت ليها قطن…… فوجئت بالأم بتلتفت ليا بسرعة…… و الولد وشه أصفرّ جداً….. والناس محدش فاهم حاجة لكن أنا كنت أخدت الي عاوزه خلاص

سيبتهم ودخلت عملت اتصال تم القبض علي الخال و الأم من أمام المشرحة….. اعترفوا تفصيلياً بالسيناريو الي حصل

نسخة طبق الاصل من السيناريو الي توقعته

الام مكانتش تعرف ان الخال بيعتدي علي البنت من فترة لكن عرفت لما البنت ماتت

و مابين حق بنتها و إنقاذ أخوها…… اختارت للاسف إنقاذ أخوها

السائل المنوي طلع للخال فعليا…

دخلت القاعة تاني

بصيت تاني علي ريهام،،سألتها في سري ..راضية؟؟؟

وشها كان بيجاوب عليا…….. نفس الرضا والطمأنينة

نفس حالة الرضا و الخشوع اللي شفتها في عيون هادي

وفي وش محمد

و في ابتسامة الحاجة وفاء

نفس حالة الرضا والهدوء

ماتستغربوش أوي من حوادث قتل بشعة من الأقارب،،،زي أخت قتلت أخوها….. أو خال اغتصب بنت اخته

يمكن كل ذهولكم يروح لما تعرفوا قصة الأب الي دبح بنته

اللي عندها ٧سنين علشان الدجال قاله لازم تدبح بنتك علشان دمها يفتح مقبرة أثرية تحت بيتك

الواقع هو الي بقي قاتل….. بقي مميت….. بقي أسوأ من أي تخيلات ممكن نتخيلها…… و علي أد ما عقلنا ممكن يودينا لخيال جامح لأقسي تفكير شيطاني…. هنلاقي التفكير الإنساني فاق الشيطانية بمراحل………. بمرااحل

ريهام حركت رجليها علشان تقولي تعالي شوف خالي عمل فيا إيه…… حركت رجليها علشان يتعدم و قد كان

لكنه اتعدم مرة….. اتقتل مرة…… بعد ما قتلها و دبحها ألف مرة

متخيلها حبيبتي لما كانت تيجي تنام…… متخيل الحالة النفسية لطفلة بريئة ذبحوا برائتها….. متخيل كرهها و حقدها علي العالم و الناس…… الحمد لله ان ربنا رحمها من مرض نفسي مؤكد لما تكبر

عزاءنا الوحيد…….. إن ريهام في الجنة

و يقيننا الأكيد…….. إن الموتي يشيرون، يتحدثون، و يتحركون أيضاً

 

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار