الكاتبة تهاني عناني
قال تعالى (وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوف وللرجال عليهن درجة)
قرر سبحانه وتعالى قاعدة عظيمة من قواعد الحياة الزو جية وتعتبر أساسا من أسس التعامل بين الزوجين ومن الأركان العظيمة في قيام الأسر على العدل والرحمة.
وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع ( فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُم أَخَذتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ، وَاستَحلَلتُم فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَلَكم عَلَيهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم أَحَدًا تَكرَهُونَهُ ، فَإِن فَعَلنَ ذَلِكَ فَاضرِبُوهُنَّ ضَربًا غَيرَ مُبَرِّحٍ ، وَلَهُنَّ رِزقُهُنَّ وَكِسوَتُهُنَّ بِالمَعرُوفِ).
وفي الحديث قيل
يا رسول الله ! ما حق زوجة أحدنا ؟
قال (أَن تُطعِمَهَا إِذَا طَعِمتَ، وَتَكسُوَهَا إِذَا اكتَسَيتَ، وَلا تَضرِبِ الوَجهَ، وَلا تُقَبِّح، وَلا تَهجُر إِلا فِي البَيتِ).
وقال ابن عباس رضي الله عنه “إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة؛ لأن الله يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف”،
ولكن ماذا تعنى المثلية
يقول العلماء الحقوق والوجبات التي على الزوجين تنقسم إلى قسمين :
1- حقوق وواجبات يتساوى فيها كل من الزوجين تساويا تاما مثل:-
•إحسان المعاشرة وقصر الطرف عن غير ما أحل الله لهما،
•والمماثلة في وجوب الرعاية (الرجل راع على أهله والمرأة راعية في بيت زوجها)
2- حقوق وواجبات تكون بين الزوجين كل بحسب ما قضاه الله عليه بمقتضى الفطرة والخلقة والشرع والحكمة.
قال تعالى (وَلِلرِّجَالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَة )
والدرجة التي للرجال على النساء في هذه الآية هي التفضيل الدنيوي في الخلقة والطبيعة، والنفقة كما قال تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)
ويقول العلماءالمرجع في هذه الحقوق والواجبات كما ذكرت الآية (المعروف)
اى أن النفقة والكسوة والمعاشرة والمسكن وكذلك الوطء، يرجع إلى المعروف
إن تلك الآيات العظيمة في تلك السورة العظيمة، عظيمة في أحكامها، بلاغتها، وينبغي أن يقف عندها المؤمنون خاصة أن الله مدح الذين يفهمون هذه الآيات، فقال بعدها بآيتين (وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) .
اللهم أصلح الأزواج والزوجات، والبنين والبنات، وطهر البيوت من المنكرات.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.