العاصمة

ويسألونك عن الروح هل هى سر الحياة ؟

0
إيمان العادلى
الروح – روح القدس – روح الأمين
سنبحث معا بهذه السطور معنى كلمة الروح و روح
القدس ‏
ماهي الروح : الروح ليس كما اعتقدنا سابقا أنها
العلم والمعرفة أو العقل كما قال البعض لاسيما ‏أننا متفقين أن التنزيل الحكيم لكل كلمة به مدلول
ومعنى وربما الكلمة تأخذ كذا معنى والمعنى ‏يؤخذ من السياق أما العكس فغير صحيح . العلم
والمعرفة هي قدرة من إحدى القدرات التي دعم ‏الله بها آدم بأن علمه الأسماء كلها .
الروح :هي تلك القدرات والمزايا التي يزود بها الله من يشاء من عباده .
النفخ : تعني وضع فيه .
نفخة الروح : هي مزايا وقدرات يضعها الله بمن
يشاء من عباده .
التأييد : هي الدعم والسند
القدس : وهو التفرد بالشيء .. المنفرد بالشيء .. الوحيد ‏
روح القدس : هي تلك القدرات التي انفراد بها الله والوحيد القادرعليها وأيد بها من شاء من عباده
‏ليتفرد بها ، وهذا ما كان لعيسى عليه السلام بتأييد بروح القدس
ولعلى تسمية مدينة القدس بالقدس لما تنفرد به من مزايا وعظمة عن غيرها من المدن في هذا
‏الكوكب . ‏ لقد وردت كلمة الروح في التنزيل الحكيم 22 مرة منها 4 مرات اقترنت بالقدس
ومرة بالأمين .
سنرد على بعض الآيات التي وردت بها كلمة الروح و التي خص بها الله آدم عليه السلام، ما هي ‏الروح
( القدرات ) التي وضعها الله ب آدم ، وكذلك الآيات التي وردت بها روح القدس وما هي
‏القدرات التي دعم الله بها عيسى وأيده بها .
والروح هي من أمر الله إذ لا يمكن ان تتم ما لم
تكن من أمر الله .. إلا أنه يمكن أن تكون بشكل ‏مباشر من الله كما كان لآدم عليه السلام ، أو
بتأييده بها لمن يشاء من عباده، أو عن طريق وسيط ( ‏الرسل ) كما كان لعيسى وأمه مريم
عليهما السلام ولمحمد عليه السلام . ‏

ملاحظة : ولابد من الإشارة بالانتباه لأمر هام : انه أتت على سبيل المثال لا الحصر كلمة نفخ مرة
‏بالمفرد ( نفخت فيه من روحي ) ومرة بالجمع ( فنفخنا فيها من روحنا ) والسؤال هنا : كيف ‏يكون
المتكلم هنا الله ومرة يكون بالمفرد وأخرى بالجمع ؟ ‏
بعد البحث والتدقيق تبين لي مايلي :‏
أنه عندما يكون الخطاب الإلهي بشكل مباشر مع
طرف آخر، على سبيل المثال حوار الله عز ‏وجل مع الملائكة كقوله (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي
جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن ‏يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ
وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴿ 30 ﴾ البقرة ) ‏
وقوله (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ.. ) 72 ص، يكون الخطاب بالمفرد ،
وإذا كان الخطاب إخباري كالقصصي يكون الخطاب بالجمع ‏
كقوله:(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴿34﴾
البقرة ‏وقوله تعالى : (فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) ﴿ 17 ﴾
مريم‏
نعود لبحثنا : ‏
ماهي الروح التي وضعها الله عز وجل بآدم عليه السلام ؟ ونقول هنا آدم بالتحديد :
لنبدأ أولا بسورة الحجر الآيات 26-27-28-29-30-31‏
لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ/26‏
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ/27‏
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ/28‏
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ/29‏
فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ/30‏
إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين/31‏
نلاحظ من الآيات 26-27-28 كيفية سبق خلق
الجان عن الإنسان و سبق خلق الإنسان على البشر ‏‏.. وفي الآية 29 كيف تم تسويته ونفخ المولى فيه
من روحه ..‏
هنا ما هي هذه النفحة التي نفخها الله بهذا الكائن الذي سواه ، ما الذي وضعه به فسواه ؟ ‏
علماً إذا دققنا جيد بهذه الآيات التالية من سورة السجدة فنفخة الروح لم تكون الأولى بآدم بل
سبق ‏الله ونفخها بالإنسان الذي بدأ الخلق فيه .. انظر الآيات : ‏
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ
‏‏(8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)
وَقَالُوا ‏أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) السجدة ‏
نلاحظ أنه ببدأ خلق الإنسان وبعد أن سواه كان الذي وضعه فيه هي تلك القدرات من السمع
‏والإبصار والأفئدة إلا أنهم قليلا ما يشكرون .‏

وهنا السؤال : ما هي إذاً نفخة الروح تلك التي جعلها الله بآدم ؟ ما هو ذاك الشيء الذي وضعه
‏المتمثل بالنفخة ؟ ماهي تلك القدرات والمزايا التي دعم بها آدم والمتمثلة بالروح ؟
لنعد إلى الآيات من سورة الحجرات
‏- الدعم الأول: هي الترقية والارتقاء من الإنسان
إلى البشر، ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ ‏بَشَرًا … ) .‏
‏-الدعم الثاني: بأمر الملائكة أن يقعوا إليه ساجدين (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) بطاعتهم
لأمر ‏الله بطاعة هذا الكائن المتمثل بالبشر ‏
إلا إبليس أبى ( وعصيان إبليس سنفرد له بحث
آخر بقادم الأيام إن شاء الله وسيتبين لنا صراع ‏إبليس مع من كان . نحن الآن بصدد تدبر الروح )
‏-الدعم الثالث : بأن جعل من آدم خليفة له على الأرض وعلمه الأسماء كلها أي مكنه من العلم
‏والمعرفة .‏
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً
قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ‏وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا
تَعْلَمُونَ (30‏‎)‎‏
وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ
فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) ‏قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا ‏أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ
غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ‏‏(33) البقرة
هذا ما كان لآدم عليه السلام من نفخة الروح ، ما وضعه الله بآدم المتمثلة بالنفخة ، هو تلك ‏القدرات
والمزايا من ارتقاء وسجود الملائكة وجعله خليفة وتمكينه وذلك بتعليم الله له الأسماء ‏كلها ( العلم
والمعرفة ) والمتمثلة بالروح. ‏
نأتي الآن على نفخة الروح لمريم عليها السلام
‏(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) 91 الانبياء
‏(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ ‏وَكَانَتْ
مِنَ الْقَانِتِينَ(12التحريم ‏
نلاحظ من الآية الأولى ان ما وضعه الله من
القدرات والمزايا بها أنه جعلها وابنها آية للعالمين ‏وتفصيل هذا الأمر أتى مفصلا بسورة مريم
وكيفية حملها وعندما أتت به قومها لآخر الأحداث ‏وكيف برأها المولى وانها من المحصنات وكيف
أييد ابنها بروح القدس فكانا آية للعالمين . ( ‏وهذا أيضا إن قدر الله لي سأفرد به بحثا حول كيف كان
الحمل بعيسى عليه السلام ومعنى مثل ‏عيسى كمثل آدم خلقناه من تراب ) ‏

وفي الآية الثانية وضع اليقين بتصديق كلمات ربها وكتبه وأن ما سيحدث معها هو من أمر الله ‏وكلمته .

نأتي الآن على التأييد الذي خص به المولى عز وجل عيسى عليه السلام وهو روح القدس.
هذه الآيات التي وردت بها روح القدس لنتأملها معا .. إذا أن عيسى لم ينفخ لم يوضع فيه كما
‏الحال بآدم ومريم عليهما السلام من مزايا مكنهم الله منها ، ‏
وإنما أيده ودعمه بقدرات مادية ملموسة ، قدرات
انفرد بها المولى لذاته عز وجل عليها كأحياء ‏الموتى … الخ آخر ما ورد بالآية . ‏
هذه القدرات لم يُمكنها الله ويأييد بها أحد إلا عيسى لأنها كما قلنا هي أصلا تفرد الله بها لذاته ،
لذا ‏سمى الله هذه الروح ( بالقدس ) لانفراد خصائصها بالله ، وأيد عيسى وجعله منفردا بهذه
الخاصية ‏وهذه القدرات عن باقي البشر ، والدليل اقرأ قوله تعالى ستجد تفسير معنى القدس من
ذات الآية .
المائدة – الآية [110] إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ
مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ‏الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ
عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ‏الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا
فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي
وَإِذْ تُخْرِجُ ‏الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ ‏سِحْرٌ مُّبِينٌ.‏

قوله اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ ايدتك بروح القدس .. ‏
ما هي روح القدس ؟ ‏
الجواب : ‏
‏-تكلم الناس في المهد وكهلا .. هذه القدرة ( الروح ) تكليم الناس في المهد انفرد بها عيسى عليه
‏السلام عن باقي البشر (القدس ).‏

‏-إذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني ( أحياء ) ( انتبه هنا الإذن ‏من
الله والنفخ أي وضع الحياة فيها لتصبح طيرا أيضا بإذن الله وأمره ) . وخاصية الإحياء لله
‏وحده اييد بها عيسى بإذنه وتفرد أيضا بها عن باقي البشر ( القدس).‏

‏- تبرئ الأكمة والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني .. نلاحظ أنها جميع هذه الخاصيات
‏والقدرات لله وحده واييد بها عيسى دعمه ماديا بإذنه وانفرد فيها عيسى عن باقي البشر (القدس ).

سيقول أحدهم ماذا عن قوله ( وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ) إن الله لم يفرد هذا
‏لعيسى فقط بل أنه أتاها لغيره من الأنبياء والرسل وأيضا لمن شاء من عباده .
نقول : نعم هذا صحيح : الانفراد كان بأن كل ما ذكر مجتمعة مع بعضها معا لم تجتمع برسول ‏ونبي
غير عيسى ، وهنا أيضا انفرد عيسى بأن اجتمعت كل تلك الخصائص التي خصه الله بها ‏والقدرات
بشخص واحد وهو عيسى. اعتقد بات واضح معنى الروح والقدس .. ‏

ولا بد من الانتباه أن التأييد ليس كالإيتاء .. إن الله عز وجل أتى الرسل الكتاب والحكمة والنبوة ..
‏الخ .. ولكن عيسى أتاه كل ذلك إضافة لتأييده بالدعم المادي الملموس والمنفرد بها وأمام الأعين
‏وليس كما موسى على سبيل المثال كليم الله فالأمر لم يكن أمام البشر كان بينه وبين ربه ..‏
و التأييد كما قلنا هو الدعم والمساندة المادية كأن تكون قوة إضافية أو خارجية ملموسة النتائج ،
‏وهنا التأييد المادي لعيسى عليه السلام و أمام الأعين جعله وأمه آية للعالمين ، والتأكيد على
صحة ‏قصة ولادة عيسى التي سنفرد لها بحث خاص بقادم الأيام إن شاء الله وأنه مثل عيسى كمثل آدم ‏خلقناه من تراب ، ‏

وتصديقا على الإيتاء والتأييد .. قوله تعالى:
البقرة – الآية [253] تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ
عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ‏وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ
الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ ‏مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ
آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ ‏يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ.‏
‎ – ‎البقرة – الآية [87] وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
‏الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً
‏تَقْتُلُونَ
نخلص إلى أن نفخة الروح هي وضع مزايا وقدرات
تدعم وتسند من شاء الله له ومنها مادية ‏وأخرى معنوية كما كان بآدم ومريم عليهما السلام ،
فالمعنوي لآدم كان بالترقية وجعله خليفة ، والمادي بتعليمه الأسماء كلها وسجود الملائكة ، ‏
ومريم المعنوي بالتصديق لكلمات الله والمادي بإرسال الروح إليهما فتمثل لها بشرا .. ‏
أما التأييد غالبا ما يكون دعم مادي ملموس والتي وردت بروح القدس وكان على مرئى الناس . ‏
وهناك أيضا الروح المنزلة المتمثلة بروح الأمين التي نزلت على قلب محمد ، وهي الدعم يإنزال
‏السكينة و الطمأنينة من الله ليكمل رسالته وأنها من الله ويكون من المنذرين .‏‎ ‎
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿ 193 ﴾الشعراء

وكما اشرنا بالبداية أن الروح هي من أمر الله : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا
‏أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴿ 85 ﴾ الاسراء ‏
وأيضا يؤيد الله من يشاء من عباده بتلك القدرات
او المزايا فالروح لا تقتصر على الأنبياء ‏والرسل وإنما تشمل أيضا عباد الله عندما يشاء .‏
لقوله : لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ
‏أَبْنَاءهُمْ أَوْ ‏إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ
‏تَجْرِي مِن ‏تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ ‏هُمُ ‏الْمُفْلِحُونَ ﴿ 22 ﴾‏

وبمواضع أخرى التحذير من اليأس بقدرة الله
‏ فنجد يعقوب يوصي أبناؤه بعدم اليأس من روح
الله أي من قدرة الله
‏ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ
تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ ‏الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ. ‏
أرجو من الله أن أكون قد وفقت بإيصال الفكرة . واتضح معنى نفخة الروح والروح وروح القدس
‏وروح الأمين . والله الموفق ‏
اللهم إن أصبت فزدني علما وإن أخطأت فألهمني
وأرشدني للنور والهدى اللهم آمين
عذرا للإطالة مع أني اختصرت الكثير وحاولت قدر
الإمكان تبيان معنى الروح وروح القدس ‏واقتصرت الأمر على آدم وعيسى عليهما السلام
وبشيء من التفصيل المختصر

اترك رد

آخر الأخبار