العاصمة

ولى عصر الحوار السياسي وجاء عصر الحواة !!

0
بقلم : سميحة المناسترلي
لطالما عهدنا حل القضايا والصراعات بمنهج سياسي وأساليب حوارية لا تخلو من بعض الخلافات أو محاولات للى بعض الحقائق، وأحياناَ المصارحة بالأطماع بإسلوب يتسم بالدهاء مغلف بكياسة من المفاوض، تعودنا أن في السياسات الدولية تستخدم المفاوضات والنقاش الحر الصريح القابل للتبسيط وتبادل وجهات النظر، هو أمر مشروع في سبيل التلاقي في نقطة محددة – قبل الوصول لقرار يكون مرضي لجميع الأطراف المعنية – حيث يصب في صالح الجميع شرط توافقه مع القوانين الدولية المعترف بها.
منذ أسابيع والعالم يعيش حالة من الهوس والذعر، بل في صدمات سريعة متلاحقة، ذلك منذ تسلم الرئيس الأمريكي الحالي “دونالد ترامب” منصبه بالبيت الأبيض كرئيس لأقوى دولة بالعالم – ذات القرارات الهامة الملزمة – والهيبة العالمية التاريخية القريبة، كنظام عالمي قوي يعلم كيف يعطي وماذا يأخذ وما يريد من خلال أراء مدروسة، منها الجيد ومنها السيئ بلا شك، ولكن تظل الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المكانة الحاضرة بقوة في عصرنا الحديث – برغم ما تعانيه من تخبط اقتصادي وسياسي وصراعات داخلية وخارجية – مؤخراَ ولكنها في مرحلة مقاومة عظيمة للحفاظ على هيبتها ومكانتها على جميع الأصعدة .
لكن وللأسف الشديد ومنذ تولي الرئيس ترامب منصبه واتخاذه لقرارات عاصفة على المستوى الداخلي والعلاقات الأمريكية الخارجية، وتوقيعه على حزمة من القرارت المتضاربة، والتى قد تطيح بالمصالح الأمريكية، وتشوه وجهها الحضاري بصورة لم تكن متوقعة مذهلة للعالم، ومن ثم يتم التراجع عنها خلال سويعات أو أيام ؟؟ ! بل لأول مرة في التاريخ نرى “قلما” يكتسب هذه الشهرة العالمية – قلم ترامب الشهير- الذى يوقع به القرارت الصادمة لدول العالم وشعوبها، وأولها الشعب الأمريكي، هذا – القلم المسكين أحد ضحايا ترامب – بريئا مما يسطره منذ أصبح مصاحباً له كالسيف بالجراب أمام الكاميرات والإعلام العالمي، فقد أصبح مكروها لما قد يتسبب به من كوارث لشعوب العالم المختلفة، فماذا لو طبق بالفعل ما سطره هذا القلم ؟ !، بالتأكيد سيكون سبب في قيام حروب وصراعات أو مجاعات وكوارث لايعلم مداها سوى الله .
“دونالد ترامب” الرئيس الأكثر جدلاً بالعالم في العصر الحديث، كثر التساؤل عن السبب في هذا الإضطراب في الشخصية وفي القرارات والتلاعب بالتصريحات، فهناك قرارت قاتلة مخربة لشعوب بسيطة – يقوم بتغليفها بمعسول الكلمات والأمنيات الجميلة الحالمة – والهدف عكسي .. البعض يقول عنه أسلوب “حواة” والبعض الأخر يطلق عليه أسلوب” مطور عقاري أو رجل أعمال لا يمتاز بنزاهة الإلتزام بالكلمة وخلافه، اختلفت الأراء والحقيقة غالبيتها ليست في صالحه، خاصة التى جاءت من ناخبيه الأمريكان والذي خيب ظنهم بصورة خطيرة، معتبرين استمراره في الحكم كارثة، وليس في صالح الشعب الأمريكي نهائياً.
اذا أتينا إلى قضية الشرق الأوسط من خلال الصراع العربي الإسرائيلى وتوافقه مع الممارسات الوحشية وكارثة مشروع التهجير للشعب الفلسطيني لإخلاء أرض غزة من أصحاب الحق الأصيل، ومحاولة إملاء أو فرض أمر واقع مرفوض من الدولة المصرية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية بإستقبال من يتم تهجيرهم قسرا من الشعب الفلسطيني على أراضيهم، والرجوع عن الموقف أمام رفض الدول لسياسة الأمر الواقع أو الإملاء بلا حق، حيث لم يراعى العمل بالقوانين الدولية في اتخاذ مثل هذا المطلب، سنجد أن الرئيسان “ترامب ونتنياهو” يمتلكان خلفية حياة قاسية وماضي مشوه ومليء بالمعاناة والمذلة، حسب قراءاتي بعلم النفس أعلم أن تأثير مثل هذه المعاناة تأتي بإحدى النتائج : الحالة الأولى هى التعاطف مع كل ضعيف والوقوف بجانب المظلوم حتى يسترد حقه إشفاقا عليه من أن يعيش معاناته انسان أخر وهذا بالطبع شخصا سوياً، والثانية هي العكس تماما تتحول الشخصية إلى شخصية إنتقامية تجد لذة في الدعس على الضعيف وقهره، كما يتنامى عندها الشعور بالنهم والجشع والسطو على الأخر لإقتناص ما ليس له .. ومع الوقت يمتلك عدة شخصيات تتحكم فيه ويعيشها بمهارة حتى يستحوذ على ما يريده، وهنا يعيش قمة نشوة الإنتصار .
هكذا يعيش العالم اليوم وسط حالة غير متوقعة من تضارب قرارات وتصاريح قد تطيح بدول وتمحو شعوب من على خريطة العالم، نحن اليوم نتعامل مع شخصيتين خطيرتين : ( نتنياهو وترامب ) اللذان وجهت إليهما اتهامات بالفساد وهناك مطالب قوية بمحاكمتهما فى قضايا فساد داخلية .
أما على المستوى الدولى فأحدهما ( نتنياهو ) مجرم حرب حيث وجهت إليه المحكمة الجنائية الدوليه اتهامات بارتكارب جرائم حرب، وأصدرت أمر قضائي دولى بالقبض عليه، والثانى ( ترامب ) تهور وأصدر أمر بتنفيذ بلاده عقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية لإصدارها أمر القبض على المجرم نتنياهو !!، هما بموجب قوانين دولهم وبموجب القوانين الدولية مجرمان ويشكلان خطرا على دولهم وعلى العالم والإنسانية .. !!
إذن ليس أمامنا سوى التمسك بالعقل والحكمة مع الإلتزام بالقوة فمثل تلك الشخصيات تكره الضعيف ولا تعترف بوجوده أساسا، وعلى من يتعامل معها أن يكون حذراً يعلم كيف يقرأ ما وراء الشخصية من أهداف، فهو شخصية ذات وجوه متعددة، أعتقد أنه من المفترض أن نكون قد اكتسبنا خبرات التعامل مع مثل هذه النماذج المسيطرة النهمة المتعطشة للإستحواذ، حيث أننا كدولة مصر ودول عربية لها أهميتها، كنا وسنظل مطمع من الآخر على مر العصور .. حفظ الله مصر وعاش الوطن .

اترك رد

آخر الأخبار