بعدما فقدت الأمل في زوجها “محمد”، (52 سنة)، العاطل ومتعاطي المخدرات،
وعزمت على الانفصال منه في شهر رمضان الماضي، ورفضت ترك الأطفال له،
حتى لا يسلكن طريق الحرام مثلما فعل في ابنته “فيروز”، التي كرهت الأم بسبب تضييق الخناق عليها بعد علمها بـ”مشيها البطال”.
لم تتحمل “فيروز” التي تبلغ من العمر 16 سنة معاتبة والدتها لها بسبب خروجها من المنزل لوقت متأخر مع شباب منطقة كوم بكار في
فيصل، وراحت تشتكي لوالدها الذي استغل غياب الزوجة أثناء عملها في محل “كوافير”، واعتاد زيارة الأطفال داخل الشقة التي
استأجرتها لهم في منطقة فيصل “ماما بتضربني ومنعاني أخرج من البيت”، لم تجد المراهقة الصغيرة مفرًا من تنفيذ جريمتها ووضعت
المنوم لأمها في العصير لتسهل مهمة الأب في قتلها.
اختفاء ياسمين
شيء غريب بدأ يظهر لجيران المجني عليها؛ ياسمين التي اعتادات أن تلتقي جيرانها قبل الذهاب إلى عملها وعقب عودتها لم تعد تظهر
على الإطلاق، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه الجميع يشم رائحة كريهة، لا يعلمون من أين تأتي وما مصدرها، لكن رائحة البخور التي
تنطلق يوميًا من داخل شقة ياسمين جعلت البعض يذهب بتفكيره إلى أن روائح البخور وسيلة لإخفاء الرائحة الكريهة المنبعثة من جثة
الأم التي تم إخفاء معالمها داخل حقيبة سفر.
في البداية تقول “أم ندى” إحدى جيران المجني عليها، إنها كانت على علاقة قوية بالمجني عليها، ودائمًا ما كانتا تلتقيان صباحًا
قبل ذهاب ياسمين إلى عملها، لكن على غير العادة ياسمين لم تظهر في البيت طوال عدة أيام، وهو ما جعل جميع الجيران
يتحدثون عن غيابها وبدأ الجميع في البحث عنها خاصة بعدما تأكدنا من عدم ذهابها إلى عملها طوال تلك المدة، وكل
ذلك ولم يتوقع أحد منا أنها قد قتلت على يد زوجها وابنتها فيروز.
سمعة فيروز السيئة
تواصل: منذ قرابة الـ 4 أشهر حدثت مشاكل عدة بين ياسمين وزوجها وعلى إثر ذلك تم الطلاق بينهما في رمضان الماضي،
خاصة وأنه معروف بتعاطيه للمخدرات والذي كان يسقط على إثر تناول جرعات زائدة منها مغشيا عليه، وعقب الطلاق
لم تكن العلاقة بين ياسمين وابنتها فيروز “16 سنة” على ما يرام فقد كانت دائمًا ما تعود إلى المنزل في ساعات
متأخرة من الليل وكان ذلك سببًا في انتشار سمعة فيروز السيئة بين جيران المنطقة.
تضيف: قبل اكتشاف الواقعة فوجئت بظهور طليق ياسمين في المنزل، وعلى الفور قررت أن أخبرها أن طليقها
يتردد على شقتها أثناء تواجدها في الشغل، لكن من ذلك الحين لم أرَ ياسمين على الإطلاق، وفي صباح
اليوم التالي فوجئت بخروجه بشطنة كبيرة، علمنا عقب ذلك أن الشنطة كان بداخلها “بطانية”
تم استخدامها في قتل المجني عليها.
رائحة كريهة
تلتقط إحدى جيران المجني عليها المقربين- رفضت ذكر اسمها- أطراف الحديث وتؤكد: لم نعتد أن نشتم رائحة كريهة
في المنطقة، ويومًا بعد الآخر، بدأت رائحة عفنة في الانتشار بالمنطقة ولا نعرف من أين تأتي، وهو ما جعلنا
نزداد حيرة حول مصير ياسمين التي تغيبت تمامًا عن منزلها، ولم تعد تظهر في منطقة سكنها أو في مكان عملها.
تضيف: “كلنا شايلين هم عيالها عشان بنتها الكبيرة عندها مرض في المناعة ومكناش عارفين نعمل إيه..
بس طليقها كان بييجي شقة المجني عليها حتى قبل ما تموت كان بييجي لبناته وهي في شغلها من غير ما تعرف”.
شاشة التليفزيون تكشف الجريمة
“شاشة التليفزيون” ربما هي القشة التي أسقطت الجناة في قبضة الأمن، حيث يقول أحد جيران المجني
عليها يدعى “محمد”: كل أهالي المنطقة كانت بتدور على ياسمين وماكانش في حد على لسانه سيرة غيرها،
بس بعد اختفائها بعدة أيام بدأت الأمور تنكشف أمامنا، فطليق المجني عليها كان يتردد على بناته، وحاول
انه يبيع عفش البيت ولما جه يبيع شاشة التليفزيون طلب مني أشوف حد محتاجها.
يضيف: بعدما طلب مني طليق المجني عليها أشوف زبون يشتري الشاشة؛ قمت بإبلاغ جارة ياسمين
وهي “أم ندى” والتي طلبت منه أن ترى الشاشة قبل شرائها وبعد محاولات مستميتة منها للدخول
إلى الشقة- بعد رفضه الشديد- تمكنت من الدخول وهنا اشتمت رائحة كريهة وعفنة داخل الشقة،
وهنا بدأ الشك يزداد حول قتل ياسمين على يد زوجها.
تعود “أم ندى” للحديث من جديد وتضيف: لما عرفت إن طليقها عايز يبيع شاشة التليفزيون قررت
أطلع أشوفها عشان دي الطريقة الوحيدة اللي هعرف من خلالها إن كانت ماتت ولا لأ، وبالفعل
دخلت الشقة، وطليق المجني عليها كان في حالة ارتباك شديدة، ولاحظت خروج رائحة كريهة
من إحدى الغرف، وحينما سألته عن مصدرها قال إنها من بقايا أكل الكلاب، وهنا قررت اصطحاب
إحدى الجيران “أم مريم” كي نحاول اكتشاف الأمر، وبالفعل لاحظنا شيئا غريبا داخل الشقة،
وهو ما دفعنا للاتصال بصاحبة الشقة “أم شيماء” وأخبرناها بالرائحة الكريهة وأن طليق
ياسمين يقوم ببيع أثاث الشقة، وبالفعل حضرت إلى المنطقة في عُجالة.
رفض وإصرار
تتابع: حينما حضرت مالكة العقار وطالبت منه الدخول إلى الشقة وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي، وهنا حدثت مشادات حينما طلبت منه فتح باب الأوضة المغلقة وإصراره على عدم فتحها، وحينما حاول فتح باب الشقة للخروج منعناه من المغادرة، وعلى الفور أحضرت زوجي كي يكتشف معنا الأمر وبمجرد دخول الشقة طلب من طليقها فتح باب الغرفة.
توضح “أم ندى” كيفية اكتشاف الجريمة قائلة: بعد ضغوطنا عليه بشدة تمكنا من فتح الغرفة وهنا كانت المفاجأة، حينما وجدنا الغرفة فارغة تمامًا، ولا يوجد بداخلها سوى شنطة سفر مغطاة بـ”بطانية” وحينما حاولنا الاقتراب من الشنطة قام بالصراخ قائلًا: “سبوها مفيش حد ييجي جنيها”، حيث كان يضع الجثة بداخل هذه الشنطة، وهنا حاول الجاني الهرب، لكن تمكنا من غلق باب الشقة، تواصل: كلنا كنا في حالة ذهول، وجمعنا عددا كبيرا من أهالي المنطقة عشان ميهربش.
اكتشاف الجريمة
تكشف “أم ندى” رد ابنتها على مقتلها والدتها قائلة: “فيروز بعد ما عرفنا إن أمها ماتت قالت لنا إنها كانت راجعة من الشغل واخدة مخدرات وشربت ميه وماتت”، لكن ذلك كان عكس ما أكدته أختها التي أشارت إلى رجال إلى أن أختها فيروز هي من قامت بوضع المخدر لوالدتها وأن والدها قام بقتلها على الفور، وعلمنا عقب ذلك أنه قام بضربها وخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
كانت نيابة حوادث جنوب الجيزة، برئاسة حازم عادل، أمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وقام قاضي المعارضات بتجديدها 15 يومًا بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.