في طفولتي كنت أتابع الكاتب الصحفي الاستاذ اسماعيل النقيب في الصفحة الاخيرة في جريدة اخبار اليوم كان يكتب نصف صفحة ، وهو من احدى القرى ويعتز جدا بكونه قروي كافح حتى وصل إلى الكتابة في جريدة كأخبار اليوم .
ولأني احب قرية أبي وأعتز بها وبعائلتي احترمته جدا كشخصية بجانب كتاباته الصحفية المرحة الساخرة .
اتذكر له حكاية ويقسم انها حقيقة نقلها عن صديق له لم يعهد فيه الكذب ابدا على حد قوله
كان صديق الاستاذ اسماعيل رجل اعمال محترم ، حاج إلى بيت الله وكثير التصدق وممن يعملون بكلمة الشرف والعهد ،يعمل بالاستيراد والتصدير وقت الانفتاح في عهد الرئيس السادات ، وكانت ميناء الاسكندرية في اوجها في دخول البضائع لمصر
بلغ الصديق ان شحنته وصلت الميناء وكان الوقت صيفا والجو حار جدا ، قرر المستورد السفر مع اخيه ليلا ليصلا الاسكندرية
مع شروق الشمس وبالتالي يتناول وأخيه الإفطار ثم تخليص البضائع قبل اشتداد الحرارة
في الثانية صباحا سارا على الطريق ومسجل السيارة يصدح بأغنية جديدة لوردة الجزائرية
والطريق خالٍ والقمر منير
فجأة صدر صوت انفجار إحدى الإطارات وتمكن من السيطرة على السيارة ، ونزل الأخوان من السيارة لتغيير الإطار المنفجر ليفجأآ بأنهما لم يحضرا الرافعة ( الكريك )
أُسقط في يد الاخوين وحارا ماذا يفعلان انتظرا مرور سيارة اخرى لفترة طويلة
فجأة ظهر امامهم شيخ مهيب يرتدي جلباب ابيض ، وجهه مريح ، لحيته طويلة جدا بيضاء انتفض الاخوان وسألاه
: من انت ؟ ومن أين جئت ؟ فأجاب بهدوء وحزم
: تحتاجان( للكريك) وهاهو فلتغيرا الإطار
قاما بتغيير الاطار وهما خائفان يلتفتان له بين الحين والآخر للشيخ ليجداه على حالته بجوارهما دون كلام، حتى انشغلا بربط المسمار الاخير ليلتفتا
ليشكراه يكون الشيخ قد تبخر ولا اثر له ، يكمل الأخوان الطريق دون كلام يتلفتان خوفا ورهبة.