العاصمة

نبذة عن ثريا يوسف

0


~~~~~~~~~~~~~~
كتب سامى خضر

إنها الفنانة الراحلة سناء جميل التي رحلت عن

عالمنا عام 2002، والتي نرصد في التقرير التالي 26 معلومة

عنها، استنادًا إلى موقع قاعدة بيانات السينما،

و«صحيفة الأهرام»، وحوار لها أجرته مع برنامج «دائرة الضوء»،

وعدة حوارات صحفية على لسان زوجها الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس.

 

هي السيدة الأرستقراطية التي تتحدث الفرنسية، وبالكاد يمكنها النطق ببعض الكلمات العربية، وهي أيضًا

الفلاحة زوجة العمدة القوية التي تحرك المشهد من الخلفية وتتخير له الزوجة الثانية لأجل الابن المرجو، وهي

التاجرة التي تدخن الشيشة وتقف في وجه أعتى الرجال وأكثرهم رقيًا لتنقل للمجتمع والحكومة صورة

واقعية مريرة عن توحش رأس المال وسطوته ومحاولته

طمس الأركان الجمالية في هذه الحياة.

* اسمها الحقيقي ثريا يوسف عطا الله، من مواليد عام 1930 في مركز ملوي التابع لمحافظة المنيا.

* عمل والدها محاميًا فى المحاكم المختلطة، التى ألغيت فى عام 1936، أما والدتها فكانت خريجة

كلية البنات الأمريكية بمحافظة أسيوط، وكانا يعيشان مع

ابنتيهما سناء وشقيقتها التوأم بمدينة ملوى، قبل أن تنتقل الأسرة إلى القاهرة قُبيل الحرب العالمية الثانية.

 

* بوصول الأسرة إلى القاهرة قاما بإيداع سناء جميل، فى مدرسة «المير دى دييه» الفرنسية الداخلية،

وكان عمرها وقتها تسع سنوات، ثم اختفى الأب والأم،

تاركين ابنتهما بمفردها، ولم يعلم أحد حتى الآن سبب الاختفاء، وما إذا كان الموت أو السفر، لتعيش

سناء بقية حياتها على أمل الالتقاء بتوأمها.

 

* ظلت سناء داخل المدرسة الفرنسية حتى وصولها إلى المرحلة الثانوية، إذ شاركت خلال سنوات

الدراسة في العديد من المسرحيات باللغة الفرنسية.

 

* إلتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدون علم شقيقها الأكبر الذي لجئت إلى الإقامة معه في

القاهرة في ظل غياب الأسرة، والذي قام بطردها بعد

علمه بالأمر باﻹضافة إلى تبرؤ عائلتها منها، ولكن زكي طليمات الذي أسس المعهد العالي للفنون المسرحية

وقف إلى جانبها ووفر لها مسكنًا، كما بحثت هي

عن وظيفة تعينها على الحياة.

* كشف زوجها الكاتب الصحفي لويس جريس أن أول راتب تتلقاه سناء جميل كان 12 جنيها بعد تعيينها في

أحد الوظائف بعد طردها من منزل العائلة، كما قامت

بتعلم تفصيل الملابس والمفروشات مقابل ستة جنيهات شهرياً، لتمارس موهبة التمثيل، فيما قام زكي

طليمات بتوفير مسكن لها في نفس عمارة حكمت أبو

يزيد أول وزيرة للشئون الاجتماعية في عهد عبدالناصر، بشارع عبدالعزيز، وكان إيجارها أربعة جنيهات.

 

* واجهت «جميل» مصاعب جمة لدى انضمامها إلى معهد التمثيل بسبب لكنتها وعدم إتقانها العربية،

إلا أن المسرحي الراحل زكي طليمات وقف إلى جانبها

حتى أتقنت العربية، وأدت أول أدوارها في السينما عام 1951.

 

* انضمت للعمل مع فرقة «فتوح نشاطي» المسرحية، عقب تخرجها من المعهد، وقدمت عدة أدوار

سينمائية خلال فترة الخمسينات، من بينها «سلوا قلبي»،

«بشرة خير»، و«حرام عليك»، لكن بداية الشهرة الحقيقة جاءت من خلال دور «نفيسة» في فيلم «بداية ونهاية»، الذي أسند في البداية للفنانة الراحلة فاتن

حمامة، ولكنها رفضته، فأُحيل الدور لسناء جميل.

* أشارت «جميل» في أحد حوارتها الصحفية إلى أنها عانت من ضعف حاسة السمع، بسبب

«القلم» الذي صفعها إياه الفنان عمر الشريف في فيلم «بداية

ونهاية»، حيث اندمج «الشريف» أثناء تصويره للمشهد، وصفعها «قلمًا» حقيقيا أصيبت على

إثره بفقدان حساسة السمع لإحدى الأذنين.

 

* قامت بالمشاركة في 9 مسرحيات، و 15 مسلسلًا، و46 فيلمًا سينمائيًا، ويتضح أن

إقل إسهامتها كانت في مجال المسرح ففي حقبة السبعينات على سبيل

المثال، لم تقدم سناء جميل سوى عرضين، أحدهما في مصر، على المسرح القومي

وكان بعنوان «وشم الوردة» عن نص لـ «تينسي ويليامز»، لكنها سرعان ما

غابت عن المسرح لمدة خمس سنوات عادت بعدها لتقدم مسرحية لـ «سترندبرج»

بعنوان «رقصة الموت» باللغة الفرنسية، وشاركها البطولة النجم الفنان جميل

راتب والممثل الفرنسي كلودمان وقد عرضت المسرحية في باريس واستمر عرضها

في عدة مدن فرنسية خلال العام 1977 وسط اقبال منقطع النظير من الجمهور

الفرنسي.

* التقت بزوجها لويس جريس عن طريق زميلة صحفية سودانية اسمها خديجة،

كانت تدرس الصحافة فى مصر، وكانت مبهورة بتجربة «روز اليوسف»، التي كان

لويس يعمل بها صحفيًا، وقبل رحيلها إلى الخرطوم، أقامت حفلاً كبيرًا لتوديع أصدقائها

فى منزل سناء جميل، وكان لويس جريس أحد المدعويين للحفل، وهناك

كان لقاؤه الأول بالفنانة سناء جميل، وعندما قرر لويس جريس الخروج من منزلها، سألته سناء جميل مازحة:

«يا لويس معاك تلاتة تعريفة؟»، فرد عليها: «معايا قرشين صاغ»، فردت قائلة: «طيب عال خالص،

أنا هستنى تليفونك بكرة الساعة 12 الصبح»، وكانت هذه هى

بداية قصة حب سناء جميل ولويس جريس.

* ظل الصحفي الشاب لويس جريس لفترة طويلة، يكتم حبه لسناء جميل، إذ كان يعتقد خطئًا

أنها مسلمة، خاصة وأنها كانت كثيرًا ما تردد عبارات مثل

«والنبي» و «والله العظيم»، ولكنه قرر أن يصارحها في إحدى المرات معاتبًا القدر قائلًا:

«لو مكنتيش بس انتي مسلمة وأنا مسيحي كنت طلبتك للجواز»، فابتسمت «سناء» قائلة:

«أنا مسيحية يا لويس وموافقة»، وأوضحت له لاحقًا أنها تعلمت تلك

العبارات من صديقاتها زهرة العلا وسميحة أيوب.

* يحكي «لويس» عن تفاصيل الزفاف موضحًا أنه هرول مسرعًا إلى القس ليتمم زواجهما في

الحال بعدما علم أن سناء مسيحية، لكن القس رفض لعدم وجود

مدعوين، فقام «لويس» بتأجير ٧ سيارات تاكسي ليملأها بزملاء المجلة الذين كانوا كلهم تقريبًا

مسلمين، وتوجه بهم إلى الكنيسة ليبدأ منذ يومها زيجة تجاوز

عمرها ٤٠ عامًا.

* يقول لويس إن مصطفى أمين وغيرهم من أساتذة وزملائه أسدوا إليه العديد من النصائح لإبعاده عن

محبة النجمة سناء جميل، معللين ذلك بأن شهرتها قد

تؤثر على وضعه كصحفي مغمور وقتها، وتضعه في حرج، فضلًا عن أن شهرتها قد تضغى على أي شهرة

أو مجد مهني قد يحققه طالما ظل اسمه مقرونًا باسمها،

ولكنه لم ينصت لأي من تلك النصائح.

* تم الزواج بين الحبيبين، عام 1961، ولكن الفنانة الراحلة آثرت ألا تنجب كي تتفرغ بشكل كامل لعملها.

* يقول لويس في أحد حواراته الصحفية عن سناء إنها «كانت تطرب لصوت الأذان، وتحب الاستماع له،

حتى أنها ذات يوم فوجئت بتغيير شيخ الجامع المقابل

لمنزلهما بشارع المنيل وكان المؤذن الجديد صوته سيئاً فطلبت منه الاتصال بالشيخ الشرباتى

، وزير الاوقاف فى وقتها وطلبت منه الحضور للمنزل لتناول الشاى،

والاستماع لصوت آذان العصر للتعرف على مدى سوء صوت المؤذن، وفى خلال أسبوع استجاب

لها الوزير وقام بتغيير المؤذن خصيصا حتى تستطيع سماع الآذان

كما اعتادت عليه».

* كشف الفنان هشام سليم عن بعض تفاصيل شخصيتها بعد ظهوره معها في أول

عمل فني جمع بينهما، وهو مسلسل «الراية البيضاء»، موضحًا أنها لم

تتدخل فى توجيه أي فرد من أفراد العمل، إلا إذا طلب أحدهم نصيحتها أو سألها عن

شىء وكانت تشرح له باستفاضة، مؤكدًا أنها كانت تلتزم بقواعد العمل وأن

المخرج هو الوحيد الذى له الحق في توجيه الجميع وتوجيهها هى شخصية.

* وكشف سليم أنها لم تكف عن البكاء والاعتذار للفنان سيد زيان بعد أن قامت بتصوير

أحد مشاهد مسلسل «الراية البيضا» وضربته وهي تقول له: «أنا ستك»،

خلال المسلسل، إذ استشعرت أنها عنفته بقوة وأنها اندمجت في المشهد بشدة،

وجرحت مشاعره وكرامته بالفعل.

* أشار سليم أنها كانت ملتزمة بأدق تفاصيل العمل والدور حتى أنها كانت تفصل

ملابسها بنفسها وقد طلبت منه البحث معها على درجة الجلباب «الفوشيا»

الذي كانت ترتديه في أحد مشاهد المسلسل، لأنها كانت تريد أن تأتى بلون شديد

الجرأة، فساعدتها والدته للحصول على القماش وقامت سناء بتفصيل الجلباب بنفسها.

* حصلت سناء جميل على وسام العلوم والفنون فى عام 1967، كما تم تكريمها فى

مهرجان الأفلام الروائية فى عام 1998، بالإضافة إلى مجموعة من جوائز

وزارتى الثقافة والإعلام، والعديد من التكريمات على مدار مشوارها الفنى الطويل فى

الفترة ما بين 1950 وحتى 1998.

* الممثل الوحيد الذى طلبت منه الفنانة الراحلة سناء جميل التمثيل معه كان الفنان

أحمد زكى، الذى حادثته الفنانة القديرة الراحلة سناء جميل هاتفيًّا، وقالت

له: «عايزه أمثّل معاك قبل ما أموت»، فاستجاب الفنان أحمد زكى وتعاونا معًا في

فيلمين، هما «سواق الهانم»، و«اضحك الصورة تطلع حلوة».

 

* تمنت الفنانة سناء جميل أن تمثل أمام الفنان القدير محمود مرسى، ولكن

أمنيتها لم تتحقق، حيث توفيت فى 22 سبتمبر 2002 دون أن يجمعهما ولو عمل

فنى واحد.

* يقول لويس زوجها، إنها كانت ترفض عددا من الأعمال التي كانت تعرض عليها

بأجور عالية، ولم تكن تقبل سوى العمل الذى تشعر به فقط، والذى تعرف أن

الجمهور سيتجاوب معها من خلاله، مشيرًا إلى أن زميلها الفنان الراحل كرم مطاوع

عرض عليها المشاركة معه فى مسلسل عراقى يقدم باللهجة العراقية على

أن تتقاضى ألف دينار في الحلقة الواحدة، لكنها رفضت لعدم قدرتها على الحديث بالعراقية.

* عانت الفنانة الراحلة سناء جميل فى آخر أيامها من سرطان الرئة، وظلت فى

 

المستشفى لمدة ثلاثة أشهر، وكان يؤرقها منظر وجهها، وتسأل زوجها ما إذا كان

قد تشوّه، وقد أسرّت لزوجها الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس، بأنها لو عاد بها الزمن إلى الوراء كانت ستتوقف عن التمثيل، وتفصل ملابس بتصميمات

مميزة، وتنجب أولادًا يملؤون حياتها.

* صرحت في لقائها ببرنامج «دائرة الضوء» عام 1975 أنها كانت تتمنى المشاركة في أعمال فنية تناصر المرأة.

 

* يحكى لويس جريس أنه عندما توفيت الفنانة سناء جميل، رفض دفنها على الفور، وأمهل نفسه ثلاثة أيام لنشر إعلان الوفاة فى كل الصحف المصرية

والأجنبية، على أمل ظهور أى من أقاربها للمشاركة فى جنازتها، ولكن دون جدوى، فلم يظهر أحد، ودُفِنت سناء جميل فى اليوم الرابع من وفاتها، وتحديدًا فى

22 سبتمبر 2002، وخرجت جنازتها من كنيسة العباسية

اترك رد

آخر الأخبار