من وصايا الرسول
اسلام محمد
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمكَ وصحتَك قبل سَقمِكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغَك قبل شغلِك وحياتَكَ قبل موتِكَ) (رواه الحاكم وصححه)، يأمر الاسلام بفعل خمسة أمور قبل ما ان تحدث خمسة أمور اخرة ومن هذه الأمور يقول النبي صلى الله عليه وسلم شبابَك قبل هرمكَ إن الشباب هو وقت القدرة على الطاعة، وهو ضيف سريع الرحيل فإن لم يغتنمه العاقل تقطعت نفسه بعدُ حسرات.. فيجب على المؤمن أن يستغل شبابه وقوته في عبادة الله سبحانه وتعالى، والتقرب إليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسير على سنة رسول الله، وذلك قبل أن يهرم ويصبح غير قادر عن أداء العبادات، ويشار بأنّه ذكر في حديث آخر أنّ الشباب الناشئين على عبادة الله تعالى سيكونون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
سيسال الشباب عن هذه المرحلة وفي ما استعمل هذه المرحلة افي طاعت الله أم في معصيته
قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه، حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟» (رواه الترمذي وصححه الألباني) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ما آتى الله عز وجل عبدا علما إلا شابا، والخير كله في الشباب، ثم تلا قوله عز وجل: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء:60]، وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف:13]، وقوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم:12].
قالت حفصة بنت سيرين: “يا معشر الشباب اعملوا، فإنما العمل في الشباب”، وقال الأحنف بن قيس: السود مع السواد”، (أي: من لم يسد في شبابه لم يسد في شيخوخته)، وهل كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا به، وعزروه، ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه؛ إلا شبابا؟! وهذا أسامة بن زيد رضي الله عنهما أمّره صلى الله عليه وسلم على الجيش، وكان عمره ثماني عشرة سنة، وهذا عتّاب بن أسيد استعمله ا الله عليه وسلم على مكة لما سار إلى حنين وعمره نيف وعشرون سنة، إلى نماذج أخرى كثيرة لشباب أبلوا أحسن البلاء في حمل رسالة الإسلام، ونشر نوره في العالمين. وحكى المسعودي في (شرح المقامات) أن المهدي لما دخل البصرة رأى إياس بن معاوية وهو صبي، وخلفه أربعمائة من العلماء وأصحاب الطيالسة، وإياس يقدمهم، فقال المهدي: “أما كان فيهم شيخ يتقدمهم غير هذا الحدث؟”، ثم إن المهدي التفت إليه، وقال: “كم سنك يا فتى؟” فقال سني، أطال الله بقاء الأمير سن أسامة بن زيد بن حارثة لما ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا فيهم أبو بكر وعمر”، فقال له: “تقدم بارك الله فيك”. وذكر الخطيب في (تاريخ بغداد): “أن يحيى بن أكثم ولي قضاء البصرة وسنُّه عشرون سنة أو نحوها، فستصغروة ، فقالوا: كم سن القاضي؟ فقال: أنا أكبر من عتّاب بن أسيد الذي وجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا على أهل مكة يوم الفتح، وأنا أكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا على أهل اليمن، وأنا أكبر من كعب بن سويد الذي وجه به عمر بن الخطاب قاضيا على البصرة، فجعل جوابه احتجاجا له”..