العاصمة

من هو يحيى السنوار قائد حماس الذي أعلنت إسرائيل اغتياله اليوم؟

ايمان العادلى

0

 

نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير إسرائيلي زعمه اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس” يحيي السنوار، حيث قال: “يبدو أنه تمت تصفية يحيى السنوار”، بحسب ما نقلته قناة سكاي نيوز عربية، في نبأ عاجل.

 

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه “لدى إسرائيل الحمض النووي للسنوار لأنه كان معتقلا وسيسهل مماثلته مع الجثمان المشتبه بها”، كما نقلت عن مصدر أمني زعمه إن “التقديرات تشير إلى نجاح عملية اغتيال السنوار”.

 

من جانبه، قال جيش الاحتلال وجهاز الشاباك، اليوم الخميس، إنهما يحققان في احتمال “مقتل السنوار في غزة”، مشيرين إلى أنه لا يمكن في هذه المرحلة تأكيد ذلك.

 

ولكن، من هو يحيى السنوار؟ ولماذا مثل الخطر الأكبر على إسرائيل؟

يحيى السنوار هو رئيس الجناح السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في قطاع غزة، عاد أسمه، بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، للواجهة بقوة، بعدما وُصف بأنه العقل المدبر للهجوم المباغت على الأراضي المحتلة في السابع من أكتوبر الماضي.

 

ووفقا لشبكة “بي بي سي”، فظل آلاف الجنود الإسرائيليين يحاولون العثور على السنوار، الذي أصبح أحد أكثر الرجال المطلوبين لدى إسرائيل، التي هددت باغتياله، محملة إياه المسئولية عن الهجوم.

 

قضى معظم سنوات شبابه بسجون الاحتلال

 

أتمّ يحيى إبراهيم السنوار، في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي، عامه الثاني والستين؛ وقد وُلد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962، ومن هذه السنوات الـ62، قضى السنوار في السجون الإسرائيلية 24 عاما هي معظم سنوات شبابه.

 

وفي الأصل، ينحدر السنوار عن عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان – قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948، حيث وترعرع في مخيم خان يونس الذي ما لبث أن وقع أيضاً تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967.

 

 

وتلقى السنوار تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة لإكمال تعليمه الجامعي، ويحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.

 

 

وفي عام 1982 أُلقي القبض على السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في “أنشطة تخريبية”، وبحلول عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية على السنوار بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاما)، أمضى منها 24 عاما في السجن.

 

 

متقن للعبرية متخصص في تكتيكات الاحتلال

 

وبحسب تقرير لنيويورك تايمز، استغل السنوار أثناء وجوده في السجن، برنامجًا جامعيًا عبر الإنترنت وقرأ الأخبار الإسرائيلية بشغف.

كما ترجم عشرات الآلاف من الصفحات من السير الذاتية المكتوبة باللغة العبرية والمهربة والتي كتبها رؤساء جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي السابقون، إلى اللغة العربية.

 

وقال يوفال بيتون، طبيب الأسنان الإسرائيلي الذي عالج سنوار عندما كان قيد الاحتجاز، إن السنوار شارك الصفحات المترجمة سرا حتى يتمكن السجناء من دراسة تكتيكات التي تنتهجها أجهزة الأمن الإسرائيلي لبحث واختراق نقاط ضعفها.

 

ومن إنتاجات مكتبة يحيى السنوار، نجد ترجمته لكتاب “الشاباك بين الأشلاء”لكارمي جيلون، وهو كتاب يتناول جهاز الأمن الداخلي لإسرائيلي، كتاب الأحزاب الإسرائيلية عام 1992، ويعرف بالأحزاب السياسية في إسرائيل وبرامجها وتوجهاتها خلال تلك الفترة.

 

وصدر له في عام 2010 كتاب “المجد” ويرصد عمل جهاز “الشاباك” في جمع المعلومات وزرع وتجنيد العملاء، وأساليب وطرق التحقيق الوحشية من الناحية الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى تطوّر نظرية وأساليب التحقيق والتعقيدات التي طرأت عليها وحدودها.

 

صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية

 

يوصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية، فهو من أعضاء حركة “حماس” الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارا بـ (مجد).

 

 

وكانت نقطة التحول في مسار السنوار، عندما تفاوضت إسرائيل على صفقة لتبادل الفلسطينين المعتقلين لديها مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس عام 2011.

 

 

حينئذ، استخدمت إسرائيل السنوار كمحاور، بحسب الإيكونوميست، حيث كان مسموحا له بالتحدث إلى قياديّي حماس الذين أرادوا استبدال أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل شاليط.

 

 

وقد اعترضت إسرائيل على عدد من الأسماء التي اقترحتها حماس، ولم يكن السنوار من بين هؤلاء المعترَض عليهم. وبالفعل في 2011، أُطلق سراح السنوار و أصبح قياديا في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس.

 

واستفاد السنوار من معرفته بالسجون الإسرائيلية، التي حصل عليها خلال السنوات الطويلة التي قضاها في زواياها، مما أعطاه نفوذا بين القيادات العسكرية في حماس.

 

 

عارض مفاوضات إطلاق سراحه

 

في كتابه “الطريق إلى صفقة وفاء الأحرار: صفقة شاليط 2006-2011″، عرض الباحث الفلسطيني محمد عبدربه مطر، مراحل المفاوضات، منذ أسر المقاومة الفلسطينية الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في يونيو 2006، وحتى إتمام عملية التبادل في أكتوبر 2011، وتحرير مئات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال من بينهم السنوار.

 

وقال إن المفاوضات بالرعاية المصرية، في سنة 2009، دخلت مرحلة جديدة، فالكيان الصهيوني أيقن أن شاليط لن يعود إلا بطريقة واحدة، وهي صفقة بشروط القسام.

 

وقال الكاتب إن السنوار عارض بشدة عقد الصفقة في مراحل نضوجها، فمن وجهة نظره لم يكن عدد السجناء المفرج عنهم مرتفعا بما فيه الكفاية، علاوة على أن الصفقة لم تتضمن كل الأسماء الثقيلة التي رأى أنه كان يجب الإفراج عنها في الصفقة، أولئك الذين خططوا ونفذوا أخطر حالات المقاومة، ومن بينهم حسن سلامة وعبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد.

 

وكانت معارضة السنوار شديدة لدرجة أن جهاز الأمن الإسرائيلي، ضغط من أجل عزله في الزنزانة، كي تستمر المفاوضات بقليل من الاضطرابات، وظلت المفاوضات قائمة حتى عام 2011.

 

إصلاح العلاقات بين الفصائل الفلسطينية

 

وعلى الصعيد السياسي في حماس، في عام 2017، انتُخب السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، وفي العام نفسه، لعب السنوار دورا دبلوماسيا رئيسيا في محاولة إصلاح العلاقات بين السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة من جهة، وحركة حماس في غزة من جهة أخرى، ولكن لم يُكتب لهذه المحاولة النجاح.

 

 

كما عمل السنوار في مجال إعادة تقييم لعلاقات حماس الخارجية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر، إلا أنه في سبتمبر 2015، أدرجت الخارجية الأمريكية يحيى السنوار على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين”.

 

 

 

ترأس المكتب السياسي لحركة حماس

 

وفي أغسطس الماضي، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اختيار زعيمها في غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا للشهيد إسماعيل هنية، الذي تم اغتياله بمقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.

 

وحينها، صرح مسئول كبير في حماس لوكالة الأنباء الفرنسية، أن تعيين السنوار رئيسا للحركة ينطوي على “رسالة قوية” للاحتلال الإسرائيلي بعد عشرة أشهر من بدء الحرب على قطاع غزة؛ حيث أكد أن هذا الاختيار مفاده أن حماس ماضية في نهج المقاومة.

 

الإعلام الإسرائيلي: ترأس السنوار رسالة بأن غزة قوية

 

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تعيين السنوار مفاجئ ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى.

 

وجاءت ردود الأفعال والتعليقات على تعيين السنوار في سياق أنه مثل شخصية شديدة الخصوصية، اكتسبها من دوره البارز كأحد العقول المدبرة لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر التي كبدت الاحتلال خسائر غير مسبوقة على الأصعدة المختلفة، لذا لم يغادر السنوار رأس قائمة الشخصيات المستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

 

ولجانب ذلك، اختلف السنوار عن غيره من قادة المقاومة كونه وصف بالأكثر دراية بالفكر الإسرائيلي وسياسته من واقع تجربته لسنوات طوال داخل سجون الاحتلال، أمضاها في الدراسة والاطلاع والمتابعة

 

جامعة إسرائيلية: السنوار يحرك الحرب وفق أهدافه

 

ومن دلالات براعة السنوار الاستراتيجية التي اكتسبها من تجربته بالسجون، أصدرت جامعة “رايخمان” الإسرائيلية تقريرا يشيد بقرارات زعيم الجناح العسكري لحركة حماس “كتائب القسام” يحيى السنوار، باستخدام آليات الذكاء الاصطناعي، أن قرارات السنوار فيما يتعلّق بالحرب “عقلانية”؛ لأنها تخدم أهدافه، وفق ما أوردته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

 

وأضافت الصحيفة أنه عبر استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي، جرت إعادة بناء 14 قرارًا من قرارات السنوار، بما في ذلك قراراته بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل عام 2021، وقرار الامتناع عن الانضمام إلى حركة الجهاد الإسلامي بعد عملية الجيش الإسرائيلي للقضاء على كبار أعضاء الحركة، والقرار بشن هجوم مفاجئ واسع النطاق ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، وقرار الموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن في نوفمبر الماضي، وفقا لما نقلته شبكة الجزيرة.

اترك رد

آخر الأخبار