ممر النصر الحقيقي

كتبت سناء علي

   المصري كعادته طول عمره وبطبيعته علي مر الازمنه لااحد يعرف له كتالوج لعواطفه ولا ميوله ورغباته او

فكره ، ففي الوقت الذي تظن انه خامل نائم طائع لظلم او قهر تجده فجأه يهب واقفا ثائرا في وجه الظلم او

العدو وكأنه تبدل لشخص آخر في لحظة !! ..

   في احلك واصعب اللحظات تجده يضحك في كل الظروف علي احواله او احوال بلده وان لم يجد من

يسخر عليه يسخر علي حاله ويطلق النكات علي نفسه !!

   امتحانات ثانوية عامة تغير مجري حياته ..تجد الطوارئ في كل بيت .. الهدوؤ في كل شارع ..المحال

التجارية واماكن التنزه والمصايف خالية وكانها مهجورة !!

   مباراة كرة قدم تحول مسار طريق وتغلق آخر !!

  مسلسل عربي او فيلم جديد يجمع اسرة كاملة حول

التلفاز ويعود الابناء او الاب من عمله او ينهيه مبكرا لمشاهدته !!

  فعلا نحن المصريين شعب عاطفي بالفطرة ولم يستطع احد فك شفراته .. فبالامس كان عرض جديد

لفيلم الممر ضمن احتفالاتنا بنصر اكتوبر وعلي غير المتوقع مع الافلام اوالمسلسلات العربية وجدنا نصف

الشعب تقريبا يجتمع امام التلفاز وكانه سيشاهد بيان عاجل ،،ومنهم من قرر ان يجعلها لحظات اكثر استمتاعا فراينا محلات “المقلة” والمسليات مزدحمة بالطوابير!!

وان كان مجرد فيلم لكنه احدث فينا شيئا جميلا وقبل ان يذكرنا بعظمة نصر اكتوبر هو ذكرنا بنصر آخر اجمل

وهو التفاف المصريين حول فكرة واحدة وحب واحد وقت كل الاختلافات وتعدد الاراء والاهواء وتشتت

الفكر عند اللزوم تجدنا كلنا واحد وعاطفتنا وعقلنا كلهما في اتجاه واحد وهذا مافعله فيلم الممر بعد ان

احيا فينا هذه حالة جميلة من التوحد والتي نفتقدها منذ فترة وهي في حد ذاتها نصر جديد لنا اتمني دوامها